الرئيسية / بحوث اسلامية / مفهوم و تاريخ أدب الاطفال عند العرب – دكتور علي الحديدي

مفهوم و تاريخ أدب الاطفال عند العرب – دكتور علي الحديدي

وعلى الرغم من أن معظم هذه الكتب لم تسطر أساساً للأطفال إلا أنها كانت مصدراً غنياً بشتى ألوان القصص والأشعار، يستلهمها المربُّون والجدات والأمهات والآباء، ويخرجون منها ما يناسب عمر الطفل وأخلاقه وعقيدته، ويقدمونها إليه في ثوب قشيب جذاب، ففي (ألف ليلة وليلة) الكثير من الخرافات والخزعبلات والتصوير الجنسي الفاضح، وهذا ما دعا عدد كبير من الكتاب المحدثين إلى تنقيتها من الشوائب، وتقديم بعض قصصها في كتب أو تمثيليات في المذياع والتلفاز بطريقة مبسطة ممتعة ومفيدة، كذلك نرى أن كتاب (كليلة ودمنة) يحتوي على عدد كبير من قصص الطير والحيوان. لكنها تنحو المنحى الفلسفي، والإغراق الرمزي، مما يدق على فهم الطفل، ولهذا حاول الذين يكتبون للأطفال في أوروبا والعالم الإسلامي تحويلها إلى قصص هادف مبسط ذي منحى أخلاقي.

لقد أدرك الأقدمون من علماء الإسلام أن المنهج التربوي الشامل للطفل لا يتم اكتماله إلا إذا راعى النواحي المختلفة التالية:

ـ العقيدة الدينية.

ـ المنجزات والحقائق العلمية.

ـ الجوانب الترفيهية والفكاهية.

ـ الالتزامات الأخلاقية.

ـ تنمية المهارات الرياضية.

ـ تنمية المواهب أو المهارات والإبداعات الفنية.

ـ إثراء الحصيلة الثقافية.

ولا يصح أن يأنف المربون الإسلاميون من مراعاة الفكاهة والترفية، فقد كان رسول الله (يمزح) ولا يقول إلا (حقاً)، وكان(ص) يأمر المسلمين بأن (يروحوا) عن قلوبهم ساعة بعد ساعة، لأن القلوب إذا كلَّت عميت.

لقد حظى الأطفال في تاريخنا الإسلامي والعربي بقسط وافر من أدب الطفولة، ولا ينقض هذا الرأي تجاهل المؤرخين والمنصفين له، ويمكننا أن نوجز ألوان هذا الأدب في الآتي:

أولاً: قصص الأخبار والمغازي والمثل وحكايات الأبرار والصالحين (قصص واقعي وتاريخي)

ثانياً: ما ورد في القرآن من قصص.

ثالثاً: ما ورد في الأحاديث النبوية من قصص.

رابعاً: قصص الفتوحات الإسلامية، وقصص الشعوب الأخرى ـ غير العربية، التي تم فتحها ونشر الإسلام فيها، والقصص الشعبي.

خامساً: قصص الأسفار والتجار والرحلات.

سادساً: بعض قصص الجن والملائكة والسحر.

سابعاً: قصص على لسان الحيوانات والطيور.. بل والحشرات أيضاً.

ثامناً: قصص خرافية وأساطير (انظر كتاب (القدح المعلى) لابن سعيد الأندلسي عن اساطير العرب، وكتاب (مختصر العجائب) وفيه حكايات عن الجن والخوارق، وكتاب (الوزراء والكتاب) للحيشاري المتوفي عام 942م، وفيه الكثير من الخرافات والأسمار.

تاسعاً: الأناشيد والأغاني والأشعار.

عاشراً: الحكم والأمثال والخطب.

حادي عشر: بعض الألغاز شعراً ونثراً.

