الرئيسية / بحوث اسلامية / شرح رسالة الحقوق للإمام علي بن الحسين زين العابدين31

شرح رسالة الحقوق للإمام علي بن الحسين زين العابدين31

وقال حكيم : الكلام المنطوق به في أوانه تفاح من ذهب في سلال من فضة .
وقال : كثرة الكلام لا تخلو من زلة ، ومن ضبط شفتيه فهو عاقل ومن فتقهما
فحظه الدمار . وقال آخر لابنه : يا بني تعلم حسن الاستماع كما تتعلم حسن
الحديث ، وليعلم الناس أنك أحرص على أن تسمع من أن تقول .
وقالت الحكماء : رأس الأدب حسن الفهم والتفهم والاصغاء إلى التكلم .
إلى غير ذلك مما به رقي الإنسان وصيانة معنويته . وإلى هذه الظاهرة يشير
الإمام عليه السلام في كلمته النورية : إلى أن اللسان بعد أن نعطيه حقه ، أو قبل أن
نعطيه إياه ، ذو جانب مهم في الكشف عن ذات الإنسان ، والدلالة على ما تحويه
هذه الذات ، بحيث يمكن أن يتخذ اللسان سبيلا لمعرفة الصالحين من غير
الصالحين . فاللسان المقوم يدل على حسن السيرة واستقامة في السلوك . أما
العكس فيدل على خور النفس وضعف الروح التي تؤدي بصاحبها إلى الانحراف
عن السبيل المستقيم .
ثم بعد ذلك . وبعد أن يحاول الإمام عليه السلام جهده أن يعلمنا كيف
نعطي لساننا حقه ، ونوفيه ما يجب أن يوفى ، يطلق كلمة العبد الذي لا حول
له ولا قوة في أمر من الأمور ، إنما الحول والقوة شئ يختص به الجليل
تبارك وتعالى ، وإنما نستطيع أن نؤدي أي شئ من قول أو عمل باستمداد من
هذه القوة العظيمة الواسعة غير المحدودة بحد ، والتي لا تقف عند أمد .
فنحن إذن عاجزون أن نضبط أنفسنا ، أو نؤدي أي حق من الحقوق
لأي شئ من الأشياء ، ما لم يشأ الله لنا ذلك ويريده بنا .
* * *
وبهذه المناسبة ، ولعله من الخير ، أرى ألا أستأثر بهذا الخير كله وأخص
به نفسي وحدها . فقد رأيت أن يسهم بعض ذوي الاختصاص في شرح بعض
مقاطع هذه الرسالة ، مما يستحق التعمق في مداليلها ومفاهيمها ، والتي لا يكشفها
إلا ذو الاختصاص كل في اختصاصه .
وإني أتقدم إلى القراء بنماذج مما شرحه أولئك المهرة جوابا لأسئلتي التي
وجهتها إليهم رغبة التأكد والوقوف على حقائقها بصورة فنية ، رغم مراجعتي
لكثير من كتب الطب ومباحث التشريح ، تنويرا للأفكار . راجيا أن تكون
بادرة عهد جديد لشرح هذه الرسالة النيرة من الطرق العلمية والفنية .
وإليكم منها ما يلي :
كلمة الدكتور ( عارف القراغولي ) الأخصائي بعلم اللسان والأسنان
والحنجرة . والذي له مؤلفات وبحوث علمية قيمة في بابها . ولسنا في حاجة
للإشادة بطبيبنا النابغة وقد ظهرت له ، حديثا كتب قيمة ( من علوم الطب
في الإسلام ) ( من أسرار الطب في الإسلام ) ( الإمام الصادق والطب ) وهذه ثمرة
تفكير وتدبر يرجى أن يكون لها تأثير عظيم .
كلمة الدكتور ( عارف القراغولي )
سماحة العلامة الجليل السيد حسن القبانچي دام ظله .
السلام عليكم .
استجابة لطلبكم المدون في رقعتكم ، كتبت لكم هذه الكلمة الموجزة
