الرئيسية / تقاريـــر / الإسلام في إفريقيا.. نجاحات بالرغم من التحديات

الإسلام في إفريقيا.. نجاحات بالرغم من التحديات

د. بدر حسن شافعي

 تُوصف قارة إفريقيا – ولا تزال – بأنها قارة الإسلام؛ نظراً لانتشاره بصورة كبيرة في كل أنحاء القارة على هيئة دائرة كبيرة تشمل مناطق القارة الخمس.

تبدأ أولى الحلقات بجنوب إفريقيا, حيث توجد أقلية مسلمة لا يستهان بها، وهي من أصول آسيوية، ثم تمتد خيوط هذه الدائرة جهة الشمال الشرقي لتشمل موزمبيق وتنزانيا وأوغندا وكينيا والصومال وإريتريا، وتستمر حلقات هذه الدائرة لتصل الشمال بالغرب الإفريقي متضمنة السودان ومصر وليبيا وتونس والجزائر والمغرب، بعدئذ تنحدر جنوباً صوب غرب إفريقيا لتشمل دولاً ذات أغلبية مسلمة, وهي: موريتانيا ومالي والنيجر وتشاد ونيجيريا والسنغال وغينيا كوناكري وغينيا بيساو وسيراليون، وإلى حدٍّ ما كوت ديفوار، أما دول غانا وبنين وتوجو وليبيريا فهي تشهد وجود أقليات مسلمة مهمة (1).

وإذا نظرنا إلى نسبة توزيع المسلمين في هذه المناطق الخمس فسنجد أن مناطق الشرق والشمال والغرب هي الأكثر كثافة من منطقتي الجنوب والوسط, وربما يرجع هذا إلى التأثر بحركات انتشار الإسلام من المناطق المجاورة، فمن البديهي أن تحتل منطقة الشمال الإفريقي أكبر نسبة من عدد المسلمين قياساً إلى هويتها العربية الإسلامية, والانتشار المبكر للفتوحات الإسلامية بها, بحيث يسجل عدد المسلمين بها وفق إحصاءات 2000م – 2003م قرابة 90.9%.

تليها منطقة التماس لها, ونقصد بها منطقة الغرب الإفريقي, حيث تبلغ النسبة 62,7%.

أما المنطقة الثالثة, وهي منطقة الشرق الإفريقي, فقد بلغت نسبة المسلمين بها قرابة النصف (49,7%).

أما منطقتا الوسط والجنوب فهما الأقل من حيث عدد المسلمين، حيث تبلغ نسبة المسلمين في هذه المنطقة 10,2% مقابل 15,4% في الوسط.

أولاً: مجموعة شمال إفريقيا:

 

الرقم

إحصائية عام

الدولة

عدد السكان

عدد المسلمين

1

2000م

المغرب

10.074.951

9.873.451

2

2003م

تونس

9.019.687

8.839.293

3

2002م

الجزائر

32.818.500

32.490.315

4

2003م

السودان

38.114.160

27.823.336

5

1993م

ليبيا

5.882.676

5.882.676

6

2005م

مصر

74.000000

69.560.000

المجموع

 

169.910.635

154.469.071

 

نسبة المسلمين في شمال إفريقيا 90.9%

 

ثانياً: مجموعة غرب إفريقيا:

 

الرقم

إحصائية عام

الدولة

عدد السكان

عدد المسلمين

1

2005م

النيجر

11.665.937

9.332.749

2

1977م

أنغولا

10.978.552

109.785

3

2004م

بوركينافاسو

13.574.820

3.529.453

4

2003م

بنين

5.709.529

2.569.288

5

2003م

توغو

4.570.530

2.285.265

6

2002م

ساحل العاج

16.962.491

10.177.494

7

2003م

سيراليون

1.437.936

431.380

8

2003م

ليبيريا

2.109.789

421.957

9

1988م

غانا

14.159.000

4.247.700

10

2002م

غينيا

7.466.200

7.092.890

11

2003م

السنغال

9.800.100

9.016.000

12

2002م

مالي

11.340.480

10.206.432

13

2004م

نيجيريا

133.881.703

91.039.556

14

1982م

تشاد

9.253.493

7.865.469

15

2002م

غينيا بيساو

1.345.479

403.643

16

1975م

موريتانيا

2.912.584

2.912.584

17

2003م

الرأس الأخضر

407.000

40.700

18

2003م

ساوتومي وبرينسب

130.000

13.000

المجموع

 

257.705.623

161.695.345

 

نسبة المسلمين في غرب إفريقيا 62,7%

 

 

 

 

ثالثاً: مجموعة شرق إفريقيا:

 

الرقم

إحصائية عام

الدولة

عدد السكان

عدد المسلمين

1

2003م

إريتريا

3.427.883

2.742.306

2

2003م

إثيوبيا

57.171.662

29.043.204

3

2004م

كينيا

32.021.856

11.207.649

4

2003م

الصومال

9.639.000

9.639.000

5

2003م

جيبوتي

427.642

406.260

6

2004م

تنزانيا

36.588.225

24.514.110

7

2003م

أوغندا

20.158.176

6.047.435

8

2003م

رواندا

6.853.359

1.028.003

9

2005م

بورندي

7.700.000

1.925.000

10

2005م

سيشل

81.188

894

المجموع

 

173.987.803

86.552.967

 

نسبة المسلمين في شرق إفريقيا 49,7%

 

رابعاً: مجموعة وسط إفريقيا:

 

الرقم

إحصائية عام

الدولة

عدد السكان

عدد المسلمين

1

2003م

الكاميرون

32.021.856

8.005.464

2

2003م

غينيا الاستوائية

523.051

400.000

3

2003م

الكونغو

2.954.258

472.681

4

2003م

إفريقيا الوسطى

3.683.538

368.353

5

2003م

الكونغو الديمقراطية

60.085.004

6.008.500

المجموع

 

99.267.707

15.254.998

 

نسبة المسلمين في وسط إفريقيا 15,4%

 

خامساً: مجموعة جنوب قارة إفريقيا:

 

الرقم

إحصائية عام

الدولة

عدد السكان

عدد المسلمين

1

2003م

ناميبيا

1.677.243

134.180

2

2003م

موريشيوس

1.140.256

228051

3

2003م

ملاوي

9.452.844

2.363.211

4

2000م

موزمبيق

19.104.696

1.910.469

5

1977م

مدغشقر

2.810.000

0.702.500

6

2003م

زيمبابوي

12.271.314

563.566

7

2003م

زامبيا

9.159.072

1.465.458

8

2003م

جنوب إفريقيا

43.347.658

2.504.607

9

2005م

جزر القمر

671.247

577.272

10

2003م

ليسوتو

1.867.035

37.340

11

2003م

بوتسوانا

1.640.110

16.401

المجموع

 

103.141.475

10.503.055

 

نسبة المسلمين في جنوب قارة إفريقيا 10,2%

 

وبمعنى آخر؛ فإن الإسلام يكاد يشكّل الأغلبية في مناطق الشمال والغرب والشرق (بناء على أن النسبة الباقية موزّعة على المسيحية والديانات الطبيعية والتقليدية)، في حين أنه يشكّل الأقلية في منطقتي الوسط والجنوب، وهو ما يجعلهما محط اهتمام المنظمات الدعوية الإسلامية الخيرية العاملة في القارة بالتنسيق مع الدول والحكومات المعنية بهذا الشأن، خصوصاً دول الخليج العربي، ودول الشمال الإفريقي، وفي المقدمة منها مصر الأزهر.