*   *   *

ثم جاء العصر الحديث، وامتدت الآفاق أمام الدراسات الإنسانية على مختلف صورها وأشكالها، واستطاع علم (الفسيولوجيا) ـ علم وظائف الأعضاء، والإجتهادات المختلفة في علم النفس والإجتماع ومدارس التاريخ المختلفة، ودراسة الظواهر الاجتماعية قديماً وحديثاً، وتحديد المدراس الأدبية والفكرية والفنية بصفة عامة، وكتب الكثير عن (سيكولوجية) الطفل وسلوكه وعاداته وإمكاناته، واتخذ الدارسون في هذا المجال وسائل شتى في دراساتهم وتحليلاتهم، وكان لعلماء التربية جهود مكثفة حول التعليم والتربية.

وبدأ أدب الأطفال يظهر بصورة مبلورة محددة في القرن السابع عشر الميلادي في أوروبا، متتلمذاً على التراث الإسلامي والعربي، ولم تتضح صورته الجديدة في عالمنا العربي إلا في العشرينات من هذا القرن، وكان أهم سمات تلك الحركة التاريخية الخاصة بأدب الأطفال:

1 ـ الكتابة خصيصاً للأطفال.

2 ـ مراعاة مراحل العمر المختلفة للطفل.

3 ـ محاولة إيجاد قاموس للألفاظ يناسب الطفل في كل مرحلة.

4 ـ تحديد تعريف ومفهوم أدب الأطفال.

5 ـ تحديد ألوان أدب الاطفال من قصة وشعر وتمثيلية.. الخ.

6 ـ محاولة إبراز الموضوعات المناسبة لكل مرحلة من عمر الطفل.

7 ـ الاستفادة من خبرات علماء التربية والدين والنفس والاجتماع ومؤرخي الأدب والنقاد في هذا المجال.

8 ـ اهتمام كبار الكتاب ـ على المستوى الإقليمي والعالمي ـ بالكتابة للطفل.

9 ـ ظهور مجلات وصحف خاصة بالطفل.

10 ـ تخصص بعض دور النشر لطباعة ونشر كتب الأطفال.

11 ـ استخدام الوسائل الجذابة في إخراج مطبوعات الأطفال من ألوان ورسوم.

12 ـ اختيار حجم الحروف المناسب للطفل، ومدى استخدام الترقيم طبقاً للعمر والقواعد.

13 ـ استخدام حوافز وجوائز لتشجيع أدب الأطفال.

14 ـ وضع الخطط والبرامج للنهوض بأدب الأطفال ثم التقويم المستمر لما يُقدم لهم.

15 ـ البحث الدائب في إيجاد مسرح وتمثيليات وبرامج إعلامية خاصة بالطفولة، وتتناول كل ما يهم الطفل ويؤثر في سلوكه وتربيته.

16 ـ الإيحاد للطفل بقيم وأفكار وسلوكيات مستهدفة. باعتباره ثروة حقيقية للغد، وباعتبار ذلك حقا أكيداً له، لا يمكنه التعبير عنه بصدق وطلاقه.

*   *   *

ونحن إذا ما نظرنا إلى هذه السمات التي جعلت من أدب الأطفال في عصرنا (كيانا متميزاً قائماً بذاته)، ندرك أن جذورها الحقيقية ضاربة في أعماق تاريخنا الإسلامي، وكانت تؤدى كواجب يومي للأسرة وللمربين الأقدمين. وإذا كان علم النفس أو الإجتماع لم يتوفرا في الأزمنة القديمة بمفهومهما ومصطلحاتها المعاصرة. إلا أن طبيعة النفس الإنسانية وحركتها ونزعاتها ونزواتها، وكذلك ما يؤثر فيها سلباً وإيجاباً: ثم الحركة الإجتماعية ودوافعها وعلاقاتها، وضعفها وقوتها، هذا كله… وذاك، كان يتبدى عقيدة وسلوكاً وفكراً وتشريعاً، في صميم حضارتنا الإسلامية، وقد خلف لنا الأقدمون تراثاً ضخماً يتعلق بالنفس والمجتمع، ونظرة واحدة إلى ما تركه ابن خلدون والغزالي والفقهاء والمفكرون والأطباء الإسلاميون القدامى والمؤرخون، تؤكد صحة مانذهب إليه، في أن هذه العلوم (علم النفس والإجتماع وغيرهما ليست جديدة تماماً، وإنما جدتها تكمن في صياغتها وتصنيفها. والتجارب العديدة التي أجريت عليها، ثم النتائج المختلفة في بعض الأحيان التي تم التوصل إليها، فما زالت مدارس علوم الإجتماع والنفس والتاريخ في روسيا، تختلف عنها في أوروبا لكن إكتمال العقيدة الإسلامية وثبوتها وتساميها، قد أرسى قواعد صلبة، لنهضة علمية شاملة، وقدم تصوراً صادقاً فريداً للنفس والمجتمع ولحركة التاريخ والعوامل المؤثرة في نمو الفرد والجماعة، والمنهج الصحيح الذي يمضي بنا إلى طريق الخير والسعادة.

