الرئيسية / تقاريـــر / زمن تغيير المعادلات في غزة ولبنان

زمن تغيير المعادلات في غزة ولبنان

الوقت- لم يعد “الكيان الإسرائيلي” قادراً على فرض قواعد الاشتباك مع المقاومة اللبنانية والفلسطينية كما يحلو له، ولم تعد التكنولوجيا العسكرية حكراً على الصهاينة، فالمقاومة اليوم أصبحت قادرة على مواكبة آخر تطورات التكنولوجيا العسكرية من ناحية الهجوم والردع، والأسابيع القليلة الماضية كانت كفيلة بإثبات ذلك إن كان في لبنان أو غزة.

كان كيان الاحتلال يتوقّع أن يكون “حزب الله” فقط قادراً على إسقاط طائراته “المسيّرة” لكن الضربة الموجعة جاءت هذه المرة من قطاع غزة المحاصر منذ عدة سنوات، وهذا ما جعل الصدمة تكون صدمتين، فكيف يمكن لقطاع محاصر برّاً وبحرّاً وجوّاً أن يتمكّن من تطوير قدراته الدفاعية والهجومية كما لو كانت حدوده جميعها مفتوحة، هنا ندرك اهمية المقاومة ومدى قدرتها على التكيف مع أصعب الظروف وندرك أيضاً أن المقاومة في لبنان وسوريا وفلسطين تسير بخطا واثقة وعلى قلب واحد وباتجاه هدف واحد، لا يمكن لأحد أن يحرف لها مسارها عنه.

قبل عدة أيام أسقطت المقاومة الفلسطينية في غزة، طائرات مسيرة للعدو، هنا أدرك العدو مدى خطورة ما يحصل وأدرك أن أي محاولة أو مغامرة للدخول في حرب أوسع مع قطاع غزة أو في جنوب لبنان ستكون نتائجها كارثية على الداخل الإسرائيلي، الذي يعاني أساساً من الانقسام والتشرذم في ظل حكم نتنياهو “الفاسد”.

إسقاط طائرات “مسيّرة” في غزة كان أمراً قاسياً على الإسرائيليين، لذلك حاول الخبراء والمحللون التخفيف من أهمية ما حصل، وفي هذا الإطار قال الخبير العسكري الإسرائيلي، آساف غولان: إن “ما شهدته الأيام الأخيرة من إسقاط عدة طائرات مسيرة في قطاع غزة ولبنان، يشير إلى تنامي العمليات العسكرية في هاتين المنطقتين، رغم أن الخبراء يحاولون تهدئة مخاوف الإسرائيليين.

وأضاف “غولان” في تقرير نشرته صحيفة إسرائيل اليوم، إن “إسقاط هذه الطائرات قد يراه العدو إنجازاً عسكرياً، لكنه لا يمنحهم الحصول على معلومات، ولن يعلم من أسقطها وماذا صوّرت من أهداف أمنية، لأننا لسنا أمام أدوات ثمينة أو سرية”.
وتساءل “غولان” حول مدى إمكانية إضرار هذه الطائرات التي يتم إسقاطها بالأمن الإسرائيلي، والتسبب بوصول معلومات أمنية حساسة، سواء تكنولوجية أم استخبارية إلى أيدي الأعداء الذين يسقطونها، ولذلك فإن هذه المخاوف بحاجة لإجابات واضحة وجدية، لمعرفة أي أضرار قد تنشأ وتعود بنتائج سلبية على الجيش الإسرائيلي.

من جانبه قال الجنرال البروفيسور يتسحاق بن يسرائيل: إن “إسقاط هذه الطائرات المسيرة لا يحمل أضراراً استخبارية أو عسكرية على “إسرائيل”، لأننا أمام أداة قتالية رخيصة الثمن، في كل سفرية أغادر بها خارج البلاد أحرص على شراء عدد منها لأحفادي الصغار، فهي بضاعة ثمنها مئتي دولار، مع أن الجيش الإسرائيلي يشتري أدوات قتالية من هذا القبيل أغلى ثمناً”.

واعترف في المقابل بأن “مشكلة هذه الطائرات أن فيها إمكانية كبيرة لوقوع أعطال، ما يجعلها تقع بصورة دورية، ويكون من السهل إسقاطها، لكني لا أعتقد أن في ذلك أضراراً كبيرة، لأن حزب الله أو حماس لن يستطيعا معرفة ما الذي قامت به هذه الطائرة من تصوير، فقط هما يحصلان على تقرير حول ما كان موجوداً على متن الطائرة، لكن ما تم تصويره، وطبيعة المادة المصورة، فلا يحصل عليها الطرف الآخر”.

