الرئيسية / بحوث اسلامية / في رحاب عيد الغير الاغر – القربات الى الله في يوم الغدير

في رحاب عيد الغير الاغر – القربات الى الله في يوم الغدير

بما أنّ هذا اليوم يومٌ أكمل الله به الدين وأتمّ النعمة على عباده، حيث رضي بمولانا أمير المؤمنين إماماً عليهم، ونصبه عَلماً للهدى، يحدو بالاُمة إلى سنن السعادة وصراط حقّ مستقيم، ويقيهم عن مساقط الهلكة ومهاوي الضلال، فلن تجد بعد يوم المبعث النبوي يوماً قد أُسبغت فيه النعم ظاهرةً وباطنةً، وشملت الرحمة الواسعة، أعظم من هذا اليوم الذي هو فرع ذلك الاساس المقدّس ومسدِّد تلك الدعوة القدسية.
كان من واجب كلّ فرد من أفراد الملا الديني القيام بشكر تلكم
الصفحة 94
النعم بأنواع من مظاهر الشكر، والتزلّف إليه سبحانه بما يتسنّى له من القرَب من صَلاة وصوم وبرّ وصلة رحم وإطعام واحتفال باليوم بما يناسب الوقت والمجتمع، وفي المأثور من ذلك أشياء، منها: الصوم.
حديث صوم يوم الغدير
أخرج الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي المتوفّى 463، في تاريخه 8: 290، عن عبد الله بن علي بن محمد بن بشران، عن الحافظ علي بن عمر الدارقطني، عن أبي نصر حبشون الخلال، عن علي بن سعيد الرملي، عن ضمرة بن ربيعة، عن عبد الله بن شوذب، عن مطر الوراق، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة قال: قال: من صام يوم ثمان عشر من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهراً، وهو يوم غدير خم، لمّا أخذ النبي (صلى الله عليه وسلم) بيد عليّ بن أبي طالب فقال: «ألست ولي المؤمنين؟» قالوا: بلى يا رسول الله، قال: «من كنت مولاه فعليّ مولاه»، فقال عمر بن الخطاب: بَخ بَخ لك يا بن أبي طالب، أصبحت مولاي ومولى كلّ مسلم، فأنزل الله: (اليوم أكملت لكم دينكم) ومن صام يوم سبعة وعشرين من رجب كتب له صيام ستين شهراً، وهو أول يوم نزل جبريل (عليه السلام) على محمد (صلى الله عليه وسلم)بالرسالة.
الصفحة 95
ورواه بطريق آخر عن علي بن سعيد الرملي.
وأخرج العاصمي في زين الفتى قال: أخبرنا محمد بن أبي زكريا، أخبرنا أبو إسماعيل بن محمد الفقيه، أخبرنا أبو محمد يحيى ابن محمد العلوي الحسيني، أخبرنا إبراهيم بن محمد العامي، أخبرنا حبشون بن موسى البغدادي، حدّثنا علي بن سعيد الشامي، حدّثنا ضمرة، عن ابن شوذب… إلى آخر السند والمتن المذكورين، من دون ذكر صوم المبعث.
وأخرجه ابن المغازلي الشافعي في مناقبه، عن أبي بكر أحمد بن محمد بن طاوان، قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن الحسين بن السماك، حدثني أبو محمد جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، حدّثني علي بن سعيد الرملي… إلى آخر السند والمتن(1) .
ورواه سبط ابن الجوزي في تذكرته: 18(2) ، والخطيب الخوارزمي في مناقبه: 94(3) ـ من طريق الحافظ البيهقي، عن الحافظ الحاكم النيسابوري ابن البيّع صاحب المستدرك، عن أبي يعلى الزبيري، عن أبي جعفر أحمد بن عبد الله البزاز، عن علي بن سعيد الرملي… إلى آخره ـ وشيخ الاسلام الحمويني في فرائد
____________
(1) مناقب علي بن أبي طالب: 18-19 ح 24، ط المكتبة الاسلامية.
(2) تذكرة الخواص: 30، ط المطبعة الحيدرية.
(3) المناقب: 156 ح 184.
الصفحة 96
السمطين في الباب الثالث عشر، من طريق الحافظ البيهقي(1)-(2) .
____________
(1) فرائد السمطين 1: 77 ب 3 ح 44، ط مؤسسة المحمودي. و 64، ط دار الاضواء.
(2) وأخرج حديث صوم يوم الغدير، غير من ذكرهم العلامة الاميني:
1 ـ ابن عساكر، في تاريخ مدينة دمشق، بأربعة أسانيد تنتهي إلى أبي هريرة، كما في ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق.
2: 75 ح577: أخبرنا أبو الحسن بن القيس، عن بدر بن عبد الله، عن أبي بكر الخطيب، عن عبد الله بن علي بن محمد بن بشران، عن علي بن عمر الحافظ، عن أبي نصر حبشون، عن علي بن سعيد، عن ضمرة، عن ابن شوذب، عن مطر، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة.
2: 16 ح578: أخبرنيه الازهري، عن محمد بن عبد الله، عن أحمد بن عبد الله النيّري، عن علي بن سعيد الشامي، عن ضمرة، عن ابن شوذب، عن مطر، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة.
2: 76 ح579: أخبرناه عالياً أبو بكر بن المرزقي، عن الحسين بن المهتدي، عن عمر بن أحمد، عن أحمد بن عبد الله، عن علي بن شعيب الرقي، عن ضمرة، عن ابن شوذب، عن مطر، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة.