أينكر أحد أن معظم (أدب الطفل) ـ قديماً وحديثاً ـ يهتم بتربية الطفل وتهذيبه، وفق قيم الخير والحق والفضيلة؟؟

هل خلا أدب الطفل قديماً وحديثاً ـ من قصص العلم والبطولة والتضحية والصبر والطهارة والأمانة، وتوجيه الطفل إلى ما يسعده وينفعه ويسمو بأمته؟؟

لقد كان أهم ما استفدناه من الدراسات الإنسانية والعلمية الحديثة، هو التأكيد على صحة الأسس التي قامت عليها مناهج تربية الطفل في المجتمع الإسلامي الأول.

*   *   *

ولقد كان المرحوم كامل كيلاني رائد أدب الأطفال الحديث، وعلى الرغم من أنه قدم نماذج شتى في هذا المجال، منها المقتبس والمترجم والمعرب، وقد بلغت ما يربو على مائتي قصة ومسرحية، فقد كان في قمة ما قدم… قصصه (من حياة الرسول)، إذ أفاض فيها بأسلوب سلس ميسور الفهم عما اتصفت به سيرته(ص) من أعمال وخلق وسلوك، تعتبر المثل الأعلى للكبار والصغار في أي زمان ومكان..

هذا في مجال القصة..

أما في مجال الشعر، فقد قدم أمير الشعراء (أحمد شوقي) والمرحوم محمد الهواري (1885 ـ 1939) نماذج متقبلة من شعر الأطفال. أمكنها أن تفتح الطريق أمام من أتى بعدهم من الشعراء والأدباء.

واليوم نرى مطبوعات الأطفال تملأ المكتبات وأرصفة التوزيع. إن عشرات الملايين من أطفالنا يريدون أن يقرأوا برغم وجود التلفاز والمذياع ودور الخيالة…

ولنا الآن أن نتساءل:

أ ـ هل أدت دور النشر رسالتها الصحيحة نحو الطفل؟؟

ب ـ وهل أدى المؤلف واجبه؟؟

حـ ـ وهل قامت المدرسة بوظيفتها؟؟

د ـ وهل استطاع الإعلام الرسمي أن يستوعب دوره؟؟

أسئلة أربعة حاسمة لا بد من أن نحاول الإجابة عليها، لأن الإجابة عليها هي التي تؤكد ضروروة وضع هذا المصنف.