ويُلاحظ بصفة عامة انتشار الدعوة الإسلامية في إفريقيا وتحقيقها نجاحات كبيرة في الآونة الأخيرة بالرغم من الحرب على ما يوصف بالإرهاب بعد أحداث سبتمبر 2001م، والتضييق الدولي على عمل المنظمات الخيرية الإسلامية، أضف إلى ذلك الضغط الدولي على الدول التي تتبعها هذه المنظمات كي تمنع عنها الدعم المالي.

 

أقول: بالرغم من هذه الصعوبات؛ فإن الدعوة تمكنت من تحقيق العديد من النجاحات التي ترجع في بعضها لعدة أمور, لعل من أهمها:

1 – وجود مؤسسات إسلامية ذات تراث كبير وعريق تعمل في مجال الدعوة الإسلامية, مثل: الأزهر الشريف، وجامع الزيتونة والقيروان، وكذا مؤسسات إسلامية فاعلة, مثل: الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وجامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض، ومنظمة الدعوة الإسلامية بالسودان، ولجنة مسلمي إفريقيا الكويتية، والندوة العالمية للشباب الإسلامي بالسعودية، والمنتدى الإسلامي، علاوة على جهود منظمة التعاون الإسلامي – المؤتمر الإسلامي سابقاً- والحركات الصوفية والجماعات الإسلامية والمؤسسات الإسلامية المحلية داخل كل دولة إسلامية (2).

وبالرغم من أن هذه المؤسسات تعمل بصورة شبه منفردة، ودون تنسيق فيما بينها, وهو ما قد يؤثر في أدائها الذي قد يؤدي إلى التركيز في بعض المناطق وتجاهل مناطق أخرى، فإنها بصفة عامة حققت نجاحات لا بأس بها، والتي يمكن أن تتضاعف في حالة وجود هذا التنسيق من جهة, والدعم الحكومي الرسمي لها من قبل الدول التابعة لها من ناحية ثانية.

2 – يرتبط بما سبق سماحة الإسلام بوصفه دين الفطرة، ومن ثم فهو يلقى قبولاً واسعاً لدى الأفارقة, على قلة الجهود الإسلامية المبذولة في هذا الشأن مقارنة بالجهود الضخمة للجماعات التبشيرية التنصيرية، وهو ما أكده كثير من العاملين في جمعيات العمل الخيري الإسلامي في القارة السمراء، ومن ذلك ما أكده السيد/ علي السمان المستشار بالندوة العالمية للشباب الإسلامي لشؤون إفريقيا، حيث أشار في حوار مع «صحيفة المدينة» السعودية إلى «وجود إقبال من الأفارقة على اعتناق الإسلام بأعداد كبيرة، ووصل الأمر في جنوب السودان إلى أن قام أحد القساوسة باعتناق الإسلام، وتبعه في ذلك المئات من أهل قريته، وفي جنوب تشاد دخل 30 ألف شخص في الإسلام خلال ستة أشهر فقط، وذلك بالرغم من محدودية الجهود التي تقوم المنظمات الإسلامية ببذلها مقارنة بالدور الكبير الذي تقوم به المنظمات التنصيرية»(3).

ومع صعوبة الحديث عن الدعوة الإسلامية ونجاحاتها في كل ربوع القارة الإفريقية؛ فقد يكون من المفيد التركيز على أحد أهم المناطق التي تنتشر فيها الدعوة بصورة كبيرة، بالرغم من العقبات التي تواجهها هناك, ألا وهي منطقة الغرب الإفريقي.

 

الدعوة الإسلامية في غرب إفريقيا:

يُعد إقليم غرب إفريقيا أكبر كتلة إسلامية في القارة الإفريقية، فالإسلام هو دين أغلبية السكان، وتُعد تقديرات أعداد السكان – وأعداد المسلمين أيضاً – غير دقيقة, إما لصعوبات فنية، وإما لإنحيازات مذهبية, لكن وفقاً لبعض التقديرات يتراوح عدد السكان في الإقليم ما بين مائتي مليون وخمسة ملايين نسمة, بينهم مائة وأربعة عشر مليون مسلم، أي قرابة 55% (4), وما بين مائتين وواحد وعشرين مليون نسمة, يشكّل المسلمون 70% منهم (5).

ويشتمل الإقليم على ست عشرة دولة, هي: السنغال، جامبيا، الرأس الأخضر، غينيا بيساو، غينيا (كوناكري)، سيراليون، ليبيريا، ساحل العاج, (كوت ديفوار)، غانا، توجو، بنين، نيجيريا، بوركينا فاسو، مالي، موريتانيا.

ويحد الإقليم من الشرق تشاد والكاميرون، ويحده المحيط الأطلنطي من الغرب والجنوب، والجزائر وليبيا من الشمال.

وتتعد المعايير التي يتم الاستناد إليها في تعريف الدولة الإسلامية, مثل المعيار القانوني الذي يستند إلى دستور الدولة, أو معيار الانضمام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، لكن معيار العدد الآتي (عدد السكان) لا يزال يُعد المعيار الأكثر قبولاً بين الباحثين.

 

ووفقاً لهذا المعيار؛ فإن تصنيف دول غرب إفريقيا يكون على النحو الآتي:

أولاً: دول إسلامية يزيد عدد المسلمين بها عن 50% من إجمالي السكان: ويبلغ عددها 11 دولة, هي: موريتانيا، توجو، السنغال، مالي، جامبيا، غينيا كوناكري، النيجر، سيراليون، ساحل العاج، نيجيريا, بوركينا فاسو. ويلاحظ أن هذه المجموعة يمكن تصنيفها إلى ثلاث مجموعات فرعية، فهناك دول يشكّل المسلمون 100% من سكانها، وهي تحديداً موريتانيا, توجو, في حين هناك دول يشكّل المسلمون أكثر من 75% من إجمالي السكان, وهي بالترتيب: السنغال (92%)، مالي وجامبيا (90%), غينيا كوناكري (85%)، النيجر (80%)، سيراليون وساحل العاج (60%), نيجيريا وبوركينافاسو (50%).

ثانياً: دول ذات أقلية إسلامية: وهي خمس, تتضمن غانا وغينيا بيساو (30%)، ليبيريا (20%)، بنين (15%), الرأس الأخضر (10%).

إنَّ دخول الإسلام غربَ إفريقيا وانتشاره بهذه الصورة مرتبط بوصوله إلى شمال القارة؛ لأنَّ الإسلام انتقل من شمالها إلى غربها بواسطة التجار المسلمين والعلماء والدعاة وملوك الممالك الإسلامية الشمالية, وسبب هذا الانتقال للإسلام من شمال القارة إلى غربها عبر دول الشمال هو وجود صلات تجارية قديمة بين شمال القارة وغربها، بالإضافة إلى الحدود المفتوحة بين دول المنطقـة, وهو ما سهّل هجرة بعض المسلمين الشماليين إلى المناطق الغربية والإقامة فيها, ومن ثم حملوا معهم نور الإسلام وثقافته ونشروه هناك(6).

