الرئيسية / الشهداء صناع الحياة / 33 أبو أسامة الأمارة

33 أبو أسامة الأمارة

  الشهيد جرز لوط مكشف في محافظة البصرة — قضاء المدينة عام1956م، كانت ولادته في أسرة فقيرة مؤمنة امتازت بتمسكها بالخصال الحميدة، فتغذى منها الإيمان والأخلاق الفاضلة.

 

 
عاصر السلطات الجاهلية المتعاقبة على حكم العراق، فتولى عنها واتخذ طريق آل البيت‌عليهم‌السلام، مقتديا
بسيد الشهداء، صابرا نفسه مع الثُلَّة المؤمنة بالله في مشاعرها وجهادها.
بعد تفاقم الاضطهاد الصدّامي والحملة الشرسة التي شنت ضد المؤمنين ومنهم أبناء عمومته كالشهيد راسل الأمارة اضطر أبو أسامة للاختفاء والتواري عن أنظار جلاوزة السلطة ووكلاء جهاز الأمن لفترة من الزمن، قضى معظمها وحيدا في الأهوار، حيث عاش أصعب الظروف وأقسى الأيام، وكان فيها صابرا محتسبا.

 
قرر الهجرة إلى الجمهورية الإسلامية عام1980م ليواصل شوطه الجهادي، فكان من الأوائل الذين سلكوا هذا الطريق.
التحق بقوات الشهيد الصدر، وكم كانت فرحته وهو يرى المجاهدين من أبناء الشهيد الصدر وقد زينت اللحى وجوههم، وذلك منظر لم يكن يألفه من قبل، فإطلاق اللحية جريمة لاتغتفر في قاموس حزب البعث. تلقى التدريبات في معسكر الشهيد الصدر ثم شارك في عدة مهمات جهادية مع تلك القوات.

 
بعد تشكيل قوات بدر (ذلك الفصيل الجهادي الذي قدم آلاف الشهداء في سبيل الله والوطن) كان أبو أسامة من السباقين للاشتراك بدورتها الأولى بتاريخ20/2/1983م، ليشارك في أول واجب على مشارف مدينته البصرة.
كان من الشخصيات المحبّبة للنفوس، فهو يدخل إلى قلب من يلقاه من اللقاء الأول. الابتسامة المشرقة الطافحة لاتفارق وجهه الطيب، فهي أبرز سماته، فاحتل بطيبته مكانا خاصا في قلوب المجاهدين منذ اليوم الأول الذي تعرفوا عليه.

 
كان ضمن المجموعة الصابرة من المجاهدين التي تصدت لهجوم القوات البعثية شرقي مدينة البصرة، وتمكنت من إفشاله وتكبيدة خسائرة كبيرة، وفي تلك المواجه جُرح أبوأسامة ونقل إلى المستشفى للعلاج.

 
عاد مرة أخرى إلى سوح الجهاد ولكن هذه المرة في هور الحويزة، حيث انتقلت قوات المجاهدين إلى هناك لتنفيذ الواجب الجديد، فكان له وجود فعّال في تلك المنطقة، وكان لخبرته السابقة ومعرفته بطريقة العمل في الأهوار وظروفها، أثر ملموس في بناء مواضع المجاهدين، واستخدام أسلوب الغش والاختفاء.

 
شارك في كل العمليات التي قام بها المجاهدون في هور الحويزة، وخلال وجوده هناك كان يختار مكانا صغيرا منزويا بين القصب يقوم بتغطيته، ثم يستغرق وحيدا في قراءة القرآن والصلاة والدعاء والزيارة، وكانت هذه صفة بارزة فيه.
كانت مشاركته الأخيرة في عمليات حاج عمران ضمن سرية الشهيد أبي حيدر الكرار، فتقدّم هو ومجموعته وقابل الموت بصدر رحب، مليء بالحب والشوق للقاء الله سبحانه، ونال وسام الشهادة الرفيع على جبال حاج عمران بتاريخ1/9/1986م، لترجع روحه إلى بارئها راضية مرضية بما أعدَّ لها من النعيم المقيم الذي لازوال له ولااضمحلال.
ومن كلمات الحاج أبي أسامه قبل شهادته (إنّ وجودنا في هذا المكان لتأدية قليلا من الواجب الذي أوجبه الله علينا وهو القتال والجهاد في سبيله).

 
ومن وصيته رحمه‌الله‌تعالى (إني أوجّه كلامي إلى الإخوة العراقيين كي يلتحقوا إلى سوح الجهاد، وإنّ أهلنا في سجون البعثيين المظلمة ينتظرون الخلاص والنجدة من هؤلاء الطغاة، وعلى كل الإخوة القادرين على حمل السلاح التوجه إلى الجهاد…).

 
سلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا.

 

شاهد أيضاً

[ يا أَيُّها الصَّدْرُ الشَّهِيدُ الْبَطَلُ ] – قصيدةٌ من ديوان السّباعيّ الذّهبيّ في الشّعر العربيّ

[ يا أَيُّها الصَّدْرُ الشَّهِيدُ الْبَطَلُ ] – قصيدةٌ من ديوان السّباعيّ الذّهبيّ في الشّعر ...