الرئيسية / شخصيات اسلامية / أمل الآمل للحر العاملي في علماء جبل عامل 23

أمل الآمل للحر العاملي في علماء جبل عامل 23

176 – الشيخ محمد بن علي بن يوسف بن محمد بن إبراهيم العاملي
الشامي – من المعاصرين .
كان فاضلا ماهرا محققا مدققا أديبا شاعرا فائقا على أكثرية معاصريه
في العربية وغيرها ، له شعر جيد ومعان غريبة .
وقد ذكره تلميذه السيد علي بن ميرزا أحمد في سلافة العصر فقال فيه :
البحر الغطمطم الزخار ، والبدر المشرق في سماء المجد بسناء الفخار ، الهمام
البعيد الهمة ، المجلوة بأنوار علومه ظلم الجهل المدلهمة ، اللابس من مطارف
الكمال أظرف حلة ، والحال من منازل الجلال في أشرف حلة ، فضل
تغلغل في شعاب العلم زلاله ، وتسلسل حديث قديمه فطاب لراويه عذبه
وسلساله . . . شاد مدارس العلوم بعد دروسها ، وسقى بصيب فضله حدائق
غروسها . . . وأما الأدب فعليه مداره ، واليه إيراده واصداره . . . وما
الدر النظيم الا ما انتظم من جواهر كلامه ، ولا السحر العظيم إلا ما نفثت به
سواحر أقلامه ، وأقسم أني لم أسمع بعد شعر مهيار والرضي أحسن من شعره
المشرق الوضي ، إن ذكرت الرقة فهو سوق رقيقها ، أو الجزالة فهو سفح
عقيقها ، أو الانسجام فهو غيثه الصيب ، أو السهولة فهو نهجها الذي
تنكبه أبو الطيب . . . ( 2 ) .
ثم أطال في مدحه بفقرات كثيرة ، وذكر أنه قرأ عنده الفقه والنحو
والبيان والحساب ، وذكر له شعرا كثيرا من جملته قوله :
لا يتهمني العاذلون على البكا * كم عبرة موهتها ببناني –
آليت لا فتق العذول مسامعي * يوما ولا خاط الكرى أجفاني –
ومنها :
سلبت أساليب الصبابة من يدي * صبري وأغرت ناجذي ببناني –
وقوله :
يا أخا البدر رونقا وسناءا * وشقيق المها وترب الغزالة –
ساعد الحظ ( 1 ) يوم بعتك روحي * لا وعينيك لست أبغي إقالة –
وقوله :
يا خليلي دعاني والهوى * إنني عبد الهوى لو تعلمان –
وقصارى الخل وجد وبكا * فأبكياني قبل أن لا تبكيان –
وقوله :
أين من أودعوا هواهم بقلبي * وصلوا نارهم على كل هضب –
[ منها ] ( 2 )
كلما فوقوا إلى الركب سهما * طاش عن صاحبي وحل بجنبي –
يشتكي ما اشتكيت من ألم البين ( 3 ) * كلانا دامي الحشا والقلب –
وقوله :
أرقت وصحبي بالفلاة هجود * وقد مد فرع للظلام وجيد –
وأبعدت في المرمى فقال لي الهوى * رويدك يا شامي أين تريد –
أهذا ولما يبعد العهد بيننا * بلى كل شئ لا ينال بعيد –
وقوله :
غادرتموني للخطوب دريته ( 1 ) * تغدو علي صروفها وتروح –
ما حركت قلبي الرياح إليكم * إلا كما يتحرك المذبوح –
ولقد أكثر في التغزل بالأمرد وفي وصف الخمر ، وقد عملت أبياتا
في التعريض به وبالصفي الحلي تأتي في القسم الثاني في ترجمة عبد العزيز بن
أبي السرايا ( 2 ) وإن كان مطلبهما ومطلب أمثالهما غير الظاهر غالبا .
* * *
177 – السيد محمد بن علي بن محيي الدين الموسوي العاملي .