لكن لا يعني ذلك أن الطريق مفروش بالورد أمام هذه الدعوة، حيث توجد مجموعة من التحديات التي لا بد من الإشارة إليها في هذا الصدد, حيث يؤدي التغلب عليها إلى تيسير انتشار الإسلام ودعوته في هذه المنطقة المهمة.

 

لكن قبل حديثنا عن هذه التحديات يتعين علينا أولاً تأكيد بعض الأمور المهمة في هذا الشأن:

1 – أن بعض هذه التحديات عامة؛ بمعنى أنها تواجه المسلمين وغيرهم من أتباع الديانات الأخرى، ومن ثم فإن مصدرها غالباً ما يكون النظام السياسي «الحاكم» بغض النظر عن ديانة القائد السياسي, إذ يمكن أن يكون على رأسه حاكم مسلم، لكنه مستبد، أو غير مسلم؛ بمعنى آخر العبرة هنا ليست بالاعتبارات الدينية.

2 – أنه ينبغي التمييز بين التحديات العامة التي تواجه عوام الشعب (غير المسيّسين)، وبين التحديات التي تواجه قوى الإسلام السياسي التي تسعى للمشاركة في الحكم، أو تقدّم نفسها بديلاً (شرعياً) لهذا النظام, ومن ثم فهي تسعى  إلى تطبيق مبادئ الشريعة الإسلامية في مناحي الحياة كافة.

3 – أن بعض القوى السياسية ذات الأغلبية المسلمة قد تكون أهدافها مصلحية بحتة، أو بمعنى آخر قد تكون توجهاتها علمانية، ومن ثم فهي تسعى إلى المشاركة في الحكم دون تطبيق مبادئ الشريعة الإسلامية, مثل حزب التجمع الجمهوري الذي يقوده الحسن واترا الرئيس الحالي لساحل العاج, حيث إنه ذو توجهات علمانية، ويحظى بدعم فرنسا والولايات المتحدة، بل إن الرئيس هوافييه بوانييه قام بتنصيبه رئيساً للوزراء في مواجهة رئيس البرلمان المسيحي كونان بيديه، وهو ما يكشف كيف أن التوجّه لا يخرج عن كونه سياسياً بالأساس، كما يكشف لنا أيضاً أسباب الدعم الغربي له وتأييده في الوصول إلى الحكم في البلاد.

4 – سوف نحاول تناول قضية التحديات بصفة عامة، وإن كنا سنسعى لضرب أمثلة من الصراعات الأربعة الشهيرة التي شهدتها المنطقة منذ تسعينيات القرن الماضي، وهي الصراع في ليبيريا, وسيراليون، وغينيا بيساو، وساحل العاج، وذلك لأن بعض هذه الصراعات كان العامل الديني واضحاً فيها بصورة كبيرة, مثل الصراع في ليبيريا, وهي دولة «غير إسلامية»، وكذلك ساحل العاج «دولة إسلامية»، في حين أن هذا البعد الديني لم يكن واضحاً – بالصورة نفسها – في الصراعين الأخيرين, ونقصد بهما الصراع في سيراليون وغينيا بيساو، حيث كان الأول اقتصادياً بالأساس مع كونها دولة إسلامية، والثاني سياسياً بالأساس مع كونها دولة غير إسلامية.

5 – بالرغم من وجود قواسم مشتركة بين التحديات التي تواجه عوام المسلمين، وقوى الإسلام السياسي, فإن التحدي الخارجي بالنسبة للأخيرة له دور فاعل في تقزيمها إلى حدٍّ كبير.

أولاً: التحديات الدينية:

هذه التحديات بعضها يأتي من الآخر غير المسلم, وبخاصة قوى التبشير العالمي، وفي المقدمة منها مجلس الكنائس العالمي، حيث تسعى إلى استغلال حالة الفقر الذي يعيش فيه معظم سكان الإقليم من المسلمين، من أجل تنصير هؤلاء, وحتماً تزداد عمليات التنصير في الدول التي يقودها مسيحي متعصب, مثلما حدث في ليبيريا إبان حكم تشارلز تايلور (1997م – 2003م), ويُلاحظ في هذا الشأن أنه منذ إعلان قيام دولة ليبيريا عام 1847م؛ تم ربط الكنائس الليبيرية بالكنيسة الأم في الولايات المتحدة, كما صار كل رؤساء البلاد حتى عام 1980م من الأساقفة (7).

ولم تتحسن أحوال المسلمين بعض الشيء إلا في عهد صمويل دو (1980م – 1990م), وذلك لأسباب سياسية بالأساس.

والأمر نفسه تقريباً نجده في ساحل العاج ذات الأغلبية المسلمة, إذ يُلاحظ أن الرئيس الراحل هوافييه بوانييه (1960م – 1993م) عمل على إرساء مبدأ تفوّق الكاثوليكية على الديانة الإسلامية, وأقسم أمام بابا الفاتيكان على جعل بلاده تحت راية الصليب، وقام بتسخير المال العام لخدمة الكنيسة والمدارس الكاثوليكية(8).

أما المصدر الثاني للتحدي الديني؛ فيأتي من وجود بعض العادات غير الصحيحة التي تم خلطها بتعاليم الدين لدى المسلمين، وقد يكون السبب في ذلك راجعاً إلى جهل بالدين، خصوصاً في المناطق النائية مثل القرى والغابات، أو مخالطة بعض أتباع الديانات التقليدية، أو بعض ممارسات الطرق الصوفية، فهناك مزارات يحج إليها الناس في موريتانيا، وهناك اعتقاد واسع في السحر والشعوذة في مناطق أخرى, يضاف لهذا اعتقاد بعض الناس بوجود إله للمطر في بعض المناطق في مالي, كما يقومون بأداء رقصة «التام تام» من أجل نزول المطر! وغير ذلك كثير(9).

ثانياً: التحديات الثقافية:

وتتمثل بالأساس في وجود تيار ونخبة ثقافية تغريبية تسعى إلى علمنة الشعوب وتغريبها، ونزعها عن هويتها الأساسية، هذه النخبة تلقت تعليمها في الدول المستعمرة الأم، وجاءت لتطبيق ذلك في دولها, فلقد سعى المستعمر الأوروبي بعد رحيله عن الإقليم إلى محاولة السيطرة عليه من جديد من خلال النخب الحاكمة، وكان بعض هذه النخب يستجيب وبعضهم الآخر يرفض، فكان جزاء الرافضين تدبير مؤامرة تخريبية ضدهم عن طريق الانقلابات العسكرية, وذلك بواسطة ضعاف النفوس، خصوصاً في المؤسسة العسكرية, والهدف الحقيقي من هذه الانقلابات استمرار حالة الفوضى في هذه الدول حتى لا تحقق نهضتها في جميع المجالات، وتظل في احتياج إلى الدول الأوروبية المنقذة لها.

ويُلاحظ أن جميع دول غرب إفريقيا التي طلبت استقلالها التام من التبعية الفرنسية أو البريطانية قد تعرضت كلها لانقلابات عسكرية، وهذه سمة عامة لكل أقاليم القارة, فخلال الفترة من 1960م (تاريخ استقلال معظم الدول الإفريقية) وحتى عام 1997م، شهدت دول القارة 47 انقلاباً عسكرياً(10)!

