الرئيسية / صوتي ومرئي متنوع / وصايا الرسول لزوج البتول – السيد على الحُسيني الصدر

وصايا الرسول لزوج البتول – السيد على الحُسيني الصدر

  يا علي ، ثلاثةٌ إن أنصفتَهم ظلمُوك (96) ، السفلةُ (97) وأهلُك وخادمُك ، وثلاثةٌ لا ينتصفونَ من ثلاثة (98) ، حرٌّ من عَبد ، وعالمٌ من جاهل ، وقويٌّ من ضَعيف (99).
    يا علي سبعةٌ من كنّ فيه فقد استكملَ حقيقةَ الإيمان وأبوابَ الجنّة مفتّحةٌ له ، من أَسَبغَ وضوءَه (100) ،

    (96) ليس معنى هذا الدعوة إلى عدم الإنصاف .. بل المستفاد منه بيان الحقيقة والواقع من روحيات مثل الأهل والخادم والسفلة بأنّهم حتّى إن أنصفتهم ولم تظلمهم ظلموك ولم ينصفوك.

 
    ويشهد له أنّ في نسخة من البحار ، « وإن أنصفتهم ظلموك ».
    (97) السِفلة بكسر السين وسكون الفاء أو فتحه هو الساقط من الناس كما ذكره في المجمع (1) ، ثمّ نقل عن الفقيه أنّه جاءت الأخبار في السفلة على وجوه منها ، أنّ السفلة هو الذي لا يبالي بما قال ولا ما قيل له ، ومنها ، أنّه هو من يضرب بالطنبور ، ومنها ، أنّه هو من لم يسره الإحسان ولم تسؤه الإسائة ، ومنها ، أنّه هو من ادّعى الإمامة بغير حقّ.
    (98) الإنتصاف هو أخذ الحقّ كاملا يقال ، إنتصفت منه وتنصّفت ، أخذت حقّي كَمَلا (2).
    (99) أي أنّ هذه الأصناف ينبغي أن لا ينتصف منهم ولا يقابلوا بما اجترموا بل يُعفى عنهم لعدم التكافؤ.
    (100) إسباغ الوضوء ، إتمامه وإكماله ، فيأتي بالوضوء التامّ الكامل .. وفسّره 1 ـ مجمع البحرين ، مادّة سفل ، ص 478.
2 ـ المحيط في اللغة ، ج 8 ، ص 157.
(39)
وأحسنَ صلاته (101) ، وأدّى زكاةَ مالِه ، وكفَّ غضبَه (102) ،

في المجمع (1) بقوله ، إتمامه على ما فرض الله تعالى ، وإكماله على ما سَنَّهُ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ومنه أسبغوا الوضوء بفتح الهمزة أي أبلغوه مواضعه وأوفوا كلّ عضوحقَّه.
    (101) برعاية واجباتها ومندوباتها والإخلاص بها وحضور القلب عندها والخشوع فيها كما في الصلاة الجامعة التي صلاّها الإمام الصادق ( عليه السلام ) التي وردت في صحيحة حمّاد البيانية (2) فلاحظها فانّها ممّا ينبغي ملاحظتها والتدبّر فيها.
    (102) كفّ الغضب ، منعه ، والغضب مفتاح كلّ شرّ ومفسد للإيمان .. فيكون تركه موجباً لإستكمال حقيقة الإيمان فيمنع غضبه ويسكن فورته بمثل العفو عن المسيء وتبديل الحال.
    ففي حديث حبيب السجستاني ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال ، « مكتوب في التوراة فيما ناجى الله عزّوجلّ به موسى ( عليه السلام ) ، يا موسى أمسك غضبك عمّن ملّكتُك عليه أكفُّ عنك غضبي ».
    وفي حديث ميسر قال ، ذُكر الغضب عند أبي جعفر ( عليه السلام ) فقال ، « إنّ الرّجل ليغضب فما يرضى أبداً حتّى يدخل النار ، فأيّما رجل غضب على قوم وهو قائم فليجلس من فوره ذلك ، فإنّه سيذهب عنه رجز الشيطان ، وأيّما رجل غضب على ذي رحم فليَدْنُ منه فليمسّه ، فانَّ الرَّحم إذا مُسَّت سكنت » (3). 1 ـ مجمع البحرين ، مادّة سبغ ، ص 397.
2 ـ وسائل الشيعة ، ج 4 ، ص 673 ، ب 1 ، ح 1.
3 ـ اُصول الكافي ، ج 7 ، ص 303 ، باب الغضب ، الأحاديث 2 و 7.

    وسَجَنَ لسانَه (103) ، واستغفَر لذنبِه (104) ،

    (103) أي سجن لسانه وحفظه عن الباطل وعمّا لا يعنيه وعن الكذب والغيبة والنميمة والفحش ، فإنّ اللسان قد يكون مفتاحاً للشرّ ووسيلةً لسفك الدم أو نهب المال أو هتك العرض ، فيلزم على الإنسان أن يختم لسانه بختم الحفاظ كي يحفظ إيمانه .
    ولذلك ورد في الحديث ، « أنّه جاء رجل إلى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقال ، يا رسول الله أوصني ، فقال ، إحفظ لسانك ، قال ، يا رسول الله أوصني ، قال ، احفظ لسانك ، قال ، يا رسول الله أوصني ، قال ، إحفظ لسانك ، ويحك وهل يكبُّ الناس على مناخرهم في النار إلاّ حصائد ألسنتهم » (1).
    (104) بأن يستغفر لساناً ويندم قلباً ويتدارك ما كان يلزم فيه التدارك عملا .. والله هو الغفور الرحيم يستر عليه ذنبه ، ويمحو سيّئته ، وتُرفع صحيفة عمله بيضاء نقيّة ، فانّ الإستغفار من الحسنات التي تذهب بالسيّئات عن المؤمن.
    ويحسن ملاحظة صيغ الإستغفار الواردة في الأحاديث الشريفة ومنها :
    1 ـ « أستغفر الله الذي لا إله إلاّ هو عالم الغيب والشهادة العزيز الحكيم الغفور الرحيم ذو الجلال والإكرام وأتوب إليه ».
    2 ـ « أستغفر الله الذي لا إله إلاّ هو الحيّ القيّوم » ثلاث مرّات.

 
    3 ـ « أستغفر الله الذي لا إله إلاّ هو الحيّ القيّوم بديع السماوات والأرض ذا الجلال والإكرام وأسأله أن يصلّي على محمّد وآل محمّد وأن يتوب عليّ ».
    4 ـ « اللّهمّ إنّي أستغفرك ممّا تبت إليك منه ». 1 ـ اُصول الكافي ، ج 2 ، ص 115 ، باب الصمت وحفظ اللسان ، ح 14.
وأدّى النصيحَة لأهلِ بيتِ نبيِّه (105).  

شاهد أيضاً

[ يا أَيُّها الصَّدْرُ الشَّهِيدُ الْبَطَلُ ] – قصيدةٌ من ديوان السّباعيّ الذّهبيّ في الشّعر العربيّ

[ يا أَيُّها الصَّدْرُ الشَّهِيدُ الْبَطَلُ ] – قصيدةٌ من ديوان السّباعيّ الذّهبيّ في الشّعر ...