الرئيسية / تقاريـــر / أهداف واشنطن الخفية وراء فرض عقوبات على قادة عصائب أهل الحق

أهداف واشنطن الخفية وراء فرض عقوبات على قادة عصائب أهل الحق

الوقت – تأخذ الاحتجاجات في العراق كل يوم أبعاداً جديدة، حيث تشترك جميعها في استمرار الأزمة وتوسيع الفجوة بين التيارات المتعارضة. وفي خضم ذلك، وبعد حوالي 70 يوماً من بداية اندلاع الاحتجاجات في ميدان التحرير ببغداد في 1 أكتوبر 2019، بدأ اللاعبون الأجانب في إعلان مواقفهم بهدف تأمين مكاسبهم الشخصية. وفي واحدة من أحدث الإجراءات، أدرجت الحكومة الأمريكية أسماء أربعة شخصيات من الحشد الشعبي على قائمة العقوبات بذريعة دعمها للمتظاهرين.

وضعت وزارة الخزانة الأمريكية أسماء أربع شخصيات عراقية، من بينها “قيس الخزعلي”، و”خميس فرحان الخنجر العيساوي”، و”ليث الخزعلي” (شقيق قيس)، و”حسين فلاح اللامي”، وهم أعضاء بارزون في الحشد الشعبي العراقي في قائمة العقوبات الأمريكية. وفي غضون ذلك، فإن اسم قيس الخزعلي، قائد مجموعة “عصائب أهل الحق”، والتي تعد واحدة من أهم التيارات في الحشد الشعبي، له صدى أكثر من أي اسم آخر. على الرغم من أن حسين فلاح اللامي هو أحد القادة الأمنيين للحشد الشعبي وخميس فرحان الخنجر العيساوي (أحد رجال الأعمال الرائدين في العراق)، فإن لأمريكا أهدافاً خفية وراء فرضها لعقوبات على قائد مجموعة عصائب اهل الحق، والتي سيتم مناقشتها لاحقًا في هذا المقال.

لعب واشنطن دور المدافع عن حقوق الإنسان

يمكن الإشارة الى هدف أمريكا الخفي وراء إدراجها بعض الأعضاء الجدد في الحشد الشعبي على قائمة العقوبات بانها محاولات لإضفاء الشرعية على وجود واشنطن في العراق وتبني دور المدافع عن الشعب العراقي. كما رأينا في أعقاب فرض هذه العقوبات، قال مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط “ديفيد شينكر”: “إن أمريكا تدعم سيادة العراق واستقراره وستواصل مشاوراتها الأمنية مع المسؤولين العراقيين” وقال أيضاً “ان أمريكا تساعد الشعب العراقي في توفير ما لم تستطع الحكومة العراقية تحقيقه! وستواصل فرض عقوبات على مسؤولين آخرين”.

في الواقع، ان المسؤولين الأمريكيين يسعون إلى استغلال المواقف كما حصل قبل بضعة أيام عندما اقتحم مسلح مجهول المتظاهرين وأطلق النار على الجميع بما في ذلك قوات الأمن, ودفع الرأي العام الى تحميل الحشد الشعبي ملامة ما يحدث. ومن الواضح أن هذه محاولة سخيفة من جانب أمريكا للتدخل في الشؤون السياسية العراقية واتهام قوة شعبية دون تقديم أي وثائق تثبت صحة ادعاءاتهم. وفي الواقع، تدرك واشنطن جيدًا أن الأغلبية العظمى في المجتمع العراقي والرأي العام يعارضون استمرار وجود قواتها العسكرية في العراق، ويسعون الآن إلى إصلاح هيبتهم المفقودة من خلال لعب دور المدافع عن حقوق المحتجين.

والحقيقة هي أن أمريكا نفسها تدرك جيدًا أن قيس الخزعلي ليس لديه أي استثمارات أو رأس مال خارج العراق وأن هذه العقوبات غير فعالة من الناحية العملية. لذلك، في البداية يمكن اعتبار العقوبات على الخزعلي مجرد مناورة دعائية أمريكية للتأثير على الرأي العام العراقي، وهو أمر من المستبعد أن يكون له أي تأثير أو فعالية على الرأي العام.