كان عالما فاضلا أديبا ماهرا شاعرا محققا عارفا بفنون العربية والفقه
وغيرهما ، من المعاصرين ، تولى قضاء المشهد الشريف بطوس ، قرأ عند
عند السيد بدر الدين الحسيني ( 3 ) العاملي المدرس وعند السيد حسين بن محمد
ابن علي بن أبي الحسن الموسوي شيخ الاسلام وغيرهما .
له كتاب شرح شواهد ابن المصنف كبير حسن التحقيق ، ويرد
فيه أقوال العيني كثيرا ( 4 ) ، وله شعر قليل لا يحضرني منه شئ ( 5 ) .
* * *
178 – الشيخ محمد بن نجيب الدين علي بن محمد بن مكي العاملي
الجبيلي ( 6 ) .
فاضل صالح معاصر ، قرأ على أبيه وغيره من مشائخنا .
* * *
179 – الشيخ محمد بن علي بن هبة الله العاملي الطبراني .
فاضل صالح فقيه معاصر .
* * *
180 – السيد محمد بن محمد بن حسن بن قاسم الحسيني العاملي
العيناثي الجزيني .
كان فاضلا صالحا أديبا شاعرا زاهدا عابدا ، له كتب منها : الاثني
عشرية في المواعظ العددية ، وكتاب الحدائق ، وكتاب أدب النفس ،
وكتاب المنظوم الفصيح والمنثور الصحيح ، وفوائد العلماء وفرائد الحكماء ،
وأم أمه ( 1 ) بنت الشيخ زين الدين الشهيد الثاني ، ومن شعره قوله :
ويحك يا نفس دعي * ما عشت ذل ( 2 ) الطمع –
وأرضي بما جرى به * حكم القضا واقتنعي –
إياك والميل إلى * شيطانك المبتدع –
واقتصدي واقتصري * كي ترتوي وتشبعي –
أين السلاطين الأولى * من حمير وتبع –
شادوا الحصون فوق * كل شاهق مرتفع –
لم يبق من ديارهم * غير رسوم خشع –
كفى بذاك واعظا * وزاجرا لمن يعي –
حسبك يا نفس اقبلي * نصحي ولا تضيعي –
وقوله من قصيدة :
لله بعد أيامي بأكناف الحمى * والدهر طلق المجتلي عذب الجنا –
[ إذ شرتي وصبوتي ما فتئت * في فتيات الحي ميلا وهوى ] ( 1 ) –
من كل نجلاء اللحاظ غادة * ترمى حواليك بأحداق المها –
وكل هيفاء تريك إن بدت * قضيب بان فوقه شمس ضحى –
وكل غيداء إذا ما التفتت * أغضى لها من غيد ظبي الفلا –
حتى إذا شبيبتي تصرمت * وريق العمر تولى وانقضى –
أعرض عني الغانيات ريبة * به وعرضن بصدي وجفا –
فحالفي يا نفس أرباب التقى * وخالفي نهج الضلال والعمى –
والمرء لا يجزى بغير سعيه * إذ ليس للانسان إلا ما سعى –
واعلم بأن كل من فوق الثرى * لابد من مصيره إلى البلى –
وكل إلى الله الأمور تسترح * وعد إلى مدح الحبيب المجتبى –
الماجد المبعوث فينا رحمة * محمد الهادي النبي المصطفى –
واثن على أخيه وابن عمه * قسيم دار الخلد حقا ولظى –
والحسن المسموم ظلما والحسين * السيد السبط شهيد كربلا –
فهم منار الحق للخلق فما * أفلح من ناواهم ومن شنا –
وقوله :
أخي لا تركنن إلى أحد * حتى يواريك ضيق الرمس –
وعش فريدا من الأنام ففي * البعد عن الانس غاية الانس –

شاهد أيضاً

مفاجآت القرن الـ 21: ملحمة فلسطين وأسطورة إيران

ناصر قنديل يبدو القتال الأميركي الإسرائيلي والغربي عموماً لإنكار صعود العملاق الإيراني وإبهار الملحمة الفلسطينيّة ...