إن دور النشر تعرف مدى الحاجة إلى مؤلفات الأطفال، وهي تستغل هذه الظاهرة تجارياً، وتقدم العديد من المنشورات في أحيان كثيرة على غير أسس علمية وتربوية ونفسية وعقيدية. لأنها تتوهم أن سهولة الأسلوب، وإمكانية الفهم والإستيعاب هما الأساس في توزيع الكتاب، لذلك فهي تقدم المترجمات التي تتنافى مع عقيدتنا الإسلامية. وتنقل عن الغرب أسلوبه في السلوك والعادات والمعتقدات. ويكفي أن تعلم أن إحدى المدراس الخاصة في بلد عربي مسلم كبير كانت تدرس قصة إنجليزية مليئة بالمشاهد الجنسية، والإختلاط المحرّم بين الفتى والفتاة. وقد شغل هذا الموضوع الصحافة آنذاك، وأصدر وزير التربية والتعليم في هذا البلد الشقيق قراراً بإيقاف تدريس القصة، ولا يقف الأمر عند هذا الحد، بل إن دور النشر لا يهمها أن تجند لتلك المطبوعات (فريق مراجعة) من الناحية النفسية أو التربوية كما قلنا، لأنها لا تدرك الأبعاد الخطيرة لهذا الموضوع، ناهيك بما تغص به الكتب المترجمة والمسلسلات المصورة، بخيالات مريضة، ومغامرات فارغة، لاترتبط بواقع الحياة، ولا بالفترة الزمنية في الدول النامية، ولا تدفع الطفل مستقبلاً إلى قناعات علمية عملية واقعية، تمهد له الإبداع والإبتكار، كما أنها لا تهتم ـ بل لا تعرف أصول العقيدة الإسلامية ومبادئها، وبالطبع فإن هذا التصور لا ينطبق على دور النشر كلها: ففي مصر والمملكة العربية السعودية والكويت وغيرها مؤسسات عريقة للنشر تحت إشراف المختصين في تربية وأدب الاطفال، وتقوم بدورها البنَّاء الرائد في هذا المجال، سواء في الكتاب أو مجلة الطفل، أو الصفحة الخاصة بالأطفال في بعض الصحف اليومية والأسبوعية.

أما بالنسبة للمؤلفين للأطفال، فهناك فئة قليلة استطاعت أن تؤمن بقضية الطفل، وتدرك احتياجاته الشديدة لما يرفع مستواه فكرياً ونفسياً ووجدانياً، واتخذت العدة لذلك، بل إن البعض تفرغ له تماماً. وأخذ يكتب للطفل عن هدى وبصيرة، لكن الغالبية الكبرى من المؤلفين، استسهلوا الأمر، وأضرُّوا من حيث توهموا النفع، ولم يسيروا في منهج أو خطة، ولم يعدوا أنفسهم الأعداد الكافي لهذه المهمة الصعبة، مهمة الكتابة لأطفال، وهؤلاء يشاركون دور النشر التجارية في مسيرتهم الفاسدة، ويستغلون شراهة سوق كتب الأطفال، ويقدمون السُم في العسل بقصد أو بغير قصد، ومن المعروف أن النوايا الحسنة وحدها لا تصنع أدباً أصيلاً مؤثراً صادقاً للأطفال، إننا نريد أدباء مخلصين للطفل، ومؤهلين تأهيلاً سليماً لتلك الرسالة، مثلما فعل الأستاذة كامل كيلاني ومحمد الهواري ومحمد سعيد العريان ومحمد عطية الإبراشي وأمير الشعراء ومحمود أبو الوفا وبهيجة صدقي، وأمين دويدار ومحمد زهران وحسن توفيق وسيد قطب وتوفيق بكر ومحمد عبد المطلب وحامد القصبي وعلي فكري وغيرهم. كما نريد مجلات على غرار مجلات السندباد وسمير وباب صادق و (إفتح يا سمسم)… الخ.

أما وزارات المعارف أو التربية والتعليم فقد كانت بحق ـ في بلادنا العربية ـ هي الجهات المتميزة التي استطاعت أن تلعب دوراً إيجابياً علمياً في إعداد وتقديم مطبوعات الأطفال، شعراً ونثراً، فقد كان لها في غالبية الأحيان لجانها المتخصصة، وعلماؤها المؤهلون، وبرامجها الواعية، فقد تضمنت مناهجها لمراحل الدراسة الأولى الكثير مما يناسب الطفل، ويرفع مستواه العلمي والأخلاقي والديني، والأدبي بالطبع، بل إن رجال التربية والتعليم كانوا أول من نادى بالإهتمام بأدب الطفل. وإعطائه حقه من التدقيق والتنظيم والتقويم؛ لما لذلك من أثر خطير على مستقبل الطفل والأمة. وكان التركيز الأكبر على قيم العقيدة والتاريخ والوطنية والعلم، ولولا بعض المداخلات السياسية والمذهبية الموجهة، لاستطاعت المدرسة ان تؤدي دورها كاملاً، وأتت بأعظم النتائج وأروعها، ولقد رأيت اهتمام وزارات المعارف والتربية والتعليم بهذه القضية عن طريق إحتكاكي المباشر، عندما كتبت للطلبة عدداً من القصص أذكر منها رواية (اليوم الموعود) وهي عن الحروب الصليبية، وقصة (رمضان العبور) عن الحرب مع إسرائيل عام 1973، ورواية (الطريق الطويل)، وتحرص وزارات المعارف والتربية على تعديل المؤلفات لكتّاب كبار، بل إنها تنتخب لمكتبات المدارس كتباً متميزة، التربوية، وتشكل لجاناً للاختيار، وفق قواعد موضوعة سلفاً.

