الرئيسية / من / طرائف الحكم / مِنْ حِكَمِ أَمِيرالمؤمنين عليه السلام وَمَوَاعِظِهِ

مِنْ حِكَمِ أَمِيرالمؤمنين عليه السلام وَمَوَاعِظِهِ

وَإِيَّاكَ وَمُصَادَقَةَ الْكَذَّابِ، فَإِنَّهُ كَالسَّرَابِ(1): يُقَرِّبُ عَلَيْكَ الْبَعِيدَ، وَيُبَعِّدُ عَلَيْكَ الْقَرِيبَ.

35. وقال(عليه السلام): لاَ قُرْبَةَ بِالنَّوَافِلِ(2) إِذَا أَضَرَّتْ بِالْفَرَائِضِ.

36. وقال(عليه السلام): لِسَانُ الْعَاقِلِ وَرَاءَ قَلْبِهِ، وَقَلْبُ الاَْحْمَقِ وَرَاءَ لِسَانِهِ.

و هذا من المعاني العجيبة الشريفة، والمراد به أنّ العاقل لا يطلق لسانه إلاّ بعد مشاورة الرَّوِيّةِ ومؤامرة الفكرة، والاحمق تسبق خذفاتُ(3) لسانه وفلتاتُ كلامه مراجعةَ فكره(4) ومماخضة رأيه(5)، فكأن لسان العاقل تابع لقلبه، وكأن قلب الاحمق تابع للسانه.
____________

1. السَرَاب: ما يراه السائر الظمآن في الصحراء فيحسبه ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً.

2. النوافِل: جمع نافلة، وهي ما يتطوع به من الاعمال الصالحات زيادة على الفرائض المكتوبة، والمراد أن المتطوّع بما لم يكتب عليه لا يقربه إلى الله تطوّعه إذا قصّر في أداء الواجب.

3. ورد في بعض النسخ: حذفات.

والخذف: القذف.

وحذفات اللسان: ما يلقيه الاحمق من العبارات العجلى بدون روية ولا تفكير.

4. مراجَعَة الفِكر أي: التروي فيما سبق به اللسان.

5. مُمَاخَضَة الرأي: تحريكه حتى يظهر زُبْده، وهو الصواب.

 

شاهد أيضاً

في رحاب عيد الغير الاغر – شعراء الغدير في القرن التاسع

الحافظ البرسي الحلي هو الشمس؟ أم نور الضريح يلوح؟ * هو المسك؟ أم طيب الوصي ...