الرئيسية / بحوث اسلامية / في رحاب عيد الغير الاغر – شعراء الغدير في القرن التاسع

في رحاب عيد الغير الاغر – شعراء الغدير في القرن التاسع

ابن داغر الحلي    – حيا الإله كتيبة مرتادها * يطوى له سهل الفلا ووهادها

قصدت أمير المؤمنين بقبة * يبنى على هام السماك عمادها
وفدت على خير الأنام بحضرة * عند الإله مكرم وفادها
فيها الفتى وابن الفتى وأخو الفتى * أهل الفتوة ربها مقتادها
فله الفخار قديمه وحديثه * والفاضلات طريفها وتلادها (1)
مولى البرية بعد فقد نبيها * وإمامها وهمامها وجوادها
وإذا القروم تصادمت في معرك * والخيل قد نسج القتام طرادها
وترى القبائل عند مختلف القنا * منه يحذر جمعها آحادها
والشوس تعثر في المجال وتحتها * جرد تجذ إلى القتال جيادها (2)
فكأن منتشر الرعال لدى الوغا * زجل تنشر في البلاد جرادها
ورماحهم قد شظيت عيدانها (3) * وسيوفهم قد كسرت أغمادها
والشهب تغمد في الرؤس نصولها * والسمر تصعد في النفوس صعادها (4)
فترى هناك أخا النبي محمد * وعليه من جهد البلاء جلادها
مترديا عند اللقا بحسامه * متصديا لكماتها يصطادها
____________
(1) الطريف: المكتسب حديثا. التلاد والتليد: ما كان من قديم.
(2) الشوس ج أشوس: الشديد الجرئ في القتال. تعثر يقال: عثر الرجل عثورا إذا هجم لمى أمر لهم يهجم عليه غيره. المجال: محل الجولان أي الميدان. جرد جمع الأجرد: السباق من الخيل.
يجذ من جذ في سيره: أسرع: الجياد ج الجواد: السريع من الفرس.
(3) شطنى تشظية: فرق، تشظى العود: تطاير شظايا: عيدان وأعود وأعواد ج العود:
الخشب.
(4) الشهب ج الشهاب: السنان. سمى به لما فيه من بريق. نصول ج النصل: حديدة الرمح والسهم. السمر: الرمح. صعاد ج الصعدة: القناة المستوية.
الصفحة 23
عضد النبي الهاشمي بسيفه * حتى تقطع في الوغا أعضادها
وأخاه دونهم وسد دوينه * أبوابهم فتاحها سدادها
وحباه في (يوم الغدير) ولاية * عام الوداع وكلهم أشهادها
فغدا به (يوم الغدير) مفضلا * بركاته ما تنتهي أعدادها
قبلت وصية أحمد وبصدرها * تخفى لآل محمد أحقادها
حتى إذا مات النبي فأظهرت * أضغانها في ظلمها أجنادها
منعوا خلافة ربها ووليها * ببصائر عميت وضل رشادها
واعصوصبوا في منع فاطم حقها * فقضت وقد شاب الحياة نكادها (1)
وتوفيت غصصا وبعد وفاتها * قتل الحسين وذبحت أولادها
وغدا يسب على المنابر بعلها * في أمة ضلت وطال فسادها
ولقد وقفت على مقالة حاذق * في السالفين فراق لي إنشادها
[ أعلى المنابر تعلنون بسبه * وبسيفه نصبت لكم أعوادها ] (2)
يا آل بيت محمد يا سادة * ساد البرية فضلها وسدادها!
أنتم مصابيح الظلام وأنتم * خير الأنام وأنتم أمجادها
فضلاءها علماءها حلماءها * حكماءها عبادها زهادها
أما العباد فأنتم ساداتها * أما الحروب فأنتم آسادها
تلك المساعي للبرية أوضحت * نهج الهدى ومشت به عبادها
وإليكم من شاردات (مغامس) * بكرا يقر بفضلها حسادها
كملت بوزن كمالكم وتزينت * بمحاسن من حسنكم تزدادها