وهذه شهادة حق..

لكن الأمر الذي تحتاجه المدرسة هو كيف تنَّمي في الطفل الرغبة في القراءة؟؟ إن أساليب التدريس والإمتحانات العقيمة لاتجعل من الطفل قارئاً ممتازاً، وكثيراً ما تتحول القصة المقررة أو الكتاب الثقافي (كتب ذات الموضوع الواحد) إلى مادة كالفيزياء أو الرياضيات، ولا يرى الطفل أو الطالب فيها إلا النقاط التي سوف تأتي فيها الأسئلة.. وهذه قضية أخرى جديرة بالدراسة والبحث، ووضع مقترحات محددة شاملة.

ـ أما الإعلام الرسمي، خاصة في التلفاز والمذياع والصحافة فحدِّث ولا حرج، وما أظن أن آفات الإعلام خافية على المستنيرين المخلصين في بلادنا، لأن حرص الإعلام على التسلية والإثارة والتشويق، قد أهدر الكثير من القيم الفكرية والعلمية، وهذا لا يعني أننا ضد القيم الفنية أو الجمالية، فهي أساس لا يمكن تجاهله، لكن الذي نريده هو أن تكون الدماء التي تسري في شرايين الأولون الأدبية الإعلامية، دماءً زكية إسلامية، خالية من السموم والميكروبات، وإلا كان الأمر وخيم العاقبة.

وبعد…

لقد مرَّ تاريخ أدب الأطفال بمراحل كثيرة، وتقلب بين أحضان الوثنيات والخرافات والأساطير القديمة، وواكب أحداث التاريخ الكبرى بوقائعها المثيرة، وشخصياتها المؤثرة، وتأثر بالتراث العالمي شرقاً وغرباً، كما كان وعاء للكثير من العقائد والأفكار والسلوكيات الوافدة من هنا وهناك من قدامى الفرس والهنود والرومان والإغريق والفراعنة وغيرهم، لكن انبلاج فجر الإسلام كان حدثاً كونياً هائلاً بكل ما تحمله هذه الكلمة من معاني واسعة شاملة.

لقد أرسى الإسلام القواعد والأصول لكل مناحي الحياة فكراً وسلوكاً وفناً. وتوالت عصور الإسلام الزاهرة، وهي تضع في حسبانها حقوق الطفل في الحياة والمال والرعاية والتعليم، ولم تكن الحضارة الإسلامية لتنهض وتترسخ وتؤثر إلا على أيدي الأعلام من رجال العقيدة الذين خاضوا بحار العلم والمعرفة، وأدركوا عن يقين أهمية تربية الطفل تربية صحيحة…

الحضارة يصيغها الرجال المؤمنون الأقوياء.

وتنميها وتحرسها العقيدة الصحيحة…

ولا يمكن ـ منطقياً وتاريخياً ـ أن يعلو شأو أمة، أو تسود حضارتها إلا إذا تربى أطفالها في مناخ صحي سليم.

ألم نقل ـ بادئ ذي بدء ـ أن قضية الطفولة دائما وأبداً تكتسب أولوية مطلقة؟؟؟

الهوامش:

 (1) من أدب الأطفال. ص 239 وما قبلها ـ تأليف دكتور علي الحديدي.

شاهد أيضاً

ليلة القدر .. بين اصلاح الماضي و رسم المستقبل

أشار العالم الديني و استاذ الاخلاق الزاهد الفقيد الراحل سماحة آية الله مجتبي طهراني ، ...