ومن هنا يمكن فهم أسباب التغريب الذي تشهده مناهج التعليم المختلفة، والتضييق على المدارس الإسلامية، بل في بعض الدول تكون مدارس الإرساليات فيها هي الأفضل من حيث نوعية التعليم؛ بسبب الدعم الذي تحصل عليه سواء من الحكومة أو من الجهات الخارجية.

ثالثاً: التحديات السياسية:

حيث يعاني المسلمون في معظم الحالات – سواء كانوا أفراداً أو قوى سياسية – حالة تهميش سياسي, تماماً كما يحدث لمعظم مواطني هذه الدول, خصوصاً في حالة وجود نظم حكم مستبدة تسعى لتكريس هيمنتها في مواجهة عموم الشعب بمختلف توجهاته وطوائفه, ففي سيراليون مثلاً – بالرغم من أنها دولة ذات أغلبية مسلمة؛ فإن حاكمها ستيفنز (1968م – 1985م) قام باحتكار كل القوى السياسية في يده، وكان يرى نفسه «أبو الدولة»father of state   ! ومن ثم قام باضطهاد الجميع ومنهم المسيحيون أنفسهم, لذا لا غرابة في أن نجد المعارضة من الطلبة والشيوعيين الذين عُرفوا باسم «البروليتاريا المهمشة» (11).

والأمر نفسه نجده في حالة غينيا بيساو، فقد مارس الرئيس بيرناردو فييرا المسيحي الاستبداد السياسي ضد الجميع، حيث قام عام 1984م بتعديل الدستور ليصبح هناك حزب واحد فقط, كما قام بتزوير الانتخابات التعددية التي جرت في البلاد عام 1994م, ومن المفارقات في هذا الشأن أن النظام السنغالي – بالرغم من أن السنغال دولة إسلامية – كان يدعمه، وقامت بالتدخل عندما تعرض لمحاولة انقلابية قام بها رئيس الأركان انسوماني ماني عام 1998م(12)، بالرغم من أن معظم القوى المؤيدة لرئيس الأركان المسيحي كانت من المسلمين, وهو ما يعني أن الاعتبارات السياسية تكون هي الغالبة في بعض الأحيان.

وإن كان هذا لا يمنع من وجود اضطهاد سياسي بسبب الدين، تماماً كما فعل الرئيس السابق لساحل العاج لوران جباجبو، عندما قام بتشكيل «كتائب الموت» لتصفية المعارضة الإسلامية عام 2000م؛ مما اضطر الأخيرة إلى التحالف مع بعض القوى السياسية المسيحية المعارضة له في الغرب من أجل إسقاطه(13)، وكما حدث في ليبيريا في عهد تايلور، حيث عمل على تهميش مسلمي الماندينجو في الشمال وحرمانهم من حقوقهم السياسية كافة.

رابعاً: التحديات الاقتصادية:

وتتمثل في حالة الفقر والتفاوت الطبقي الذي يعانيه معظم أفراد شعوب هذه المنطقة، ويُلاحظ أن هذا الاضطهاد قد يكون عاماً في بعض الحالات كحالة ستيفنز وغيره في سيراليون، وقد يكون في أحيان أخرى  خاصاً – يعني بالمسلمين وحدهم –  كما هو الحال في ليبيريا.

خامساً: التحدي الخارجي:

ويتمثل هذا التحدي في الموقف الدولي – لا سيما الأمريكي – من تنامي تيارات الإسلام السياسي في بعض دول هذه المنطقة, خصوصاً أنها تُعد المنطقة الخلفية لدول الشمال الإفريقي التي بدأ يبرز فيها تنامي تيار إسلامي سياسي قوي (سلفي وإخواني) منذ تسعينيات القرن الماضي، وكانت الجزائر هي النواة الأولى لهذه التطورات، ومنها انتقلت إلى المغرب, وبصورة أقل في تونس وموريتانيا.

ومع أوائل هذا القرن – وتحديداً منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر – بدأ يظهر تيار جديد, هو التيار السلفي الجهادي الذي أعلن تحالفه مع تنظيم القاعدة, كما برز تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي, خصوصاً في الجزائر والمغرب.

كما أدى توافر النفط بكمية كبيرة في منطقة غرب إفريقيا، وانخفاض تكلفة النقل, إلى تزايد هذا الاهتمام الأمريكي, فنفط غرب إفريقيا بات يشكّل لواشنطن أهمية كبيرة من إجمالي وارداتها النفطية, حيث كانت هذه النسبة تقدر بـ 15% فقط عام 2002م، ثم ارتفعت إلى 20% عام 2007م, ويتوقع أن تتراوح ما بين 25 – 30% عام 2015م.

لذا جاء الاهتمام الأمريكي بدول غرب إفريقيا, مع التركيز في بعض هذه الدول من أجل مكافحة ما أسمته الولايات المتحدة بخطر الإرهاب؛ في إشارة إلى قوى الإسلام السياسي وغيرها من القوى الجهادية.

وهذا الاهتمام تمثل في عدة أمور:

1 – مساعدة هذه الدول في مكافحة ما يسمى بالإرهاب, وتدريب قواتها الوطنية على سبل مواجهته, ومن هنا طرحت الإدارة الأمريكية عام 2002م مبادرة الساحل لمواجهة الإرهاب (في إشارة إلى ساحل إفريقيا الغربي)، والتي تضمنت في البداية أربع دول تُعد هي دول التماس للدول العربية في شمال إفريقيا, هذه الدول الأربع هي: مالي وتشاد والنيجر وموريتانيا، ويُلاحظ أنه تم تضمين مالي بالرغم من أنها ليست دولة ساحلية وإنما دولة حبيسة، لكنها تتمتع بحدود كبيرة مع الجزائر، مما يفسر الأسباب الحقيقية لهذه المبادرة، والتي تم توسيعها عام 2005م لتضم عشر دول أخرى من دول الإقليم.

2 – القيام بتنفيذ عمليات فعلية من خلال هذه الدول لمواجهة أنشطة بعض الجماعات الجهادية السلفية كما حدث عام 2004م، عندما تم شن عملية عسكرية بمساعدة كلٍّ من مالي وتشاد والنيجر والجزائر ضد الجماعة السلفية للدعوة والجهاد؛ إثر قيامها عام 2003م بخطف 32 سائحاً من الصحراء الجزائرية.

3 – التفكير في إقامة مقر القيادة العسكرية الجديدة المعروف باسم «الأفريكوم» في إحدى هذه الدول، لذا كان العرض أولاً على ليبيا قبل سقوط القذافي, ثم نيجيريا، فليبيريا.

ومعنى هذا أن واشنطن لن تسمح ببروز قوي لأي تيار من تيارات الإسلام السياسي في منطقة غرب إفريقيا, بل إنها سوف تتخذ من هذه المنطقة نقطة انطلاق لتصفية هذه القوى في دول الشمال الإفريقي, وآلياتها في ذلك(14) تقديم المساعدات الإنسانية لشعوب الغرب الإفريقي لكسب ودّها، وتقديم المساعدات للنظم العلمانية لمواجهة هذه التيارات، وأخيراً – وليس آخراً – تقديم التدريبات اللازمة للجيوش الوطنية لمواجهة هذه القوى, أو التدخل الأمريكي المباشر عند اللزوم، وإن كان هذا سيكون في نطاق ضيق.