ناديتها صوتا فمذ أسمعتها * لبت ولم يصلد علي زنادها
نفقت لدي لأنها في مدحكم * فلذاك لا يخشى علي كسادها
رحم الإله ممدها أقلامه * ورجاؤه أن لا يخيب مدادها
____________
(1) اعصو صبوا: اجتمعوا وصاروا عصائب. شاب: خلط وغش. النكاد: الكدر.
(2) هذا البيت من قصيدة لأبي محمد عبد الله بن محمد بن سنان الخفاجي الحلبي رحمه الله المتوفى 466.
الصفحة 24
فتشفعوا لكبائر أسلفتها * قلقت لها نفسي وقل رقادها
جرما لو أن الراسيات حملنه * دكت وذاب صخورها وصلادها
هيهات تمنع عن شفاعة جدكم * نفس وحب أبي تراب زادها
صلى الإله عليكم ما أرعدت * سحب وأسبل ممطرا أرعادها
وله قوله من قصيدة تناهز الاثنين والتسعين بيتا:
كيف السلامة والخطوب تنوب * ومصائب الدنيا الغرور تصوب؟
إن البقاء على اختلاف طبائع * ورجاء أن ينجو الفتى لعصيب
العيش أهونه وما هو كائن * حتم وما هو واصل فقريب
والدهر أطوار وليس لأهله * إن فكروا في جالتيه نصيب
ليس اللبيب من استغر بعيشه * إن المفكر في الأمور لبيب
يا غافلا! والموت ليس بغافل * عش ما تشاء فإنك المطلوب
أبديت لهوك إذ زمانك مقبل * زاه وإذ غض الشباب رطيب
فمن النصير على الخطوب إذ أتت * وعلا على شرخ الشباب مشيب
علل الفتى من علمه مكفوفة * حتى الممات وعمره مكتوب
وتراه يكدح في المعاش ورزقه * في الكائنات مقدر محسوب
إن الليالي لا تزال مجدة * في الخلق أحداث لها وخطوب
من سر فيها ساءه من صرفها * ريب له طول الزمان مريب
عصفت بخير الخلق آل محمد * نكباء إعصار لها وهبوب (1)
أما النبي فخانه من قومه * في أقربيه مجانب وصحيب
من بعد ما ردوا عليه وصاته * حتى كأن مقاله مكذوب
ونسوا رعاية حقه في حيدر * في ” خم ” وهو وزيره المصحوب
فأقام فيهم برهة حتى قضى * في الغيظ وهو بغيظهم مغضوب
ومنها قوله في رثاء الإمام السبط عليه السلام:
بأبي الإمام المستظام بكربلا * يدعو وليس لما يقول مجيب
____________
(1) الاعصار: ريح ترتفع بالتراب. الهبوب من الرياح المثيرة للغبرة.
الصفحة 25
بأبي الوحيد وماله من راحم * يشكو الظما والماء منه قريب
بأبي الحبيب إلى النبي محمد * ومحمد عند الإله حبيب
يا كربلاء أفيك يقتل جهرة * سبط المطهر؟ إن ذا لعجيب
ما أنت إلا كربة وبلية * كل الأنام بهولها مكروب
لهفي عليه وقد هوى متعفرا * وبه أوام فادح ولغوب (1)
لهفي عليه بالطفوف مجدلا * تسفي عليه شمال وجنوب
لهفي عليه والخيول ترضه * فلهن ركض حوله وخبيب (2)
لهفي له والرأس من مميز * والشيب من دمه الشريف خضيب
لهفي عليه ودرعه مسلوبة * لهفي عليه ورحله منهوب
لهفي على حرم الحسين حواسرا * شعثا وقد ريعت لهن قلوب
حتى إذا قطع الكريم بسيفه * لم يثنه خوف ولا ترعيب
لله كم لطمت خدود عنده * جزعا وكم شقت عليه جيوب؟
ما أنس إن أنسى الزكية زينبا * تبكي له وقناعها مسلوب
تدعو وتندب والمصاب تكظها * بين الطفوف ودمعها مسكوب (3)
ءاخي بعدك لا حييت بغبطة * واغتالني حتف إلي قريب
ءاخي بعدك من يدافع جاهلا * عني ويسمع دعوتي ويجيب
