الرئيسية / الشهداء صناع الحياة / موسوعة شهداء العراق فيلق بدر – 31 أبوفداء الطائي

موسوعة شهداء العراق فيلق بدر – 31 أبوفداء الطائي

الشهيد إبراهيم ‌ٚمحمد إبراهيم شوكت
31 أبوفداء الطائي
في أحد الأزقة الضيّقة لمدينة الكاظمية المقدسة، التي كانت تلتصق مجتمعة حول الضريح ذي المنائر الذهبية، ولد الشهيد أبوفداء الطائي عام1963م، ترعرع بين هذه القباب ينهل من فيض أجوائها النورانية المفعمة بالإيمان والتقوى .

 

فنشأ مواظبا على زيارة الإمامين الكاظم والجواد عليهما‍السلام، فأخذ منهما سرالشهادة في سبيل الله.
عاش وسط أسرة معروفة بالتزامها وحبها وولائها لأهل البيت‌عليهم‌السلام، تربى في حجر والديه تربية صالحة، فقد عنيا به عناية تامة فنشأ شابا مؤمنا وذكيا، وكان والده أستاذا للأدب العربي في إحدى الجامعات ومعروفا بتدينه والتزامه،

 

 

ومواقفه الرافضة للنظام البعثي في السر والعلن، مما جعله عرضة للملاحقة والاعتقال مع ولده الكبير على أيدي أزلام السلطة الحاڪمة، وبقيا في الأمن العامة ببغداد مدة أربعين يوما ذاقا خلالها ألوانا من التعذيب بتهمة المساهمة في توزيع منشورات تندد بالنظام البعثي الحاڪم.
قبيل الامتحانات العامة ترك أبوفداء دراسته في الصف السادس الأدبي، وهاجر هو وأهله إلى سوريا هربا من ملاحقة سلطة العفالقة لهم، بعدما ترك والده وشقيقه الأڪبر في معتقلات مديرية الأمن العامة، وقد أُفرج عنهما بعد ذلك والتحقا بأسرتهما وجمع الله شملهم في سوريا. بعد سنة كانوا يترددون فيها بين سوريا ولبنان عزموا الرحيل إلى إيران عام1980م عِبر تركيا.
قرر إبراهيم الانضمام إلى المجاميع الجهادية العاملة ضد النظام البعثي، ثم عمل مع قوات الشهيد الصدر واشترك معها في عدة واجبات جهادية.
التحق بقوات بدر ضمن الدورة الأولى، التي شرعت فعالياتها في20/2/1983م، حيث تنقل في عدّة مواقع جهادية في الشمال والجنوب كان له حضورا فعّالا فيها، وعُرف بشجاعته وغيرته على دينه.
امتاز بأخلاقه العالية الرفيعة، فكان على جانب كبير من التواضع والهدوء، لهذا كان لفقده الأثر العميق في نفوس محبيه، كما عُرف بصلابة مواقفه في الدفاع عن الإسلام، فلا تأخذه في الله لومة لائم.
شارك إخوانه المجاهدين في العمليات الكبيرة التي نفذوها في هور الحويزة، من عمليات القدس وعاشوراء التي أبدى المجاهدون فيها ضروبا من الشجاعة والفداء والتضحية قل نظيرها.

 

نال وسام الشهادة الرفيع في عمليات عاشوراء في منتصف ليلة الأربعاء 23/10/1985م المصادف للثامن من شهر صفر 1406ه‍.ق، على أثر قذيفة أصابت الزورق الذي كان يقوده بنفسه،

 

فانقلب الزورق في الماء فاستشهد البعض وجرح البعض الآخر، وسقط أبو فداء في الماء متأثرا بجروح عميقة في رجله، وأخذ يسبح محاولا إنقاذ نفسه، واستمر في ذلك ولكن ببطء، إلى أن اشتدّ به نزف الدم وأعاقه عن إتمام مسيره،

 

ثم سمعه أحد أصدقائه ينادي بأعلى صوته الله أڪبر بعدها خفت صوته وسقط تحت الماء ليبلغ رحمة ربه التي من أجلها خرج للجهاد، فنال وسام الشهادة الرفيع وهو يهتف ويردد كلمة الله أڪبر.
بقيَ الشهيد أبوفداء مفقود الأثر حتى عُثر على جثمانه الطاهر يوم الجمعة 2 ربيع الأول 1406ه‍.ق، الموافق 19/11/1985م.
كان يتمنى الشهادة ويعشقها وسعى إليها، وفي أيامه الأخيرة دخل ضريح الإمام الرضا‌عليه‌السلام وصلى ودعا ربه أن يرزقه الشهادة، فكان كما أراد وحقق الله له أمنيته.
نُقل جثمانه الطاهر من الأهواز إلى مشهد المقدسة حيث تقيم أُسرته وشيّع هناك تشييعا مهيبا في يوم الاثنين 25/11/1985م. ألقى الحاج محمد كلمة في جموع المشيّعين داخل الصحن الرضوي الشريف،

 

حيث قال فيها (إن ولدي أفضل مني لأنه جاهد وقتل في سبيل الله وأنا قاعد، وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجراعظيما).
من وصيته إلى والديه (لا عجب أن تعطوا أحد أبنائكم شهيدا في سبيل الله عز وجل، بل العجب أن لاتعطوا شهيدا ولاجريحا في سبيل الله والإسلام، وأنتم الذين تدعون الناس للتوجه للجهاد ضد الكفر والباطل، فهنيئا لكم ولوالدتي العزيزة ولكل أفراد العائلة على ما منحكم الله من عز ومجد حيث جعل أحد أبنائكم شهيدا…
وله أيضا (إعلموا ياإخوتي المؤمنين إنكم لن تشعروا بإشراقات الجهاد على أنفسكم إلا بعد أن تزيلوا حب الدنيا عن قلوبكم، وتتوجهوا إلى الله بنوايا خالصة وقلوب نظيفة…)
سلام عليك أبا فداء يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا

شاهد أيضاً

[ يا أَيُّها الصَّدْرُ الشَّهِيدُ الْبَطَلُ ] – قصيدةٌ من ديوان السّباعيّ الذّهبيّ في الشّعر العربيّ

[ يا أَيُّها الصَّدْرُ الشَّهِيدُ الْبَطَلُ ] – قصيدةٌ من ديوان السّباعيّ الذّهبيّ في الشّعر ...