د. بدر حسن شافعي(*)

 

تُوصف قارة إفريقيا – ولا تزال – بأنها قارة الإسلام؛ نظراً لانتشاره بصورة كبيرة في كل أنحاء القارة على هيئة دائرة كبيرة تشمل مناطق القارة الخمس.

تبدأ أولى الحلقات بجنوب إفريقيا, حيث توجد أقلية مسلمة لا يستهان بها، وهي من أصول آسيوية، ثم تمتد خيوط هذه الدائرة جهة الشمال الشرقي لتشمل موزمبيق وتنزانيا وأوغندا وكينيا والصومال وإريتريا، وتستمر حلقات هذه الدائرة لتصل الشمال بالغرب الإفريقي متضمنة السودان ومصر وليبيا وتونس والجزائر والمغرب، بعدئذ تنحدر جنوباً صوب غرب إفريقيا لتشمل دولاً ذات أغلبية مسلمة, وهي: موريتانيا ومالي والنيجر وتشاد ونيجيريا والسنغال وغينيا كوناكري وغينيا بيساو وسيراليون، وإلى حدٍّ ما كوت ديفوار، أما دول غانا وبنين وتوجو وليبيريا فهي تشهد وجود أقليات مسلمة مهمة (1).

وإذا نظرنا إلى نسبة توزيع المسلمين في هذه المناطق الخمس فسنجد أن مناطق الشرق والشمال والغرب هي الأكثر كثافة من منطقتي الجنوب والوسط, وربما يرجع هذا إلى التأثر بحركات انتشار الإسلام من المناطق المجاورة، فمن البديهي أن تحتل منطقة الشمال الإفريقي أكبر نسبة من عدد المسلمين قياساً إلى هويتها العربية الإسلامية, والانتشار المبكر للفتوحات الإسلامية بها, بحيث يسجل عدد المسلمين بها وفق إحصاءات 2000م – 2003م قرابة 90.9%.

تليها منطقة التماس لها, ونقصد بها منطقة الغرب الإفريقي, حيث تبلغ النسبة 62,7%.

أما المنطقة الثالثة, وهي منطقة الشرق الإفريقي, فقد بلغت نسبة المسلمين بها قرابة النصف (49,7%).

أما منطقتا الوسط والجنوب فهما الأقل من حيث عدد المسلمين، حيث تبلغ نسبة المسلمين في هذه المنطقة 10,2% مقابل 15,4% في الوسط.

أولاً: مجموعة شمال إفريقيا:

 

الرقم

إحصائية عام

الدولة

عدد السكان

عدد المسلمين

1

2000م

المغرب

10.074.951

9.873.451

2

2003م

تونس

9.019.687

8.839.293

3

2002م

الجزائر

32.818.500

32.490.315

4

2003م

السودان

38.114.160

27.823.336

5

1993م

ليبيا

5.882.676

5.882.676

6

2005م

مصر

74.000000

69.560.000

المجموع

 

169.910.635

154.469.071

 

نسبة المسلمين في شمال إفريقيا 90.9%

 

ثانياً: مجموعة غرب إفريقيا:

 

الرقم

إحصائية عام

الدولة

عدد السكان

عدد المسلمين

1

2005م

النيجر

11.665.937

9.332.749

2

1977م

أنغولا

10.978.552

109.785

3

2004م

بوركينافاسو

13.574.820

3.529.453

4

2003م

بنين

5.709.529

2.569.288

5

2003م

توغو

4.570.530

2.285.265

6

2002م

ساحل العاج

16.962.491

10.177.494

7

2003م

سيراليون

1.437.936

431.380

8

2003م

ليبيريا

2.109.789

421.957

9

1988م

غانا

14.159.000

4.247.700

10

2002م

غينيا

7.466.200

7.092.890

11

2003م

السنغال

9.800.100

9.016.000

12

2002م

مالي

11.340.480

10.206.432

13

2004م

نيجيريا

133.881.703

91.039.556

14

1982م

تشاد

9.253.493

7.865.469

15

2002م

غينيا بيساو

1.345.479

403.643

16

1975م

موريتانيا

2.912.584

2.912.584

17

2003م

الرأس الأخضر

407.000

40.700

18

2003م

ساوتومي وبرينسب

130.000

13.000

المجموع

 

257.705.623

161.695.345

 

نسبة المسلمين في غرب إفريقيا 62,7%

 

 

 

 

ثالثاً: مجموعة شرق إفريقيا:

 

الرقم

إحصائية عام

الدولة

عدد السكان

عدد المسلمين

1

2003م

إريتريا

3.427.883

2.742.306

2

2003م

إثيوبيا

57.171.662

29.043.204

3

2004م

كينيا

32.021.856

11.207.649

4

2003م

الصومال

9.639.000

9.639.000

5

2003م

جيبوتي

427.642

406.260

6

2004م

تنزانيا

36.588.225

24.514.110

7

2003م

أوغندا

20.158.176

6.047.435

8

2003م

رواندا

6.853.359

1.028.003

9

2005م

بورندي

7.700.000

1.925.000

10

2005م

سيشل

81.188

894

المجموع

 

173.987.803

86.552.967

 

نسبة المسلمين في شرق إفريقيا 49,7%

 

رابعاً: مجموعة وسط إفريقيا:

 

الرقم

إحصائية عام

الدولة

عدد السكان

عدد المسلمين

1

2003م

الكاميرون

32.021.856

8.005.464

2

2003م

غينيا الاستوائية

523.051

400.000

3

2003م

الكونغو

2.954.258

472.681

4

2003م

إفريقيا الوسطى

3.683.538

368.353

5

2003م

الكونغو الديمقراطية

60.085.004

6.008.500

المجموع

 

99.267.707

15.254.998

 

نسبة المسلمين في وسط إفريقيا 15,4%

 

خامساً: مجموعة جنوب قارة إفريقيا:

 

الرقم

إحصائية عام

الدولة

عدد السكان

عدد المسلمين

1

2003م

ناميبيا

1.677.243

134.180

2

2003م

موريشيوس

1.140.256

228051

3

2003م

ملاوي

9.452.844

2.363.211

4

2000م

موزمبيق

19.104.696

1.910.469

5

1977م

مدغشقر

2.810.000

0.702.500

6

2003م

زيمبابوي

12.271.314

563.566

7

2003م

زامبيا

9.159.072

1.465.458

8

2003م

جنوب إفريقيا

43.347.658

2.504.607

9

2005م

جزر القمر

671.247

577.272

10

2003م

ليسوتو

1.867.035

37.340

11

2003م

بوتسوانا

1.640.110

16.401

المجموع

 

103.141.475

10.503.055

 

نسبة المسلمين في جنوب قارة إفريقيا 10,2%

 

وبمعنى آخر؛ فإن الإسلام يكاد يشكّل الأغلبية في مناطق الشمال والغرب والشرق (بناء على أن النسبة الباقية موزّعة على المسيحية والديانات الطبيعية والتقليدية)، في حين أنه يشكّل الأقلية في منطقتي الوسط والجنوب، وهو ما يجعلهما محط اهتمام المنظمات الدعوية الإسلامية الخيرية العاملة في القارة بالتنسيق مع الدول والحكومات المعنية بهذا الشأن، خصوصاً دول الخليج العربي، ودول الشمال الإفريقي، وفي المقدمة منها مصر الأزهر.