حزني تذوب له الجبال وعنده * يسلو وينسى يوسفا يعقوب
(الشاعر)
الشيخ مغامس بن داغر الحلي، طفح بذكر المغامس في حب آل الله صلى الله عليهم غير واحد من المعاجم المتأخرة كالحصون المنيعة للعلامة الشيخ علي آل كاشف الغطاء، والطليعة للعلامة السماوي، والبابليات للخطيب اليعقوبي، وذكر شطرا من شعره
____________
(1) الأوام: العطش. الفادح: الصعب المثقل. اللغوب: المتعب المعيى.
(2) الخبيب من خب الفرس في عدوه: راوح بين يديه ورجليه أي قام على إحداهما مره وعلى الأخرى مرة.
(3) تكظها من كظ الأمر كظا: غم وبهظ الطفوف ج الطف. ما أشرف من الأرض.
الصفحة 26
شيخنا فخر الدين الطريحي في المنتخب، والأديب الاصبهاني في التحفة الناصرية، و تضمن غير واحد من المجاميع قريظه المتدفق بمدح أهل بيت الوحي أئمة الهدى و رثائهم صلوات الله عليهم حتى جمع منها الشيخ السماوي ديوانا باسم المترجم يربو على ألف وثلثمائة وخمسين بيتا ولعل التالف منها أكثر وأكثر.
فهو من شعراء أهل البيت المكثرين المتفانين في حبهم وولائهم غير أن الدهر أنسى ذكره الخالد، ولعل هذا الانقطاع عن غيرهم عليهم السلام هو الذي قطع إطراد ذكره في جملة من الموسوعات أو المعاجم لمن لا يألف إلى ودهم كما فعلوا ذلك بالنسبة إلى كثيرين من أمثال المترجم فتركوا ذكره أو أثبتوه بصورة مصغرة، وعندهم مكبرات لذكريات أناس هم دون أولئك في الفضيلة والأدب، وكم للتاريخ من جنايات في الخفض والرفع، والجر والنصب، لا تستقصى؟
كان الشيخ مغامس من إحدى القبائل العربية في ضواحي الحلة الفيحاء فهبطها للدراسة، ولم يبارحها حتى قضى بها نحبه شاعرا خطيبا، في أواسط القرن التاسع و يعرب شعره عن أنه كان له شوط في مضمار الخطابة كما كان يركض في كل حلبة من حلبات القريض قال:
فتارة أنظم الأشعار ممتدحا * وتارة أنثر الأقوال في الخطب
وكان أبوه داغر شاعرا مواليا وهو الذي علمه قرض الشعر ومرنه على ولاء العترة الطاهرة كما يأتي في قوله:
أعملت في مدحكم فكري فعلمني * نظم المديح وأوصاني بذاك أبي
فحيى الله الوالد والولد. وإليك فهرست قصائده التي وقفنا عليها في مجاميع الأدب:
عدد القصائد
المطلع
عدد الأبيات
1 –
محب الليالي في مساعيه متعب * يساق إليه حتفه وهو يدأب
93
2 –
تذكر ما أحصى الكتاب فتابا * وحاذر من مس العذاب عقابا
92
3 –
أصبحت للتقوى بجهلك تدعي * دعواك باطلة إذا لم تقلع
81
4 –
هل حين عممه المشيب وقنعا؟ * أتراه يصنع في الهداية مصنعا؟
90
الصفحة 27
عدد القصائد
المطلع
عدد الأبيات
5 –
أتطلب دنيا بعد شيب قذال؟ (1) وتذكر أياما مضت وليالي؟
92
توجد جملة من هذه القصيدة في المنتخب 2: 45 ط بمبئ.
6 –
فصلت صروف الحادثات مفاصلي * وأصاب سهم النائبات مقاتلي
قطع الزمان عرى قواي وكلما * قطع الزمان فما له من واصل
77
هذه القصيدة ذكرها شيخنا الطرحي في المنتخب 2: 36.
7 –
لغيرك يا دنيا ثنيت عناني * وذاك لأمر عن غناك عناني
99
توجد هذه القصيدة برمتها في المنتخب 2: 58.
8 –
لبني الهادي مناحي * في غدوي ورواحي

