الرئيسية / بحوث اسلامية / أضواء على الصحيحين – محمد صادق النجمي

أضواء على الصحيحين – محمد صادق النجمي

بسم الله الرحمن الرحيم

تأمل في مجرى الحديث

( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل
انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا
وسيجزي الله الشاكرين ) ( 1 ) .

( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) ( 2 ) .

( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ) ( 3 ) .

توفي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وقد ترك في أمته وأصحابه ثقلين كبيرين ( 4 ) ، وهما : القرآن
والعترة ، وأمرهم بالتمسك بهما ولا يتركوهما أبدا .

فقد كان الرسول ( صلى الله عليه وآله ) قبل وفاته هو المتكفل لبيان الحقائق القرآنية ، ونشر التعاليم
الإسلامية بين أمته من العقائد والأحكام على نحو الحديث ، وقال ( صلى الله عليه وآله ) عن أهمية رواية
الحديث ونقله : ( نظر الله عبدا سمع مقالتي فوعاها وبلغها من لم يسمعها ، فكم من حامل
فقه إلى من هو أفقه منه ) ( 5 ) .

وهنا يجدر بنا أن ننظر إلى المجتمع الديني كيف واجه القرآن وعترة رسول الله بعد
وفاة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ؟ وماذا كان دور المجتمع في قبال أحاديث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟

تراهم إنهم قد عزلوا أهل البيت ( عليهم السلام ) عن المجتمع ، وفرضوا عليهم الإقامة الجبرية
في الدار ، وعاملوهم معاملة بحيث لا يمكن أن يحدها قلم وبيان ( 1 ) ، وعندما فلحوا
ونجحوا في مؤامراتهم من إقصاء حماة الدين الواقعيين عن المجتمع استطاعوا بعدها أن
يفرقوا بين القرآن والأحاديث التي هي بمثابة تفسير للمفاهيم القرآنية ومن ثم فسروا
القرآن وأولوه حسب ما اقتضته أهواؤهم وسياساتهم .

ولما كانت أقوال رسول الله وسيرته التي تسمى بالسنة ، سدا منيعا أمام سياسة
الخلفاء ، وسلاحا قويا بأيدي مخالفي الخلفاء ، ولهذا فلم يكن للخلفاء وأعوانهم سبيل
سوى تجريد مخالفيهم من هذا السلاح .

فأول عمل بدأ به الخليفة أبو بكر حاول أن يحتكر هذا السلاح في حيازته ، فجمع
خمسمائة حديث من أحاديث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ودونها ولكن بعد برهة من الزمان علم أن
هذا العمل لم يكن في صالحه لأن حصر هذا الأمر من المستحيلات ، ولذلك صمم أن
يحرق الأحاديث التي جمعها ( 2 ) .

ولا شك أن من المستحيلات في ذاك العصر أن يتمكن الخليفة أبو بكر من أن يمنع
المسلمين من رواية الحديث وتدوينه ، ويلزمهم رواية الأحاديث التي جمعها ودونها هو
بنفسه فقط ، ولهذا السبب اتخذ سياسة حظر نشر الأحاديث مطلقا لكي يخلي سواعد
المسلمين من حملهم لهذا السلاح القوي – الحديث – فأعلن للمسلمين قائلا : فلا تحدثوا
عن رسول الله شيئا ، فمن سألكم فقولوا : بيننا وبينكم كتاب الله ( 1 ) .

لأن القرآن على عكس أحاديث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، يمكن تأويل آياته وتفسيرها
حسب ما تقتضيه المصالح والأهواء ( 2 ) .

عندما أدركت المنية أبا بكر أدلى بالخلافة إلى عمر ( 3 ) ، ولا يخفى إن أكثر المسلمين
لما ابتعدوا عن التعايش مع أقوال النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فقدوا وعيهم الديني ، فانقادوا طائعين
لأوامر الخليفة .

وخطا عمر في خلافته نفس السياسة التي ساسها أبو بكر فمنع نقل الحديث بكل
جهد ، وأعلن متظاهرا بإعطاء الناس حريتهم وشاورهم في رواية حديث رسول الله ( صلى الله عليه وآله )
وتدوينه فأشاروا عليه بضرورة هذا الأمر ، فاحتال بعد شهر واحد قضاه في التفكير في
هذه المهمة ، فظهر أنه قد حصل على النتيجة المطلوبة بزعمه ، فجاء إلى الناس وأعلن
قائلا : إني كنت أردت أن أكتب السنن وإني ذكرت قوما كانوا قبلكم كتبوا كتبا فأكبوا عليها
فتركوا كتاب الله تعالى ، وإني والله لا ألبس كتاب الله بشئ أبدا ( 4 ) .