2: 77 ح580: وأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، عن أبي الحسين ابن النقور، عن محمد بن عبد الله الدقاق، عن أحمد بن عبد الله المعروف بابن النيّري، املاءاً لثلاث بقين من جمادى الاخرة سنة ثمان عشرة وثلاثمائة، أنبأنا علي بن سعيد الشامي، عن ضمرة، عن ابن شوذب، عن مطر الوراق، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة.
2 ـ العلامة يحيى بن الموفق الشجري، المتوفى سنة 499 هـ، في كتابه الامالي 1: 42.
قال: حدّثنا القاضي أبو القاسم علي بن الحسن علي التنوخي املاءاً، قال: حدّثنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان الواعظ، قال: حدّثنا أحمد بن عبد الله بن سالم، قال: حدّثنا عليّ بن سعد الرقي.
(ح) قال: وحدّثنا أبو الحسن عليّ بن عبد الله بن محمد بن عبيد الزجاج الشاهد النبيل، قال: حدّثنا أبو نصر حيشون بن موسى بن أيوب الحلال، قال: حدّثنا علي بن سعيد الشافي، قال: حدّثنا ضمرة بن ربيعة، عن ابن شوذب، عن مطر، عن شهر ـ يعني ابن حوشب ـ عن أبي هريرة.
وقال في ص146:
حدّثنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي املاءاً، قال: حدّثنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان الوعظ، قال: حدّثنا أحمد بن عبد الله بن سالم، قال: حدّثنا علي بن سعيد الرقي.
(ح) قال السيد: وحدّثناه القاضي أبو القاسم، قال: وحدّثنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن محمد بن عبيد الزجاج الشاهد النبيل، قال: حدّثنا أبو نصر حبشون بن أيوب الحلال، قال: حدّثنا علي بن سعيد الشامي، قال: حدّثنا ضمرة بن ربيعة، عن ابن شوذب، عن مطر، عن شهر ـ يعني ابن حوشب ـ عن أبي هريرة.
3 ـ محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، المتوفى سنة 748 هـ:
أخرجه في رسالته طرق حديث من كنت مولاه فعليّ مولاه، رقم 86، عن حبشون بن موسى الخلال وأحمد بن عبد الله النيري، عن علي بن سعيد الرملي، عن ضمرة بن ربيعة، عن ابن شوذب، عن مطر الوراق، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة.
4 ـ علي بن شهاب الدين الهمداني، المتوفى سنة 786 هـ، أخرجه في كتابه مودة القربى، كما عنه في العبقات 7: 107.
الصفحة 97
رجال سند الحديث
1 ـ أبو هريرة:
أجمع الجمهور على عدالته وثقته، فلا نحتاج إلى بسط المقال فيه.
الصفحة 98
2 ـ شهر بن حوشب الاشعري:
عدّه الحافظ أبو نعيم من الاولياء، وأفرد له ترجمة ضافية في حليته 6: 59 – 67.
وحكى الذهبي في ميزانه ثناء البخاري عليه، وذكر عن أحمد ابن عبد الله العجلي، ويحيى، وابن شيبة، وأحمد، والنسوي ثقته(1) .
وترجمه الحافظ ابن عساكر في تاريخه 6: 343 وقال سُئل عنه الامام أحمد فقال: ما أحسن حديثه ووثّقه وأثنى عليه، وقال مرّة: ليس به بأس، وقال العجلي: هو شامي تابعي ثقة، ووثقه يحيى بن معين، وقال يعقوب بن شيبة: هو ثقةٌ على أنّ بعضهم طعن فيه(2) .
وترجمه ابن حجر في تهذيب التهذيب 4: 370، وحكى عن أحمد ثقته وحسن حديثه والثناء عليه، وعن البخاري حسن حديثه وقوّة أمره، وعن ابن معين ثقته وثبته، وعن العجلي ويعقوب والنسوي ثقته، وعن أبي جعفر الطبري أنه كان فقيهاً قارئاً عالماً. وهناك من ضعّفه، فهو كما قال أبو الحسن القطّان: لم
____________
(1) ميزان الاعتدال 2: 283 رقم 3756.
(2) تهذيب تاريخ ابن عساكر 6: 343-344.
الصفحة 99
يسمع له حجّة(1) .
وقد أخرج الحديث عنه البخاري ومسلم والائمة الاربعة الاخرون أرباب الصحاح: الترمذي، أبو داود، النسائي، ابن ماجة.
3 ـ مطر بن طهمان الورّاق أبو رجاء الخراساني، مولى علي، سكن البصرة وأدرك أنساً:
عدّه الحافظ أبو نعيم من الاولياء، وأفرد له ترجمة في حليته 3: 75، وروى عن أبي عيسى أنه قال: ما رأيت مثل مطر في فقهه وزهده.
وترجمه ابن حجر في تهذيبه 10: 167، ونقل قول أبي نعيم المذكور، وذكر ابن حبّان له في الثقات، وعن العجلي صدقه ونفي البأس عنه، وعن البزّاز: ليس به بأس رأى أنساً ولا نعلم أحداً يترك حديثه، مات 125، وقيل: 129، وقيل: قتله المنصور قرب 140(2) .
أخرج عنه الحديث البخاري، ومسلم وبقية الائمّة الستّة
____________
(1) تهذيب التهذيب 4: 324.
(2) تهذيب التهذيب 10: 152.
وراجع الثقات لابن حبان 5: 435، وتاريخ الثقات للعجلي: 430 رقم 1584.

شاهد أيضاً

في رحاب عيد الغير الاغر – شعراء الغدير في القرن التاسع

الحافظ البرسي الحلي هو الشمس؟ أم نور الضريح يلوح؟ * هو المسك؟ أم طيب الوصي ...