صاح ما قلبي بصاح * ما لحزني من براح
105
9 –
هجر الغمض وسادي * وكوى الحزن فؤادي

فحياتي في نكادي * لقتيل ابن زياد
62
10 –
ليتني كنت فداء للحسين * وهو بالطف قطيع الودجين

ينظر الشمر بعين وبعين * ينظر النسوة بين العسكرين
106
11 –
بكيت وما لريعان الشباب * ولا لدروس منزلة خراب

ولا لفوات عيش مستطاب * ولا لفراق زينب والرباب
80
12 –
صحبتك لا إني بودك مغرم * فبيني فغيري في هواك المتيم
88
13 –
رحل الشباب وإنه لكريم * وفراغه عند النفوس عظيم
81
14 –
أزال الشباب الغض عنك مزيل * فهل أنت للبيض الحسان خليل؟
75
15 – يمدح بها النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم قوله:
عرج على المصطفى يا سائق النجب * عرج على خير مبعوث وخير نبي
عرج على السيد المبعوث من مضر * عرج على الصادق المنعوت في الكتب
عرج على رحمة الباري ونعمته * عرج على الأبطحي الطاهر النسب
رآه آدم نورا بين أربعة * لألاؤها فوق ساق العرش من كثب
فقال: يا رب من هذا؟ فقيل له * قول المحب وما في القول من ريب
____________
(1) القذال بفتح القاف: ما بين الأذنين من مؤخر الرأس.
الصفحة 28
: هم أولياءي وهم ذرية لكما * فقر عينا ونفسا فيهم وطب
أما وحقهم لولا مكانهم * مني لما دارت الأفلاك بالقطب
كلا ولا كان من شمس ولا قمر * ولا شهاب ولا افق ولا حجب
ولا سماء ولا أرض ولا شجر * للناس يهمي عليه واكف السحب
ولا جنان ولا نار مؤججة * جعلت أعداءهم فيها من الحطب
وقال للملأ الأعلى: ألا أحد * ينبي بأسمائهم صدقا بلا كذب
فلم يجيبوا فأنبأ آدم بهم * لها بعلم من الجبار مكتسب
فقال للملأ الأعلى: أسجدوا كملا * لآدم وأطيعوا واتقوا غضبي
وصير الله ذاك النور ملتمعا * في الوجه منه بوعد منه مرتقب
وخاف نوح فناجى ربه فنجا * بهم على دسر الألواح والخشب
وفي الجحيم دعا الله الخليل بهم * فأخمدت بعد ذاك الحر واللهب
وقد دعا الله موسى إذ هوى صعقا * بحقهم فنجا من شدة الكرب
فظل منتقلا والله حافظه * على تنقله من حادث النوب
حتى تقسم في عبد الإله معا * وفي أبي طالب عن عبد مطلب
فأودع الله ذاك القسم آمنة * يوما إلى أجل بالحمل مقترب
حتى إذا وضعته انهد من فزع * ركن الضلال ونادى الشرك بالحرب
وانشق أيوان كسرى وانطفت حذرا * نيرانهم وأقر الكفر بالغلب
تساقطت أنجم الأملاك مؤذنة * بالرجم فاحترق الأصنام باللهب
حتى إذا حاز سن الأربعين دعا * ربي به في لسان الوحي بالكتب
فقال: لبيك من داع وأرسله * إلى البرية من عجم ومن عرب
فأظهر المعجزات الواضحات لهم * بالبينات ولم يحذر ولم يهب
أراهم الآية الكبرى فواعجبا * ما بالهم خالفوا؟ من أعجب العجب
رامت بنو عمه تبييته سحرا * فعاذ منهم رسول الله بالهرب
____________
(1) همى الماء يهمي هميا: سال لا يثنيه شيئ. الواكف. المطر المنهل..
الصفحة 29
وبات يفديه خير الخلق حيدرة (1) على الفراش وفي يمناه ذو شطب (2)
فأدبروا إذ رأوا غير الذي طلبوا * وأوغلوا لرسول الله في الطلب
فرابهم عنكب في الغار إذ جعلت * تسدي وتلحم في أبرادها القشب