ويُلاحظ بصفة عامة انتشار الدعوة الإسلامية في إفريقيا وتحقيقها نجاحات كبيرة في الآونة الأخيرة بالرغم من الحرب على ما يوصف بالإرهاب بعد أحداث سبتمبر 2001م، والتضييق الدولي على عمل المنظمات الخيرية الإسلامية، أضف إلى ذلك الضغط الدولي على الدول التي تتبعها هذه المنظمات كي تمنع عنها الدعم المالي.

 

أقول: بالرغم من هذه الصعوبات؛ فإن الدعوة تمكنت من تحقيق العديد من النجاحات التي ترجع في بعضها لعدة أمور, لعل من أهمها:

1 – وجود مؤسسات إسلامية ذات تراث كبير وعريق تعمل في مجال الدعوة الإسلامية, مثل: الأزهر الشريف، وجامع الزيتونة والقيروان، وكذا مؤسسات إسلامية فاعلة, مثل: الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وجامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض، ومنظمة الدعوة الإسلامية بالسودان، ولجنة مسلمي إفريقيا الكويتية، والندوة العالمية للشباب الإسلامي بالسعودية، والمنتدى الإسلامي، علاوة على جهود منظمة التعاون الإسلامي – المؤتمر الإسلامي سابقاً- والحركات الصوفية والجماعات الإسلامية والمؤسسات الإسلامية المحلية داخل كل دولة إسلامية (2).

وبالرغم من أن هذه المؤسسات تعمل بصورة شبه منفردة، ودون تنسيق فيما بينها, وهو ما قد يؤثر في أدائها الذي قد يؤدي إلى التركيز في بعض المناطق وتجاهل مناطق أخرى، فإنها بصفة عامة حققت نجاحات لا بأس بها، والتي يمكن أن تتضاعف في حالة وجود هذا التنسيق من جهة, والدعم الحكومي الرسمي لها من قبل الدول التابعة لها من ناحية ثانية.

2 – يرتبط بما سبق سماحة الإسلام بوصفه دين الفطرة، ومن ثم فهو يلقى قبولاً واسعاً لدى الأفارقة, على قلة الجهود الإسلامية المبذولة في هذا الشأن مقارنة بالجهود الضخمة للجماعات التبشيرية التنصيرية، وهو ما أكده كثير من العاملين في جمعيات العمل الخيري الإسلامي في القارة السمراء، ومن ذلك ما أكده السيد/ علي السمان المستشار بالندوة العالمية للشباب الإسلامي لشؤون إفريقيا، حيث أشار في حوار مع «صحيفة المدينة» السعودية إلى «وجود إقبال من الأفارقة على اعتناق الإسلام بأعداد كبيرة، ووصل الأمر في جنوب السودان إلى أن قام أحد القساوسة باعتناق الإسلام، وتبعه في ذلك المئات من أهل قريته، وفي جنوب تشاد دخل 30 ألف شخص في الإسلام خلال ستة أشهر فقط، وذلك بالرغم من محدودية الجهود التي تقوم المنظمات الإسلامية ببذلها مقارنة بالدور الكبير الذي تقوم به المنظمات التنصيرية»(3).

ومع صعوبة الحديث عن الدعوة الإسلامية ونجاحاتها في كل ربوع القارة الإفريقية؛ فقد يكون من المفيد التركيز على أحد أهم المناطق التي تنتشر فيها الدعوة بصورة كبيرة، بالرغم من العقبات التي تواجهها هناك, ألا وهي منطقة الغرب الإفريقي.

 

الدعوة الإسلامية في غرب إفريقيا:

يُعد إقليم غرب إفريقيا أكبر كتلة إسلامية في القارة الإفريقية، فالإسلام هو دين أغلبية السكان، وتُعد تقديرات أعداد السكان – وأعداد المسلمين أيضاً – غير دقيقة, إما لصعوبات فنية، وإما لإنحيازات مذهبية, لكن وفقاً لبعض التقديرات يتراوح عدد السكان في الإقليم ما بين مائتي مليون وخمسة ملايين نسمة, بينهم مائة وأربعة عشر مليون مسلم، أي قرابة 55% (4), وما بين مائتين وواحد وعشرين مليون نسمة, يشكّل المسلمون 70% منهم (5).

ويشتمل الإقليم على ست عشرة دولة, هي: السنغال، جامبيا، الرأس الأخضر، غينيا بيساو، غينيا (كوناكري)، سيراليون، ليبيريا، ساحل العاج, (كوت ديفوار)، غانا، توجو، بنين، نيجيريا، بوركينا فاسو، مالي، موريتانيا.

ويحد الإقليم من الشرق تشاد والكاميرون، ويحده المحيط الأطلنطي من الغرب والجنوب، والجزائر وليبيا من الشمال.

وتتعد المعايير التي يتم الاستناد إليها في تعريف الدولة الإسلامية, مثل المعيار القانوني الذي يستند إلى دستور الدولة, أو معيار الانضمام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، لكن معيار العدد الآتي (عدد السكان) لا يزال يُعد المعيار الأكثر قبولاً بين الباحثين.

 

ووفقاً لهذا المعيار؛ فإن تصنيف دول غرب إفريقيا يكون على النحو الآتي:

أولاً: دول إسلامية يزيد عدد المسلمين بها عن 50% من إجمالي السكان: ويبلغ عددها 11 دولة, هي: موريتانيا، توجو، السنغال، مالي، جامبيا، غينيا كوناكري، النيجر، سيراليون، ساحل العاج، نيجيريا, بوركينا فاسو. ويلاحظ أن هذه المجموعة يمكن تصنيفها إلى ثلاث مجموعات فرعية، فهناك دول يشكّل المسلمون 100% من سكانها، وهي تحديداً موريتانيا, توجو, في حين هناك دول يشكّل المسلمون أكثر من 75% من إجمالي السكان, وهي بالترتيب: السنغال (92%)، مالي وجامبيا (90%), غينيا كوناكري (85%)، النيجر (80%)، سيراليون وساحل العاج (60%), نيجيريا وبوركينافاسو (50%).

ثانياً: دول ذات أقلية إسلامية: وهي خمس, تتضمن غانا وغينيا بيساو (30%)، ليبيريا (20%)، بنين (15%), الرأس الأخضر (10%).

إنَّ دخول الإسلام غربَ إفريقيا وانتشاره بهذه الصورة مرتبط بوصوله إلى شمال القارة؛ لأنَّ الإسلام انتقل من شمالها إلى غربها بواسطة التجار المسلمين والعلماء والدعاة وملوك الممالك الإسلامية الشمالية, وسبب هذا الانتقال للإسلام من شمال القارة إلى غربها عبر دول الشمال هو وجود صلات تجارية قديمة بين شمال القارة وغربها، بالإضافة إلى الحدود المفتوحة بين دول المنطقـة, وهو ما سهّل هجرة بعض المسلمين الشماليين إلى المناطق الغربية والإقامة فيها, ومن ثم حملوا معهم نور الإسلام وثقافته ونشروه هناك(6).

لكن لا يعني ذلك أن الطريق مفروش بالورد أمام هذه الدعوة، حيث توجد مجموعة من التحديات التي لا بد من الإشارة إليها في هذا الصدد, حيث يؤدي التغلب عليها إلى تيسير انتشار الإسلام ودعوته في هذه المنطقة المهمة.

