أثارت مقال كتبه وزير الخارجية هوشيار زيباري ونشره على صفحات “واشنطن بوست” و”بلومبيرج نيوز سيرفس” انتقادات واسعة بين الأوساط الإعلامية والسياسية والمواطنين كونه تكلم بنفس عنصري بامتياز في مقاله .
وكان وزير الخارجية هوشيار زيباري قد كتب في مقاله ان الاكراد هم الشريك الثابت الذي لا يتغير بالنسبة للولايات المتحدة في المنطقة التي لا يوجد فيها إلا القليل من الدول التي تلتزم بمثل هذه المبادئ .
ولم يتحدث زيباري في مقال له على صفحات “واشنطن بوست” و”بلومبيرج نيوز سيرفس” باعتباره الممثل الاعلى لدولة العراق على الصعيد الخارجي ، بل باعتباره “كرديا” في الدرجة الاولى .
وسوّق زيباري ذاته بالقول “لقد كرّستُ حياتي كلها للنضال من أجل تحقيق السلام والديمقراطية عندما كنت عضواً في (البيشمركة) أناضل وأقاتل ضد “نظام صدام حسين” في بداية الأمر ، ثم كدبلوماسي يحرص على إبراز دور العراق كشريك فعال يساهم في تحقيق السلام العالمي .
ويُتهم زيباري بأنه استغل منصبه في الخارجية لتسويق فكرة “استقلال اقليم كردستان” بين دول العالم لكسب تعاطفها.
وحرص زيباري في مقاله على ابداء التعاطف مع الولايات المتحدة الامريكية متحدثا عن ان العملية الإجرامية الفظيعة الأخيرة عندما قام “تنظيم داعش” بقطع رأس الصحافي الأميركي جيمس فولي، وهو العمل الذي يذكرنا بإعدام “تنظيم القاعدة” للمحقق الصحفي دانييل بيرل . وقد وجد الأميركيون أنفسهم مرة أخرى هدفاً للإرهاب الذي لا يعترف بالضوابط الأخلاقية ولا بحدود الدول .
كما حرص زيباري على شكر حكومة الولايات المتحدة على دعمها الحرب ضد الارهاب ، فيقول “كانت الولايات المتحدة هي الدولة الأولى التي استجابت لهذا التحدي بتقديم المساعدات الإنسانية والعسكرية لنا، لتستحق بذلك الشكر والعرفان من العراقيين جميعاً مرة أخرى. وبالإنابة عن كل العراقيين، يطيب لي أن أتقدم بالشكر للشعب الأميركي والبيت الأبيض لما قدموه لنا من تضحيات بالدماء والأموال منذ عام 2003”.
وهذه التصريحات زادت من استياء النخب الإعلامية والسياسية العراقية التي وجدت في الولايات المتحدة وعملياتها في العراق ما سبب دمارا للعراق والعراقيين باعتراف جنود أمريكيين أنفسهم عندما تمت محاكمتهم بسبب جرائم ارتكبوها في العراق ضد مدنيين عزل .
وذكّر زيباري في مقاله بالعلاقة الخاصة بين اقليم كردستان ، مشيرا الى ان الأكراد نجحوا في اغتنام الفرصة من أجل إقامة منطقة تنعم بالأمن والديمقراطية والتعددية ويمكنها أن تحمي الأقليات. وفي عام 2003، حاربوا إلى جانب الأميركيين لإلحاق الهزيمة بصدام حسين”.
وأبدى زيباري خلال المقال خشيته من انتقال الارهاب الى الولايات المتحدة والغرب ، مؤكدا على انه “مع انضمام ألوف (الجهاديين) إلى تنظيم (الدولة الإسلامية) الذين تدفقوا من الدول الغربية وهم يحملون جوازات سفر رسمية صادرة عنها، أصبح يسود الخوف من أن يعود هؤلاء المتطرفون الميّالون للعنف إلى أوطانهم من دون الحاجة إلى تأشيرات دخول ليقترفوا هناك جرائم مماثلة.
وهذا ما يجعل من الأهمية بمكان بالنسبة للعراقيين وجيرانهم وحلفائهم التصدي بسرعة وفعالية لهذا الخطر الداهم”.
وتميّزت السياسة الخارجية بقيادة هوشيار زيباري بمجاملة الدول الداعمة للإرهاب ومداراة العلاقات معها و مُصَانَعَتها على رغم مواقفها العدائية المتطرفة تجاه العراق.
ويجمع محللون سياسيون ومواطنون عراقيون على ان اداء زيباري لم يكن بمستوى التحدي الارهابي الذي يواجه العراق .