حتى إذا ردهم عنه الإله مضى * ذاك النجيب على المهرية النجب
فحل دار رجال بايعوه على * أعداؤه فدماء القوم في صبب
في كل يوم لمولى الخلق واقعة * منه على عابدي الأوثان والصلب
يمشي إلى حربهم والله ناصره * مشي العفرناة في غاب القنا السلب
في فتية كالأسود المحذرات لها * براثن (3) من رماح الخط والقضب
عافوا المعاقل للبيض الحسان فما * معاقل أقوم غير البيض واليلب (4)
فالحق في فرح والدين في مرح * الشرك في ترح والكفر في نصب
حتى استراح نبي الله قاضية * بهم وراحتهم في ذلك التعب
يا من به أنبياء الله قد ختموا * فليس من بعده في العالمين نبي
إن كنت في درجات الوحي خاتمهم * فأنت أولهم في أول الرتب
قد بشرت بك رسل الله في أمم * خلت فما كنت فيما بينهم بغبي (5)
شهدت أنك أحسنت البلاغ فما * تكون في باطل يوما بمنجذب
حتى دعاك إلهي فاستجبت له * حبا ومن يدعه المحبوب يستجب
وقد نصبت لهم في دينهم خلفا * وكان بعدك فيهم خير منتصب
لكنهم خالفوه وابتغوا بدلا * تخيروه وليس النبع كالغرب (6)
ويقول فيها:
____________
(1) مر حديث ليلة المبيت في الجزء الثاني ص 47 ط 2.
(2) الشطب ج الشطبة بضم الأول وكسره. الخط في متن السيف.
(3) البرثن من السباع والطير بمنزلة الإصبع من الانسان. ج: براثن.
(4) المعقل: الملجا. البيض جمع بيضاء: السيف. اليلب: الترس أو الدروع اليمانية من الجلود. خالص الحديد.
(5) المستور: المجهول.
(6) النبع: خروج الماء من العين. الغرب: الماء المقطر من الدلو بين الحوض والبئر
الصفحة 30
يا راكب الهوجل المحبوك تحمله (1) إلى زيارة خير العجم والعرب
إذا قضيت فروض الحج مكتملا * ونلت إدراك ما في النفس من إرب
وزرت قبر رسول الله سيدنا * وسيد الخلق من ناء ومقترب
قف موقفي ثم سلم لي عليه معا * حتى كأني ذاك اليوم لم أغب
واثن السلام إلى أهل البقيع فلي * بها أحبة صب دائم الوصب
وبثهم صبوتي طول الزمان لهم * وقل بدمع على الخدين منسكب
: يا قدوة الخلق في علم وفي عمل * وأطهر الخلق في أصل وفي نسب
وصلت حبل رجائي في حبائلكم * كما تعلق في أسبابكم سببي
دنوت في الدين منكم والوداد فلو – لا دان لم يدن من أحسابكم حسبي
مديحكم مكسبي والدين مكتسبي * ما عشت والظن في معروفكم نشبي
فإن عدتني الليالي عن زيارتكم * فإن قلبي عنكم غير منقلب
قد سيط لحمي وعظمي في محبتكم * وحبكم قد جرى في المخ والعصب
هجري وبغضي لمن عاداكم ولكم * صدقي وحبي وفي مدحي لكم طربي
فتارة أنظم الأشعار ممتدحا * وتارة أنثر الأقوال في الخطب
حتى جعلت مقال الضد من شبه * إذ صغت فيكم قريض القول من ذهب
أعملت في مدحكم فكري فعلمني * نظم المديح وأوصاني بذاك أبي
فهل أنال مفازا في شفاعتكم * مما احتقبت له في سائر الحقب؟
فيا مغامس! احبس في مدائحهم * تلك القوافي وأجر الله فاحتسب.
____________
(1) الهوجل: الناقة التي بها هوج من سرعتها. المحبوك: مشدود الوسط.

شاهد أيضاً

في رحاب عيد الغير الاغر – شعراء الغدير في القرن التاسع

الحافظ البرسي الحلي هو الشمس؟ أم نور الضريح يلوح؟ * هو المسك؟ أم طيب الوصي ...