 

لكن قبل حديثنا عن هذه التحديات يتعين علينا أولاً تأكيد بعض الأمور المهمة في هذا الشأن:

1 – أن بعض هذه التحديات عامة؛ بمعنى أنها تواجه المسلمين وغيرهم من أتباع الديانات الأخرى، ومن ثم فإن مصدرها غالباً ما يكون النظام السياسي «الحاكم» بغض النظر عن ديانة القائد السياسي, إذ يمكن أن يكون على رأسه حاكم مسلم، لكنه مستبد، أو غير مسلم؛ بمعنى آخر العبرة هنا ليست بالاعتبارات الدينية.

2 – أنه ينبغي التمييز بين التحديات العامة التي تواجه عوام الشعب (غير المسيّسين)، وبين التحديات التي تواجه قوى الإسلام السياسي التي تسعى للمشاركة في الحكم، أو تقدّم نفسها بديلاً (شرعياً) لهذا النظام, ومن ثم فهي تسعى  إلى تطبيق مبادئ الشريعة الإسلامية في مناحي الحياة كافة.

3 – أن بعض القوى السياسية ذات الأغلبية المسلمة قد تكون أهدافها مصلحية بحتة، أو بمعنى آخر قد تكون توجهاتها علمانية، ومن ثم فهي تسعى إلى المشاركة في الحكم دون تطبيق مبادئ الشريعة الإسلامية, مثل حزب التجمع الجمهوري الذي يقوده الحسن واترا الرئيس الحالي لساحل العاج, حيث إنه ذو توجهات علمانية، ويحظى بدعم فرنسا والولايات المتحدة، بل إن الرئيس هوافييه بوانييه قام بتنصيبه رئيساً للوزراء في مواجهة رئيس البرلمان المسيحي كونان بيديه، وهو ما يكشف كيف أن التوجّه لا يخرج عن كونه سياسياً بالأساس، كما يكشف لنا أيضاً أسباب الدعم الغربي له وتأييده في الوصول إلى الحكم في البلاد.

4 – سوف نحاول تناول قضية التحديات بصفة عامة، وإن كنا سنسعى لضرب أمثلة من الصراعات الأربعة الشهيرة التي شهدتها المنطقة منذ تسعينيات القرن الماضي، وهي الصراع في ليبيريا, وسيراليون، وغينيا بيساو، وساحل العاج، وذلك لأن بعض هذه الصراعات كان العامل الديني واضحاً فيها بصورة كبيرة, مثل الصراع في ليبيريا, وهي دولة «غير إسلامية»، وكذلك ساحل العاج «دولة إسلامية»، في حين أن هذا البعد الديني لم يكن واضحاً – بالصورة نفسها – في الصراعين الأخيرين, ونقصد بهما الصراع في سيراليون وغينيا بيساو، حيث كان الأول اقتصادياً بالأساس مع كونها دولة إسلامية، والثاني سياسياً بالأساس مع كونها دولة غير إسلامية.

5 – بالرغم من وجود قواسم مشتركة بين التحديات التي تواجه عوام المسلمين، وقوى الإسلام السياسي, فإن التحدي الخارجي بالنسبة للأخيرة له دور فاعل في تقزيمها إلى حدٍّ كبير.

أولاً: التحديات الدينية:

هذه التحديات بعضها يأتي من الآخر غير المسلم, وبخاصة قوى التبشير العالمي، وفي المقدمة منها مجلس الكنائس العالمي، حيث تسعى إلى استغلال حالة الفقر الذي يعيش فيه معظم سكان الإقليم من المسلمين، من أجل تنصير هؤلاء, وحتماً تزداد عمليات التنصير في الدول التي يقودها مسيحي متعصب, مثلما حدث في ليبيريا إبان حكم تشارلز تايلور (1997م – 2003م), ويُلاحظ في هذا الشأن أنه منذ إعلان قيام دولة ليبيريا عام 1847م؛ تم ربط الكنائس الليبيرية بالكنيسة الأم في الولايات المتحدة, كما صار كل رؤساء البلاد حتى عام 1980م من الأساقفة (7).

ولم تتحسن أحوال المسلمين بعض الشيء إلا في عهد صمويل دو (1980م – 1990م), وذلك لأسباب سياسية بالأساس.

والأمر نفسه تقريباً نجده في ساحل العاج ذات الأغلبية المسلمة, إذ يُلاحظ أن الرئيس الراحل هوافييه بوانييه (1960م – 1993م) عمل على إرساء مبدأ تفوّق الكاثوليكية على الديانة الإسلامية, وأقسم أمام بابا الفاتيكان على جعل بلاده تحت راية الصليب، وقام بتسخير المال العام لخدمة الكنيسة والمدارس الكاثوليكية(8).

أما المصدر الثاني للتحدي الديني؛ فيأتي من وجود بعض العادات غير الصحيحة التي تم خلطها بتعاليم الدين لدى المسلمين، وقد يكون السبب في ذلك راجعاً إلى جهل بالدين، خصوصاً في المناطق النائية مثل القرى والغابات، أو مخالطة بعض أتباع الديانات التقليدية، أو بعض ممارسات الطرق الصوفية، فهناك مزارات يحج إليها الناس في موريتانيا، وهناك اعتقاد واسع في السحر والشعوذة في مناطق أخرى, يضاف لهذا اعتقاد بعض الناس بوجود إله للمطر في بعض المناطق في مالي, كما يقومون بأداء رقصة «التام تام» من أجل نزول المطر! وغير ذلك كثير(9).

ثانياً: التحديات الثقافية:

وتتمثل بالأساس في وجود تيار ونخبة ثقافية تغريبية تسعى إلى علمنة الشعوب وتغريبها، ونزعها عن هويتها الأساسية، هذه النخبة تلقت تعليمها في الدول المستعمرة الأم، وجاءت لتطبيق ذلك في دولها, فلقد سعى المستعمر الأوروبي بعد رحيله عن الإقليم إلى محاولة السيطرة عليه من جديد من خلال النخب الحاكمة، وكان بعض هذه النخب يستجيب وبعضهم الآخر يرفض، فكان جزاء الرافضين تدبير مؤامرة تخريبية ضدهم عن طريق الانقلابات العسكرية, وذلك بواسطة ضعاف النفوس، خصوصاً في المؤسسة العسكرية, والهدف الحقيقي من هذه الانقلابات استمرار حالة الفوضى في هذه الدول حتى لا تحقق نهضتها في جميع المجالات، وتظل في احتياج إلى الدول الأوروبية المنقذة لها.

ويُلاحظ أن جميع دول غرب إفريقيا التي طلبت استقلالها التام من التبعية الفرنسية أو البريطانية قد تعرضت كلها لانقلابات عسكرية، وهذه سمة عامة لكل أقاليم القارة, فخلال الفترة من 1960م (تاريخ استقلال معظم الدول الإفريقية) وحتى عام 1997م، شهدت دول القارة 47 انقلاباً عسكرياً(10)!

ومن هنا يمكن فهم أسباب التغريب الذي تشهده مناهج التعليم المختلفة، والتضييق على المدارس الإسلامية، بل في بعض الدول تكون مدارس الإرساليات فيها هي الأفضل من حيث نوعية التعليم؛ بسبب الدعم الذي تحصل عليه سواء من الحكومة أو من الجهات الخارجية.

