الرئيسية / صوتي ومرئي متنوع / بركات الإمام الخميني وصلابة المقاومة في الخليج الفارسي

بركات الإمام الخميني وصلابة المقاومة في الخليج الفارسي

روحُ الله( قدس سره) في الخليج الفارسي

نسمعُ أحياناً من يقول إنّ هذه الوقفةَ في وجهِ قوى الاستكبار ليست أمراً ممكناً بلحاظ القدرات الماديّة

*(لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ)، فأمريكا هي أقوى دولةٍ في العالم، وحلفاؤها من أقوى الدول، وهم يتوهمون الضعف أمامهم؛ لأنّهم فاقدون للإحساس بيد القدرة الإلهيّة التي تنصرُ المجاهدين الذين حملوا أداء التكليف على عاتقهم. إنّنا نواجه الصعوبات حقّاً، ولكنّ اليد الغيبية حاضرة، وتمسحُ على الرؤوس لتُشعرهم بالمعيّة الإلهيّة

*(إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ)، وكما أنني أؤمنُ بأنّ الله لا يرفعُ كافّة العقبات أمامنا لأن في ذلك انتفاء التكليف الذي نُمتحن به، أؤمن أيضاً بالكرامة، وخيط النور الذي ينفذُ في قلب الظلام والمشقّة ليأخذ بالقلوب نحو وليّ الله الأعظم صلوات الله عليه. أؤمن أنّ هذه الثورة مظهرٌ من مظاهر القدرة الإلهية لتأديب الطاغوت وردعه.

ومايجري – هذه الأيام – في الخليج الفارسي هو جزءٌ من سلسلة الانتصارات والكرامات الباهرة التي انهمرت على يد السيّد الإمام الخميني ( قدس سره)، ومن باب التذكير ببعض البطولات والكرامات التي شهدها الخليج في زمن الحرب بين حزب البعث والجمهورية الإسلاميّة.

أحببتُ أن أترجمَ هذه القصّة عن آية الله الشيخ مبشّر الكاشاني (أحد أساتذة البحث الخارج في قم، ومن أهم تلامذة السيد شهاب الدين المرعشي النجفيّ، وهو أحد العلماء الذين شاركوا في مواجهة نظام الشاه) وقد نقلها عن بعض مهندسي الحرس الثوريّ العاملين في القوّة البحريّة في الخليج الفارسي.

قال سماحة الشيخ مبشر الكاشاني (حفظه الله):
(تقريباً، في فترة عمليّات «المرصاد»، جاءني أحد أفراد الحرس المتديّنين «السيّد نجفيّ»، وقد كان من مريدي آية الله بهاءالدينيّ، وقد طلب منّي أن ألقي خطاباً في قاعدة «رمضان» في كرمانشاه للإخوة الحرس والجنود، وقد قبلتُ ذلك، فأخذوني إلى هناك.

وفي كل ليلةٍ، بعد الصلاة والخطاب كنا نذهب مع مسؤولي تلك القاعدة إلى مكانٍ ما للاستراحة، وبعد العشاء كنتُ أقوم بالإجابة على أسئلتهم المعرفيّة.

في إحدى اللياليّ، نقل لي بعض الأشخاص من مهندسي الحرس الثوريّ حكايةً تحكي عن عظمة وكرامة شخصيتين علميتين وروحيّتين: السيد الإمام الخميني ( قدس سره)، وآية الله السيد المرعشيّ النجفيّ رحمه الله، وحيثُ إنّ هذا الأمر قد مضى عليه ثلاثون عاماً فإنني لن أورد بعض الجزئيات، ولكن بنحو الإجمال أذكر القصة بهذا النحو:

تعرّضت إحدى آبار النفط في الخليج الفارسي لمشكلةٍ ما، وقد سبب خروج النفط تلوّثاً وعوارض أخرى، ولأجل ذلك طلبت الحكومة الإيرانية من بعض الدول الأوروبيّة المساعدةَ لإصلاح بئر النفط.

ولكن استجابهم كانت مقرونةً بالابتزاز، فرفضت الجمهورية الإسلاميّة ذلك.

ومن جهةٍ أخرى، كان البعض داخل البلاد يقول إنّ حلّ هذه المشكلة وإصلاح بئر النفط بلحاظٍ الأمور الفنيّة والإمكانات المتوفرة أمرٌ ليس بمقدور القوى الداخليّة.

في النهاية، مع إصرار مهندسي الحرس الثوريّ تم تفويض الأمر إلينا، وحيثُ إنّ هذا المشروع قد استغرق أكثر من شهرٍ فقد كان محفوفاً بالأخطار.