لماذا قيس الخزعلي والحشد الشعبي؟

بالإضافة إلى هدف واشنطن الدعائي لاستعادة هيبتها المفقودة في العراق، هناك سؤال مهم آخر هو لماذا في خضم الاحتجاجات الأخيرة استهدف رجال الدولة الأمريكية شخصية مثل قيس الخزعلي وحركة مثل الحشد الشعبي؟ من الضروري أن نلاحظ في البداية أنه ومنذ احتلال أمريكا للعراق في عام 2003، كان قيس الخزعلي واحداً من أهم الشخصيات السياسية التي تعارض استمرار وجود هذه الدولة في العراق. وكان الخزعلي غير موافق على إلقاء سلاحه ضد الاحتلال الأمريكي حتى بعد حل قوات جيش المهدي على يد مقتدى الصدر في عام 2007 بعد سنوات من الكفاح المسلح ضد أمريكا، وكان قيس الخزعلي بلا شك واحداً من أبرز الشخصيات السياسية في الحشد الشعبي التي كانت حاضرة في القتال ضد داعش بعد عام 2014، وبعد حصوله على ثلاثة عشر مقعدًا في ائتلاف فتح في البرلمان أصبح يعتبر من أعمدة هيكل الحكم العراقي.

بالإضافة إلى ذلك، ان أمريكا وبصفتها المبدع الرئيس لداعش في العراق والمنطقة، تعتزم بطريقة ما الانتقام من الحشد الشعبي لدوره الذي لا يمكن إنكاره في تدمير خلافة هذه المجموعة الإرهابية. يعلم المسؤولون الأمريكيون أن قوات الحشد الشعبي مناهضة للغطرسة بطبيعتها، وتعارض وجود الكيان الصهيوني تمثيله لدور أمريكا في العراق وتدرك قدرة الحشد على التشكل في المستقبل، لذلك فان أمريكا تعتزم الاستفادة من الوضع الراهن لإضعاف هذه المجموعة على الساحة السياسية العراقية بشتى الوسائل. ويجب ألا ننسى أيضًا ردة فعل الصهاينة بعدما أصبحوا على دراية بالأخبار الصادمة في ديسمبر عام 2017 بان الخزعلي قائد قوات عصائب أهل الحق قام بزيارة لحدود الجولان السورية, أقصى شمال مدينة “المطلة” الإسرائيلية بالقرب من بوابة فاطمة، لذلك ، ونظرًا لأن الشيخ الخزعلي هو أحد أهم الشخصيات الرئيسة في حركة المقاومة العراقية، فقد رأت أمريكا أن الفرصة الحالية مواتية لحبك مؤامرة ضده وضد مجموعة عصائب أهل الحق.

الوقت – تأخذ الاحتجاجات في العراق كل يوم أبعاداً جديدة، حيث تشترك جميعها في استمرار الأزمة وتوسيع الفجوة بين التيارات المتعارضة. وفي خضم ذلك، وبعد حوالي 70 يوماً من بداية اندلاع الاحتجاجات في ميدان التحرير ببغداد في 1 أكتوبر 2019، بدأ اللاعبون الأجانب في إعلان مواقفهم بهدف تأمين مكاسبهم الشخصية. وفي واحدة من أحدث الإجراءات، أدرجت الحكومة الأمريكية أسماء أربعة شخصيات من الحشد الشعبي على قائمة العقوبات بذريعة دعمها للمتظاهرين.

وضعت وزارة الخزانة الأمريكية أسماء أربع شخصيات عراقية، من بينها “قيس الخزعلي”، و”خميس فرحان الخنجر العيساوي”، و”ليث الخزعلي” (شقيق قيس)، و”حسين فلاح اللامي”، وهم أعضاء بارزون في الحشد الشعبي العراقي في قائمة العقوبات الأمريكية. وفي غضون ذلك، فإن اسم قيس الخزعلي، قائد مجموعة “عصائب أهل الحق”، والتي تعد واحدة من أهم التيارات في الحشد الشعبي، له صدى أكثر من أي اسم آخر. على الرغم من أن حسين فلاح اللامي هو أحد القادة الأمنيين للحشد الشعبي وخميس فرحان الخنجر العيساوي (أحد رجال الأعمال الرائدين في العراق)، فإن لأمريكا أهدافاً خفية وراء فرضها لعقوبات على قائد مجموعة عصائب اهل الحق، والتي سيتم مناقشتها لاحقًا في هذا المقال.

لعب واشنطن دور المدافع عن حقوق الإنسان

يمكن الإشارة الى هدف أمريكا الخفي وراء إدراجها بعض الأعضاء الجدد في الحشد الشعبي على قائمة العقوبات بانها محاولات لإضفاء الشرعية على وجود واشنطن في العراق وتبني دور المدافع عن الشعب العراقي. كما رأينا في أعقاب فرض هذه العقوبات، قال مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط “ديفيد شينكر”: “إن أمريكا تدعم سيادة العراق واستقراره وستواصل مشاوراتها الأمنية مع المسؤولين العراقيين” وقال أيضاً “ان أمريكا تساعد الشعب العراقي في توفير ما لم تستطع الحكومة العراقية تحقيقه! وستواصل فرض عقوبات على مسؤولين آخرين”.

