الرئيسية / شخصيات اسلامية / دروس من مواقف أبي ذر (رض) – السيد محمد باقر

دروس من مواقف أبي ذر (رض) – السيد محمد باقر

03-

ب-التحدي

ما العمل لو استغلت الفئة الباطلة الإسلام ؟

ما العمل لو انحرف الحكام و الملوك عن الحق ؟

ما العمل لو استغل جهاز الحكم قدسية العلماء و المثقفين من أجل التضليل ؟

ماذا لو بدل الحكم قيم الناس و أخلاقهم ؟

ما العمل لو فرضت السلطات باطلها على الناس بالقوة ؟

لكي تعرف الموقف الصحيح الذي ينبغي أن يتخذه كل مسلم فاستمع إلى رسالة أبي ذر التي وجهها إلى حذيفة ابن اليمان

( أما بعد يا أخي فخف الله مخافة يكثر منها بكاء عينيك و حرر قلبك و سهر ليلك و انصب بدنك في طاعة ربك فحق لمن علم أن النار مثوى من سخط الله عليه أن يطول بكائه و نصبه و سهر ليله حتى يعلم أنه قد رضي الله عنه و حق لمن علم أن الجنة مثوى من رضي الله عنه أن يستقبل الحق كي يفوز بها ، و يستصغر في ذات الله الخروج من أهله و ماله ، و قيام ليله و صيام نهاره و جهاد الظالمين الملحدين بيده و لسانه حتى يعلم أن الله أوجبها له ، و ليس بعالم ذلك دون لقاء ربه ، و كذلك ينبغي لكل من رغ في جوار الله ، و مرافقة أنبيائه أن يكون .

يا أخي : أنت ممن أستريح إلى الضريح إليه ببثي و حزني ، و إليه تظاهر الظالمين عليّ ، إني رأيت الجور يعمل به بعيني و سمعته يقال فرددته فحرمت العطاء ، و سيرت إلى البلاد ، و غربت عن العشيرة و الأخوان وحرم الرسول (ص) ، و أعوذ بربي العظيم أن يكون هذا مني له شكوى ، أن ركب مني ما ركب ، بل انبئتك اني قد رضيت ما أحب لي ربي ، و قضاه علي ، و أفضيت ذلك إليه ، لتدعوا الله لي و لعامة المسلمين بالروح و الفرج ، وبما هو أعم نفعاً ، و خيرٌ مغبة و عقبى و السلام ) .

أقرأت الرسالة جيداً ، اقرءها مرة ثانية . تدبر في حياتك و حياة المجتمع من حولك ، و السلطة القائمة فيها ، ثم صمم ان تعمل بوصية أبي ذر ، ذلك الثائر في سبيل الله ( من بعد الإستفتاء من المرجع الجامع للشرائط ،فالرجوع إلى المرجع تكليف المؤمنين في زمن الغيبة )

أنه لا يقول ثر في وجه الظلم و كفى ، فكم من ثائر على الحكم الجائر و هو أكثر ظلماً و عتواً ممن يثور عليه ، إن للثورة الإسلامية شروطاً بينها أبو ذر في خطبته السابقة و هي كما يلي :

1-التقوى . (مخافة الله)

2-الحرية النفسية ، و التمرد على عبودية المال و الشهوة و السلطان الجائر . (حرر قلبك)

3-العمل الجاد في سبيل الله . (و سهر ليلك و انصب بدنك في طاعة الله ) .

4- الخوف من السقوط للإندفاع إلى القمة . (فحق لمن علم ان النار موى من سخط الله عليه أن يطول بكائه و نصبه و سهر ليله حتى يعلم أنه قد رضي الله عنه ).

5-الرجاء في المستقبل لطرد روح اليأس عن النجاح. (وحق لمن علم ان الجنة مثوى من رضي الله عنه أن يستقبل الحق كي يفوز بها ) .

6- الإيثار من أجل الله ، و بيع كل شئ في سبيله . (و يستصغر في ذات الله الخروج من أهله و ماله ، و قيام ليله و صيام نهاره ) .

7-الجهاد حتى النفس الأخير : (و جهاد الظالمين و الملحدين بيده و لسانه حتى يعلم أن الله أوجبها له ، و ليس بعالم ذلك دون لقاء ربه ، و كذلك ينبغي لكل من رغب في جوار الله و مرافقة أنبيائه أن يكون ) .

شاهد أيضاً

الاكتفاء بما روي في أصحاب الكساء -عز الدين بحر العلوم

16) (صفة رَسُول اللَّه(صلى الله عليه وآله وسلم )) 21- أخْبَرَنا أَبُو القاسم بن السَّمَرْقَنْدي، ...