جئنا إلى «قم المقدسة»، وتشرّفنا بمحضر آية الله السيّد المرعشيّ النجفيّ، وقد نقلنا إليه تفاصيل القضيّة، وقلنا له إنّنا نواجه خطريْن في المسألة:

الأول أنّنا في معرض الانكشاف من قبل قوى العدوّ، ومن الممكن قبل أن ينتهي العمل أن نتعرّض لغاراتٍ من القوات الجويّة العراقيّة.

والثاني: أنّ الغوّاصين لا بد أن يغوصوا إلى مدىً عميق، ومن الممكن بسبب ضغط الماء أن يتعرّضوا للأذى، وأنهم مهددون بتقطع أوصال البدن خلال الرجوع إلى سطح الماء.

فأمر السيد المرعشيّ النجفيّ أن تهيّأ خواتم بعدد الغوّاصين، وأن تُنقش على الخواتم آية قرآنية حدّدها السيد.

وأمر أيضاً أن تُوضع الآية (وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ) في مقدمة ومؤخرة السفينة بمعيّة ذكر الصلاة على محمدٍ وآل محمدٍ.

وقدعملنا بما أمرَنا به، وخلال مدّة العمل بالمشروع كنا آمنين وقد رأينا الألطاف الإلهية الخفيّة والجليّة.

مثلاً: كان في تلك المنطقة بعوضٌ( زريجي) يلسعُ ويقضّ المضجع وأحياناً ينقل الأمراض، ولكن بفضل الله أتت بعض الطيور التي كان غذاؤها هذا البعوض، وقد قضت عليه.

والخلاصة: بمدد الألطاف الإلهيّة وُفّقنا لإصلاح بئر النفط، ولم يصبنا خطرٌ، ولكن في آخر مراحل العمل تعرّض أحد المهندسين – وكان قد نسي أن يلبس الخاتم – خلال صعوده إلى سطح الماء إلى حادثةٍ بسبب اجتيازه للسرعة المقررة خلال الصعود.

وقد تعرّضت عينه لضررٍ شديدٍ بسبب ضغط الماء، حيث أصيبت زاوية عينه بجروحٍ مزّقتها، وقد قال الأطباء المتخصصون في طهران إنه لا بد أنّ يقوم بعمليّة جراحية خارج البلاد.

ولذلك أجريت التنسيقات لإرساله إلى إحدى الدول، وقد صادف وقتُ رحلته موعد لقاء الإمام الخميني (قدس سره) مع مهندسي المشروع، ولذلك السبب قام المهندس الجريح بإلغاء رحلته للعلاج ، وقال: (إنّني لستُ حاضراً لتفويت سعادةٍ كهذه).

حضر جميع المهندسين عند الامام الخميني(قدس سره)، وقد كان سعيداً لنجاحهم في العمل، وشكر جهود الجميع.

خلال توديع الإمام الخميني(قدس سره) قلنا له إنّ هذا الأخ الذي ضمّدت عينه له قصّة، وهي أنّه قد نسي الخاتم الذي هُيّئ بأمرٍ من السيد المرعشي النجفي، وقد تعرّضت عينه لضرر شديد، ولا بُدّ أن يذهب خارج البلاد لإجراء عمليّة جراحيّة.

وضع الإمام الخميني( قدس سره) يده المباركة على عينه، وقرأ جملة من الأيات والأذكار، ثم قال: (إن شاء الله ستصبح جيّدة ببركة القرآن واهل البيت عليهم السلام).

وفي اليوم التالي أخذنا [المهندس الجريح] إلى طبيبه المُعالج، وفتح الضمادة التي كانت على عينه، وعاينه، فتعجّب، وقال: (لا أعلم ما الذي حصل، ولكنّه ليس بحاجةٍ إلى عملية جراحية ولا إلى الذهاب خارج البلاد).

فحكينا له قصّة اللقاء بالإمام الخميني( قدس سره) ، والحمد لله أصبحت عينه بتمام العافية، وقد رأينا هذه الكرامة من الإمام الخميني ( قدس سره) بأعيننا.

Screenshot_٢٠١٩-٠٧-٢٣-٠٩-٠٦-٤٧-٤٣٣_com.miui.gallery

المصدر: *سرّ دلبران [خاطرات عرفانى آيت الله مبشر كاشاني]، ص93-96، جمع وإعداد: وحيد مبشّر كاشاني.

ترجمة: إبراهيم جواد.

 

https://t.me/wilayahinfo

https://chat.whatsapp.com/JG7F4QaZ1oBCy3y9yhSxpC

https://chat.whatsapp.com/CMr8BZG9ohjIz6fkYqZrmh

 

شاهد أيضاً

الحجاب النوراني والحجاب الظلماني

لكن أنواع ذلك الجلال هو اشراقاتي وهو لفرط العظمة والنورانية واللانهائية، يبعد عنها العاشق بعتاب ...