وتراه أنه عندما كان يبعث أحدا لمهمة ما ، يأمره بأن لا يحدث الناس بأحاديث
رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حتى لا يصدهم بذلك عن القرآن ، وإذا علم بأن أحدا منهم لم يتجاوب معه
في هذا الأمر ، يأمره بالشخوص إلى المدينة ويفرض عليه الرقابة الشديدة ( 1 ) . هذا
بالإضافة إلى أنه أباد حرقا بالنار جميع الأحاديث التي دونها هو والناس .

وعندما توفي عمر والوضع ما زال على ما كان عليه من التحريم – نقلا وتدوينا – ،
وتولى الخلافة بعده عثمان بن عفان وذلك ضمن خطة مدروسة ( 2 ) .

وفي عهد الخليفة عثمان اشتد الوطيس على الحديث ، فلو كان الخليفة عمر يؤذي
رواة حديث النبي ( صلى الله عليه وآله ) ويصيرهم تحت الرقابة الشديدة ، ويحرق ما كتبوه من الأحاديث ،
ولكن عثمان اتخذ أسلوبا آخر للمنع من رواية أحاديث الرسول وتدوين سيرة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ،
فإنه كان يعذب الرواة ، ويقصيهم عن المدينة ، كما حصل ذلك لأبي ذر الغفاري ، حيث إنه
أقصي من المدينة إلى الشام ، ثم إلى المدينة ثانيا ، وثم إلى صحراء ربذة ، فمات هذا
الصحابي الجليل في تلك البقعة الحارقة غريبا وهكذا عاش وحيدا . وكذلك ضرب
عثمان عمار بن ياسر صحابي رسول الله حتى وقع على الأرض مغشيا عليه ( 3 ) .

وهكذا عاش أصحاب رسول الله والتابعين المخلصين خمسة وعشرين سنة تحت
وطأة ضغوطات الخلفاء حتى ثارت ثائرتهم ونهضوا جميعهم وأطاحوا بعثمان وقتلوه ،
وبعد ذلك أجبروا الإمام علي ( عليه السلام ) على القيام بالأمر وأصروا عليه بقبول الخلافة .

فلما
نهض الإمام علي ( عليه السلام ) بالأمر كان المسلمون قد أنسوا سيرة الخلفاء وذابوا فيها مدة ربع
قرن .

ويصف الإمام علي ( عليه السلام ) الظروف التي عاشها فيقول : ( 4 )
( قد عملت الولاة قبلي أعمالا خالفوا فيها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) متعمدين لخلافه ،
ناقضين لعهده ، مغيرين لسنته ، ولو حملت الناس على تركها وحولتها إلى مواضعها وإلى
ما كانت في عهد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لتفرق عني جندي حتى أبقى وحدي أو قليل من شيعتي
الذين عرفوا فضلي وفرض إمامتي من كتاب الله عز وجل وسنة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .

أرأيتم لو أمرت بمقام إبراهيم ( عليه السلام ) فرددته إلى الموضع الذي وضعه فيه رسول
الله ( صلى الله عليه وآله ) ( 1 ) ، ورددت فدك إلى ورثة فاطمة ( عليها السلام ) ، ورددت صاع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كما كان ،
وأمضيت قطائع أقطعها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لأقوام لم تمض لهم ولم تنفذ ، ورددت دار جعفر إلى
ورثته وهدمتها من المسجد ، ورددت قضايا من الجور قضي بها ، ونزعت نساءا تحت
رجال بغير حق فرددتهن إلى أزواجهن واستقبلت بهن الحكم في الفروج والأحكام ،
وسبيت ذراري بني تغلب ، ورددت ما قسم من أرض خيبر ، ومحوت دواوين العطايا ،
وأعطيت كما كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يعطي بالسوية ولم أجعلها دولة بين الأغنياء ( 2 ) وألقيت
المساحة ( 3 ) ، وسويت بين المناكح ( 4 ) ، وأنفذت خمس الرسول كما أنزل الله عز وجل
وفرضه ( 1 ) ، ورددت مسجد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى ما كان عليه ( 2 ) ، وسددت ما فتح فيه من
الأبواب وفتحت ما سد منه ، وحرمت المسح على الخفين ( 3 ) ، وحددت على النبيذ ( 4 ) ،

وأمرت بإحلال المتعتين ( 5 ) ، وأمرت بالتكبير على الجنائز خمس تكبيرات ( 6 ) ، وألزمت
الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ( 7 ) ، وأخرجت من أدخل مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في مسجده
ممن كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أخرجه ، وأدخلت من أخرج بعد رسول الله ممن كان رسول
الله ( صلى الله عليه وآله ) أدخله ، وحملت الناس على حكم القرآن وعلى الطلاق على السنة ( 8 ) ،

