الرئيسية / من / طرائف الحكم / مِنْ حِكَمِ أَمِيرالمؤمنين عليه السلام وَمَوَاعِظِهِ

مِنْ حِكَمِ أَمِيرالمؤمنين عليه السلام وَمَوَاعِظِهِ

وَالْكُفْرُ عَلَى أَرْبَعِ دَعَائِمَ: عَلَى التَّعَمُّقِ(1)، وَالتَّنَازُعِ، وَالزَّيْغِ(2)، وَالشِّقَاقِ(3): فَمَنْ تَعَمَّقَ لَمْ يُنِبْ(4) إِلَى الْحَقِّ، وَمَنْ كَثُرَ نِزَاعُهُ بِالْجَهْلِ دَامَ عَمَاهُ عَنِ الْحَقِّ، وَمَنْ زَاغَ سَاءَتْ عِنْدَهُ الْحَسَنَةُ وَحَسُنَتْ عِنْدَهُ السَّيِّئَةُ وَسَكِرَ سُكْرَ الضَّلاَلَةِ، وَمَنْ شَاقَّ وَعُرَتْ(5) عَلَيْهِ طُرُقُهُ وَأَعْضَلَ(6) عَلَيْهِ أَمْرُهُ وَضَاقَ مَخْرَجُهُ.
وَالشَّكُّ عَلَى أَرْبَعِ شُعَب: عَلَى الَّتمارِي(7)، وَالهَوْلِ(8)، وَالتَّرَدُّدِ(9)
____________
1. التَعَمّق: الذهاب خلف الاوهام على زعم طلب الاسرار.
2. الزَيْغ: الحَيَدَان عن مذاهب الحق والميل مع الهوى الحيواني.
3. الشِقَاق: العِناد.
4. لم يُنِبْ أي: لم يرجع، أناب يُنِيب: رجع.
5. وَعُرَ الطريقُ ـ كَكَرُمَ ووَعَدَ ووَلِعَ ـ: خَشُنَ ولم يسهل السير فيه.
6. أعْضَلَ: اشتدّ وأعجزت صعوبته.
7. التَمَارِي: التجادُل لاظهار قوة الجدل لا لاحقاق لحق.
8. الهَوْل ـ بفتح فسكون ـ: مخافتك من الامر لا تدري ما هجم عليك منه فتدهش.
9. الترَدّد: انتقاض العزيمة وانفساخها ثم عودها ثم انفساخها.
والاْسْتِسْلاَمِ(1): فَمَنْ جَعَلَ الْمِرَاءَ(2) دَيْدَناً(3) لَمْ يُصْبِحْ لَيْلُهُ(4)، وَمَنْ هَالَهُ مَا بَيْنَ يَدَيْهِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ(5)، وَمَن تَرَدَّدَ فِي الرَّيْبِ(6) وَطِئَتْهُ سَنَابِكُ الشَّيَاطِينِ(7)، وَمَنِ اسْتَسْلَمَ لِهَلَكَةِ الدُّنْيَا وَالاْخِرَةِ هَلَكَ فِيهِمَا.
و بعد هذا كلام تركنا ذكره خوف الاطالة والخروج عن الغرض المقصود في هذا الكتاب.
28. وقال(عليه السلام): فَاعِلُ الْخَيْرِ خَيْرٌ مِنْهُ، وَفَاعِلُ الشَّرِّ شَرٌّ مِنْهُ.
____________
1. الاسْتِسْلام: إلقاء النفس في تيار الحادثات.
2. المِرَاء ـ بكسر الميم ـ: الجدال.
3. الدَيْدَن: العادة.
4. لم يصبح ليله أي: لم يخرج من ظلام الشك إلى نهار اليقين.
5. نَكَصَ على عَقِبَيْه: رجع متقهقراً.
6. الرَيْب: الظنّ، أي الذي يتردد في ظنه ولا يعقد العزيمة في أمره.
7. سَنَابِكُ الشياطين: جمع سُنْبُك بالضم، وهو طَرَف الحافر; ووطئته: داسته، أي تستنزله شياطين الهوى فتطرحه في الهَلَكة.

شاهد أيضاً

في رحاب عيد الغير الاغر – شعراء الغدير في القرن التاسع

الحافظ البرسي الحلي هو الشمس؟ أم نور الضريح يلوح؟ * هو المسك؟ أم طيب الوصي ...