عن اللسان ، راجيا أن تنال رضاكم وتحظى منكم بالقبول والاستحسان .
كان طلبكم يتضمن ثلاثة مطالب . وهي :
1 – تشريح اللسان .
2 – ما يعرض له من أمراض وعلل .
3 – معالجة تلك الأمراض .
أما تشريح اللسان والأمراض التي تعرض له فقد ذكرناها لكم بإيجاز
لأننا إذا أردنا التفصيل ، فإننا نخرج عن الغرض الذي بعثكم على طلب الكتابة
في هذا الموضوع ، فيكون سببا للسأم والضجر لدى القارئ العادي لاستغلاق
فهمه وصعوبة إدراكه ، وإن ذلك يخص الأطباء والعاملين في علم التشريح
والغريزة دون غيرهم ، لذلك فإن ما ذكرناه عبارة عن إلمامة تشريحية تفيد
القارئ العادي غير المتخصص ، ولا تثقل عليه المصطلحات الطبية والتعابير
التشريحية والمرضية .
أما الكلام عن معالجة تلك الأمراض فلم أتطرق إليها البتة ، لأن ذلك
يجلب الضرر للقارئ أكثر مما يجلب له النفع ، فإن كثيرا من القراء يحاول
تطبيق ما يقرأ من العلاجات على نفسه وذويه من غير أن يكون له علم تام
بالأمراض واختلاطاتها ، والأدوية وتركيبها ومواضع استعمالها ومحاذيرها .
وحبذا لو امتنع الناس عن استعمال الأدوية اعتمادا على تجربة سابقة ، أو
استشارة أحد الذين يدعون أكثر مما يعرفون .
وقد ذكرنا وصايا عامة تفيد القارئ فوائد كثيرة في معرض كلامنا
عن الأمراض بدلا من ذكر العلاجات . والله الموفق للصواب .
* * *
اللسان عضو عضلي مخاطي يتحرك بحرية داخل الفم ، ويساعد على المضغ
والبلع والذوق والتصويت . ويحتل القسم المتوسط من قاع الفم . وشكله بيضوي
غير منتظم . ويتميز فيه وجهان علوي وسفلي ، وحافتان وذروة .
فالوجه العلوي أو الظهري ينقسم إلى قسمين : أمامي ، أو فموي ويكون
مستورا بغشاء مخاطي ، وعليه ثلم متوسط يمتد من ذروة اللسان إلى الثقبة العوراء
وعليه بوارز صغيرة تدعى بالحليمات اللسانية ، وهناك حليمات أكبر من غيرها
تتوضع أمام الثلم الانتهائي وعددها تسع حليمات فقط تسمى السبعة اللسانية .
أما القسم الخلفي فيقال له البلعومي ، وعليه حليمات مدورة غير منتظمة
تكون مجموعات خيطية تكون اللوزة اللسانية ويتصل في نهايته السفلية مع لسان
المزمار التواءات تدعى الالتواءات اللسانية لسان المزمازية ، ويوجد انخفاض
على جانبي الالتواء المتوسط يدعى بالحفيرة اللسانية ليان المزمارية أما الوجه
السفلي فمستور أيضا بغشاء مخاطي ، ويحتوي على :
1 – ميزابة متوسطة موازية لثلم الوجه الظهري .
2 – التواء مخاطي متوسط يدعى بلجام اللسان .
أما الحواف الجانبية للسان فثخينة في الخلف ورقيقة في الأمام .
أما أوصافها فتشبه أوصاف الوجه المجاور لها .
أما الذروة فهي قمة اللسان أو طرفه . وتكون محفورة بثلم يتمادى مع
الثلم المتوسط للوجه الظهري ، والميزابة المتوسطة للوجه السفلي .

شاهد أيضاً

الحجاب النوراني والحجاب الظلماني

لكن أنواع ذلك الجلال هو اشراقاتي وهو لفرط العظمة والنورانية واللانهائية، يبعد عنها العاشق بعتاب ...