وأخذت
الصدقات على أصنافها وحدودها ، ورددت الوضوء والغسل والصلاة إلى مواقيتها
وشرائعها ومواضعها ، ورددت أهل نجران إلى مواضعهم ، ورددت سبايا فارس وسائر
الأمم إلى كتاب الله وسنة نبيه ( صلى الله عليه وآله ) ( 1 ) ، إذا لتفرقوا عني ، والله لقد أمرت الناس أن لا
يجتمعوا في شهر رمضان إلا في فريضة ، وأعلمتهم أن اجتماعهم في النوافل بدعة فتنادى
بعض أهل عسكري ممن يقاتل معي : يا أهل الإسلام . غيرت سنة عمر ، ينهانا عن الصلاة
في شهر رمضان تطوعا ! ولقد خفت أن يثوروا في ناحية جانب عسكري ، ما لقيت من
هذه الأمة من الفرقة وطاعة أئمة الضلال والدعاة إلى النار ! ) ( 2 ) .

فقد وصف الإمام برامجه العملية بأنه يسير بسيرة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ولا يعمل بما أتاه
الخلفاء ، خاصة بالنسبة إلى مسألة رواية الحديث ، وعمل جاهدا ومتواصلا لمحو ما
ابتدعه الخلفاء ( 3 ) .

ولما رأت قريش نهج الإمام علي ( عليه السلام ) في العمل بأنه مضاد لمصالحها الدنيوية
أعلنوا مخالفتهم له ( عليه السلام ) ، وأشعلوا ضده حرب الجمل وصفين اللتين راحت ضحيتهما دماء
كثيرة حتى وقع هو أيضا شهيدا وهو في المحراب يصلي ، وكان ذلك بعد أربع سنوات
وأشهر من خلافته ( عليه السلام ) .

وبعد ذلك استولى معاوية – الذي عرف بعدائه لله ورسوله ( صلى الله عليه وآله ) – بشتى أنواع الحيل
والخداع على أريكة الحكم ، وتراه يكشف في حواره مع المغيرة بن شعبة ويبين عن
سياسته الأصلية ( فقال له المغيرة : إنك قد بلغت سنا يا أمير المؤمنين ! فلو أظهرت عدلا
وبسطت خيرا فإنك قد كبرت ، ولو نظرت إلى إخوتك من بني هاشم فوصلت أرحامهم
فوالله ما عندهم اليوم شئ تخافه . فقال لي : هيهات هيهات ! ملك أخو تيم فعدل وفعل ما
فعل ، فوالله ما عدا أن هلك ، فهلك ذكره إلا أن يقول قائل : أبو بكر . ثم ملك أخو عدي
فاجتهد وشمر عشر سنين فوالله ما عدا أن هلك فهلك ذكره إلا أن يقول قائل : عمر ، ثم
ملك أخونا عثمان فملك رجل لم يكن أحد في مثل نسبه فعمل ما عمل وعمل به ، فوالله ما
عدا أن هلك فهلك ذكره – وذكر ما فعل به – وأن أخا هاشم يصرخ به في كل يوم خمس
مرات أشهد أن محمدا رسول الله فأي عمل يبقى مع هذا ؟ لا أم لك والله إلا دفنا دفنا ) ( 1 ) .

وهكذا جمع معاوية جميع قواه لإبادة شخصية النبي وآله ( عليهم السلام ) ومحو سيرته ،
فأسس جهازا إعلاميا لوضع الحديث ، واستعمل لهذا الهدف بعض الصحابة نحو : أبا
هريرة الذي روى أكثر من خمسة آلاف وثلاثمائة حديث ملفق على النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وعبد الله
بن عمر الراوي لما يزيد على ألفي رواية ، وهكذا أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر وأنس
بن مالك اللذين حدث كل منهما بأكثر من ألفي وثلاثمائة حديث مفتر على رسول
الله ( صلى الله عليه وآله ) ( 2 ) .

فقد كان هؤلاء وأعوانهم يتسابقون فيما بينهم في وضع الحديث طمعا في رضا
الحكام ، فوضعوا أحاديث – لا يعلم عددها إلا الله – ونسبوها إلى الرسول ( صلى الله عليه وآله ) حتى أن
مسخ كل ما يتعلق بالإسلام الحقيقي ، ولبس الدين لبس الفرو مقلوبا ، ومن ثم احتل
الإسلام المزيف والممسوخ الملبي لهوى الخلفاء سدة الحكم بدلا عن الإسلام المحمدي
الحقيقي .

ولم يقبل الخلفاء بعد ذلك دينا سوى هذا الإسلام المقلوب والمزيف الذي بني
صرحه في عهد معاوية وعرف فيما بعد وإلى عصرنا هذا بالإسلام الحقيقي ، بحيث لو أن
أحدا أراد اليوم أن يقوم بتبيين الإسلام الحقيقي الذي جاء به النبي ( صلى الله عليه وآله ) لم يتقبلوه ، وذلك
لأنهم اعتادوا الدين الخليفي الذي ابتدعه معاوية ، وفهموا الدين من خلال كتب تتضمن
أحاديث دست على الرسول .