في الواقع، ان المسؤولين الأمريكيين يسعون إلى استغلال المواقف كما حصل قبل بضعة أيام عندما اقتحم مسلح مجهول المتظاهرين وأطلق النار على الجميع بما في ذلك قوات الأمن, ودفع الرأي العام الى تحميل الحشد الشعبي ملامة ما يحدث. ومن الواضح أن هذه محاولة سخيفة من جانب أمريكا للتدخل في الشؤون السياسية العراقية واتهام قوة شعبية دون تقديم أي وثائق تثبت صحة ادعاءاتهم. وفي الواقع، تدرك واشنطن جيدًا أن الأغلبية العظمى في المجتمع العراقي والرأي العام يعارضون استمرار وجود قواتها العسكرية في العراق، ويسعون الآن إلى إصلاح هيبتهم المفقودة من خلال لعب دور المدافع عن حقوق المحتجين.

والحقيقة هي أن أمريكا نفسها تدرك جيدًا أن قيس الخزعلي ليس لديه أي استثمارات أو رأس مال خارج العراق وأن هذه العقوبات غير فعالة من الناحية العملية. لذلك، في البداية يمكن اعتبار العقوبات على الخزعلي مجرد مناورة دعائية أمريكية للتأثير على الرأي العام العراقي، وهو أمر من المستبعد أن يكون له أي تأثير أو فعالية على الرأي العام.

لماذا قيس الخزعلي والحشد الشعبي؟

بالإضافة إلى هدف واشنطن الدعائي لاستعادة هيبتها المفقودة في العراق، هناك سؤال مهم آخر هو لماذا في خضم الاحتجاجات الأخيرة استهدف رجال الدولة الأمريكية شخصية مثل قيس الخزعلي وحركة مثل الحشد الشعبي؟ من الضروري أن نلاحظ في البداية أنه ومنذ احتلال أمريكا للعراق في عام 2003، كان قيس الخزعلي واحداً من أهم الشخصيات السياسية التي تعارض استمرار وجود هذه الدولة في العراق. وكان الخزعلي غير موافق على إلقاء سلاحه ضد الاحتلال الأمريكي حتى بعد حل قوات جيش المهدي على يد مقتدى الصدر في عام 2007 بعد سنوات من الكفاح المسلح ضد أمريكا، وكان قيس الخزعلي بلا شك واحداً من أبرز الشخصيات السياسية في الحشد الشعبي التي كانت حاضرة في القتال ضد داعش بعد عام 2014، وبعد حصوله على ثلاثة عشر مقعدًا في ائتلاف فتح في البرلمان أصبح يعتبر من أعمدة هيكل الحكم العراقي.

بالإضافة إلى ذلك، ان أمريكا وبصفتها المبدع الرئيس لداعش في العراق والمنطقة، تعتزم بطريقة ما الانتقام من الحشد الشعبي لدوره الذي لا يمكن إنكاره في تدمير خلافة هذه المجموعة الإرهابية. يعلم المسؤولون الأمريكيون أن قوات الحشد الشعبي مناهضة للغطرسة بطبيعتها، وتعارض وجود الكيان الصهيوني تمثيله لدور أمريكا في العراق وتدرك قدرة الحشد على التشكل في المستقبل، لذلك فان أمريكا تعتزم الاستفادة من الوضع الراهن لإضعاف هذه المجموعة على الساحة السياسية العراقية بشتى الوسائل.

ويجب ألا ننسى أيضًا ردة فعل الصهاينة بعدما أصبحوا على دراية بالأخبار الصادمة في ديسمبر عام 2017 بان الخزعلي قائد قوات عصائب أهل الحق قام بزيارة لحدود الجولان السورية, أقصى شمال مدينة “المطلة” الإسرائيلية بالقرب من بوابة فاطمة، لذلك ، ونظرًا لأن الشيخ الخزعلي هو أحد أهم الشخصيات الرئيسة في حركة المقاومة العراقية، فقد رأت أمريكا أن الفرصة الحالية مواتية لحبك مؤامرة ضده وضد مجموعة عصائب أهل الحق.

 

 

شاهد أيضاً

ميزان الحكمة أخلاقي، عقائدي، اجتماعي سياسي، اقتصادي، أدبي – محمد الري شهري

المصلين (1). وقد عرف حقها من طرقها (2) وأكرم بها من المؤمنين الذين لا يشغلهم ...