ثالثاً: التحديات السياسية:

حيث يعاني المسلمون في معظم الحالات – سواء كانوا أفراداً أو قوى سياسية – حالة تهميش سياسي, تماماً كما يحدث لمعظم مواطني هذه الدول, خصوصاً في حالة وجود نظم حكم مستبدة تسعى لتكريس هيمنتها في مواجهة عموم الشعب بمختلف توجهاته وطوائفه, ففي سيراليون مثلاً – بالرغم من أنها دولة ذات أغلبية مسلمة؛ فإن حاكمها ستيفنز (1968م – 1985م) قام باحتكار كل القوى السياسية في يده، وكان يرى نفسه «أبو الدولة»father of state   ! ومن ثم قام باضطهاد الجميع ومنهم المسيحيون أنفسهم, لذا لا غرابة في أن نجد المعارضة من الطلبة والشيوعيين الذين عُرفوا باسم «البروليتاريا المهمشة» (11).

والأمر نفسه نجده في حالة غينيا بيساو، فقد مارس الرئيس بيرناردو فييرا المسيحي الاستبداد السياسي ضد الجميع، حيث قام عام 1984م بتعديل الدستور ليصبح هناك حزب واحد فقط, كما قام بتزوير الانتخابات التعددية التي جرت في البلاد عام 1994م, ومن المفارقات في هذا الشأن أن النظام السنغالي – بالرغم من أن السنغال دولة إسلامية – كان يدعمه، وقامت بالتدخل عندما تعرض لمحاولة انقلابية قام بها رئيس الأركان انسوماني ماني عام 1998م(12)، بالرغم من أن معظم القوى المؤيدة لرئيس الأركان المسيحي كانت من المسلمين, وهو ما يعني أن الاعتبارات السياسية تكون هي الغالبة في بعض الأحيان.

وإن كان هذا لا يمنع من وجود اضطهاد سياسي بسبب الدين، تماماً كما فعل الرئيس السابق لساحل العاج لوران جباجبو، عندما قام بتشكيل «كتائب الموت» لتصفية المعارضة الإسلامية عام 2000م؛ مما اضطر الأخيرة إلى التحالف مع بعض القوى السياسية المسيحية المعارضة له في الغرب من أجل إسقاطه(13)، وكما حدث في ليبيريا في عهد تايلور، حيث عمل على تهميش مسلمي الماندينجو في الشمال وحرمانهم من حقوقهم السياسية كافة.

رابعاً: التحديات الاقتصادية:

وتتمثل في حالة الفقر والتفاوت الطبقي الذي يعانيه معظم أفراد شعوب هذه المنطقة، ويُلاحظ أن هذا الاضطهاد قد يكون عاماً في بعض الحالات كحالة ستيفنز وغيره في سيراليون، وقد يكون في أحيان أخرى  خاصاً – يعني بالمسلمين وحدهم –  كما هو الحال في ليبيريا.

خامساً: التحدي الخارجي:

ويتمثل هذا التحدي في الموقف الدولي – لا سيما الأمريكي – من تنامي تيارات الإسلام السياسي في بعض دول هذه المنطقة, خصوصاً أنها تُعد المنطقة الخلفية لدول الشمال الإفريقي التي بدأ يبرز فيها تنامي تيار إسلامي سياسي قوي (سلفي وإخواني) منذ تسعينيات القرن الماضي، وكانت الجزائر هي النواة الأولى لهذه التطورات، ومنها انتقلت إلى المغرب, وبصورة أقل في تونس وموريتانيا.

ومع أوائل هذا القرن – وتحديداً منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر – بدأ يظهر تيار جديد, هو التيار السلفي الجهادي الذي أعلن تحالفه مع تنظيم القاعدة, كما برز تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي, خصوصاً في الجزائر والمغرب.

كما أدى توافر النفط بكمية كبيرة في منطقة غرب إفريقيا، وانخفاض تكلفة النقل, إلى تزايد هذا الاهتمام الأمريكي, فنفط غرب إفريقيا بات يشكّل لواشنطن أهمية كبيرة من إجمالي وارداتها النفطية, حيث كانت هذه النسبة تقدر بـ 15% فقط عام 2002م، ثم ارتفعت إلى 20% عام 2007م, ويتوقع أن تتراوح ما بين 25 – 30% عام 2015م.

لذا جاء الاهتمام الأمريكي بدول غرب إفريقيا, مع التركيز في بعض هذه الدول من أجل مكافحة ما أسمته الولايات المتحدة بخطر الإرهاب؛ في إشارة إلى قوى الإسلام السياسي وغيرها من القوى الجهادية.

وهذا الاهتمام تمثل في عدة أمور:

1 – مساعدة هذه الدول في مكافحة ما يسمى بالإرهاب, وتدريب قواتها الوطنية على سبل مواجهته, ومن هنا طرحت الإدارة الأمريكية عام 2002م مبادرة الساحل لمواجهة الإرهاب (في إشارة إلى ساحل إفريقيا الغربي)، والتي تضمنت في البداية أربع دول تُعد هي دول التماس للدول العربية في شمال إفريقيا, هذه الدول الأربع هي: مالي وتشاد والنيجر وموريتانيا، ويُلاحظ أنه تم تضمين مالي بالرغم من أنها ليست دولة ساحلية وإنما دولة حبيسة، لكنها تتمتع بحدود كبيرة مع الجزائر، مما يفسر الأسباب الحقيقية لهذه المبادرة، والتي تم توسيعها عام 2005م لتضم عشر دول أخرى من دول الإقليم.

2 – القيام بتنفيذ عمليات فعلية من خلال هذه الدول لمواجهة أنشطة بعض الجماعات الجهادية السلفية كما حدث عام 2004م، عندما تم شن عملية عسكرية بمساعدة كلٍّ من مالي وتشاد والنيجر والجزائر ضد الجماعة السلفية للدعوة والجهاد؛ إثر قيامها عام 2003م بخطف 32 سائحاً من الصحراء الجزائرية.

3 – التفكير في إقامة مقر القيادة العسكرية الجديدة المعروف باسم «الأفريكوم» في إحدى هذه الدول، لذا كان العرض أولاً على ليبيا قبل سقوط القذافي, ثم نيجيريا، فليبيريا.

ومعنى هذا أن واشنطن لن تسمح ببروز قوي لأي تيار من تيارات الإسلام السياسي في منطقة غرب إفريقيا, بل إنها سوف تتخذ من هذه المنطقة نقطة انطلاق لتصفية هذه القوى في دول الشمال الإفريقي, وآلياتها في ذلك(14) تقديم المساعدات الإنسانية لشعوب الغرب الإفريقي لكسب ودّها، وتقديم المساعدات للنظم العلمانية لمواجهة هذه التيارات، وأخيراً – وليس آخراً – تقديم التدريبات اللازمة للجيوش الوطنية لمواجهة هذه القوى, أو التدخل الأمريكي المباشر عند اللزوم، وإن كان هذا سيكون في نطاق ضيق.

شاهد أيضاً

الأمان الرقمي للأسرة: كيفية إنشاء خطة عائلية للتعامل مع حوادث أمن المعلومات

تكنولوجيا وأمن معلومات  27/03/2024 الأمان الرقمي للأسرة: كيفية إنشاء خطة عائلية للتعامل مع حوادث أمن ...