فالتوحيد الإسلامي عندهم مثلا هو ما عرفوه من خلال هذا
الحديث الذي وضعه أبو هريرة :

( أن أناسا قالوا : يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ قال : هل تمارون في القمر
ليلة البدر ليس دونه سحاب ؟ قالوا : لا يا رسول الله .

قال : فهل تمارون في الشمس ليس دونها سحاب ؟ قالوا : لا .

قال : فإنكم ترونه ، كذلك يحشر الناس يوم القيامة ، فيقول : من كان يعبد شيئا
فليتبع ، فمنهم من يتبع الشمس ، ومنهم من يتبع القمر ، ومنهم من يتبع الطواغيت ، وتبقى
هذه الأمة فيها منافقوها فيأتيهم الله في غير الصورة التي يعرفون فيقول : أنا ربكم
فيقولون : نعوذ بالله منك ، هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا ، فإذا أتانا ربنا عرفناه .

فيأتيهم الله
في الصورة التي يعرفون فيقول : أنا ربكم ، فيقولون : أنت ربنا فيتبعونه ) ( 1 ) .

وكما تلاحظ – أيها القارئ – أن في هذا الحديث ما يقوض أساس التوحيد
والمعاد الصحيح النابع من منظار الإسلام الحقيقي ، وتراهم يروون أحاديث أخرى
يخدشون بها شخصية النبي الكريم ويشوهونها ، كما رووا عنه أنه قال ( 1 ) : ( اللهم إني
اتخذت عندك عهدا لن تخلفنيه فأيما مؤمن سببته أو جلدته فاجعل ذلك كفارة له ) .

وفي رواية أخرى : آذيته . . . فاجعلها كفارة وقربة تقربه بها إليك ، وفي أخرى :
سببته أو شتمته أن يكون ذلك له زكاة وأجرا .

ورووا أيضا أنه ( صلى الله عليه وآله ) قال لأناس يلقحون النخل : لو لم تفعلوا كان خيرا ، فتركوه
فنفضت أو فنقصت وخرج شيصا ، فذكروا ذلك له فقال : إن كان ينفعهم ذلك فليصنعوه
فإني إنما ظننت ظنا فلا تؤاخذوني ، أو قال : أنتم أعلم بأمر دنياكم ( 2 ) .

ورووا أيضا : قرأ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بمكة النجم ، فلما بلغ هذا الموضع : ( أفرأيتم
اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ) ( 3 ) ألقى الشيطان على لسانه تلك الغرانيق العلى
وأن شفاعتهن لترتجي . قالوا : ما ذكر آلهتنا بخير قبل اليوم فسجد وسجدوا . ثم جاءه
جبرئيل بعد ذلك . قال : أعرض علي ما جئتك به ، فلما بلغ تلك الغرانيق العلى وأن
شفاعتهن لترتجي . قال له جبرئيل : لم آتك بهذا ، هذا من الشيطان ، فأنزل الله : ( وما
أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ) ( 1 ) . ( 2 )

وردت هذه الأحاديث في كتب التفاسير المعروفة والمعتبرة عند أهل السنة ، مثل :
الطبري وابن كثير والسيوطي وسيد قطب ، حيث رووا أحاديث موضوعة ومدسوسة على
النبي ( صلى الله عليه وآله ) بشكل مكثف حتى غابت الصورة الواقعية لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وراء الحجب
المكذوبة والمزورة ( 3 ) .

وعلى العكس من هذا ، تراهم قد زينوا صور أمراء قريش وقادتهم وخلفائهم
فوضعوا لهم فضائل مزيفة ، واتهموا مخالفي هؤلاء بتهم مفتراة فوصفوا رجالا مثل :

أبي ذر
ومالك الأشتر وعمار بن ياسر وغيرهم بأنهم أناس لا علم لهم بالدين وأنهم مخدعون ( 4 ) .

ولم يكتفوا بهذه فحسب ، بل مدوا يد الزور والزيف إلى التوحيد وصفات الباري ،
كيفية الحشر والقيامة ، الثواب والعقاب ، الجنة والنار ، تاريخ الأنبياء ، بدء الخلق ،

الأحكام والعقائد الإسلامية ، فاختلقوا لكل منها أحاديث مختلفة ومقتبسة من عقائد
أهل الكتاب الخرافية وما صنعته ثقافتهم الجاهلية وعقولهم البالية وما هي من الدين
بشئ .

شاهد أيضاً

20-21-22-23-24 صلوات الليالي ودعوات الايّام في شهر رمضان

صلوات اللّيلة العشرين والحادِية والعشرين والثّانِيَة والعِشرين والثّالِثَة والعِشرين والرّابعة والعِشرين: في كُل مِن هذه ...