محاولة التخفيف من تنامي قدرات المقاومة لن يجدي العدو نفعاً ولم يعد الاسرائيليون واثقون بأن “كيانهم الغاصب” قادر على حمايتهم في حال اندلعت حرب في المرحلة المقبلة، فلم تعد قواعد الاشتباك كما كانت عليه في السابق، وأصبحت الأمور بيد “المقاومة” القادرة على صناعة الحدث وتغييره وحسم المعركة متى تريد وكيفما تريد، وهذا الأمر لمسه العدو الصهيوني في المرحلة السابقة وسيتأكد منه مراراً في حال كرر العدو عدوانه في المرات المقبلة.

قد يتجرأ نتنياهو على جس نبض المقاومة في لبنان أو في غزة في حال فاز في الانتخابات المقبلة، ليثبت قاعدته الشعبية ويخبر الجميع أنه قادر على حماية “العدو الصهيوني” لكن لن يتحقق ما يريد حتى ولو استخدم كل إمكانيات “إسرائيل” لأن المقاومة مستعدة للرد على أي اعتداء ولن تتراجع عن الرد لحظة واحدة.

قبل أسبوع تقريباً استهدفت المقاومة الفلسطينية، دورية إسرائيلية من خلال طائرة مسيرة كانت تتحرك بالقرب من الحدود مع قطاع غزة، وقد ترك هذا الهجوم أضراراً محدودة لحقت بإحدى العربات العسكرية، إلا أن هذا الحادث ينطوي على دلالات كبيرة، فهذه المرة الأولى التي تتمكن المقاومة الفلسطينية من تنفيذ عمل هجومي باستخدام طائرة مسيرة، بحيث عادت الطائرة إلى “قواعدها” دون أن يتم التصدي لها من قبل منظومات الدفاع الجوي بالغة التطور التي تغطي منطقة جنوب “إسرائيل” بشكل مطلق، مع العلم أنه سبق للمقاومة أن حاولت تنفيذ هجومين باستخدام الطائرات المسيرة وفشلا بعد إسقاط الطائرتين.

ورغم محدودية الأضرار الناجمة عن الهجوم، إلا أن المعلقين الإسرائيليين قد أجمعوا على أن هذه تعدّ سابقة قد تؤسس لتغيير بيئة الصراع بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية.

وكتب المعلق العسكري طال لافرام، من صحيفة “معاريف”، أن المقاومة الفلسطينية بإمكانها أن تطوّر ترسانتها في مجال الطائرات المسيرة بحيث تصبح تهديداً جدياً للعمق الإسرائيلي، تماماً كما نجحت – بعكس كل التوقعات – في تطوير ترسانتها الصاروخية.

ويشير لافرام إلى أن الجيش والاستخبارات الإسرائيلية كانا يتوقعان أن “حزب الله” تحديداً هو الذي سيشن هجوماً بالطائرات المسيرة، استناداً إلى تهديدات أمين عام “حزب الله”، حسن نصر الله، ردّاً على الهجوم الذي استهدف الضاحية الجنوبية، مشيراً إلى أن تنفيذ المقاومة في غزة هذا الهجوم قد خالف كل التوقعات.

قال محللون عسكريون في وسائل إعلام العبرية: إن حدث الطائرة المسيرة في “غلاف غزة” هو حادث “خطير جداً”.

وما يزيد من الاهتمام الحزبي والجماهيري الإسرائيلي بمواجهة خطر الطائرات المسيرة حقيقة أن عدداً كبيراً من المرافق العسكرية والمدنية الحساسة تنتشر جنوب “إسرائيل” وعلى قرب من الحدود مع القطاع، ما يزيد من فرص المس بها عبر استخدام هذا النوع من الوسائل العسكرية.

https://t.me/wilayahinfo

https://chat.whatsapp.com/JG7F4QaZ1oBCy3y9yhSxpC

https://chat.whatsapp.com/CMr8BZG9ohjIz6fkYqZrmh

شاهد أيضاً

20-21-22-23-24 صلوات الليالي ودعوات الايّام في شهر رمضان

صلوات اللّيلة العشرين والحادِية والعشرين والثّانِيَة والعِشرين والثّالِثَة والعِشرين والرّابعة والعِشرين: في كُل مِن هذه ...