الرئيسية / الشهداء صناع الحياة / موسوعة شهداء العراق فيلق بدر – 34 أبوأسعد الشاطي

موسوعة شهداء العراق فيلق بدر – 34 أبوأسعد الشاطي

الشهيد فرحان ‌حبيب سِكَر ‌الخفاجي من مواليد محافظة الناصرية عام1954م، عاش وسط أسرة متدينة، عُرفت بولائها الصادق لأهل بيت العصمة والطهارة عليهم‌السلام، غذته الحب والولاء للإسلام، فنشأ مؤمنا ملتزما منذ صغره. قضى في مدينته شطرا من حياته الدراسية، أنهى فيها المتوسطة. 

 

 

عاش حياة المشقة والتعب في العراق، وكان الحزن يملأ قلبه، وهو يرى أساليب الهدم والفساد، التي كان يمارسها حزب البعث الحاڪم في بغداد، والحملات الشعواء التي يشنها تجاه كل ما يمت للدين والشرف والعفَّة بِصِلة. وليس بعيدا عن معاناة شعبه وهو يرى طغيان البعث يزداد مع الأيام، وأن الحصار الذي ضربه على الإسلام يتسع طوقه، وتزداد مساحته، لهذا اتخذ قرارا بالسفر إلى دولة الكويت، وبقي يعمل بنفس النشاط وبنفس الحيوية، وهكذا هو المؤمن الرسالي أين ما حل وفي أي وسط عاش، سيما وقد وجد أرضا خصبة للتحرك والوقوف بوجه حزب البعث وأفكاره الهدامة التي وجدت لها موطيء قدم بما يهب ويبدد من أموال الشعب العراقي المظلوم، ولم يهن ولم يحزن بل كان يدرك أن السعادة هي رضا الله، لذا فالمصاعب التي تحمّلها هيّنة لأنها بعين الله.
سجن في الكويت لمدة شهر واحد على خلفية تفجيرات عام1984م، ثم أُبعد إلى سوريا، ليصل بعدها إلى إيران بتاريخ20/3/1984م.
رغم سنوات الهجرة وفراق الأحبّة، إلا أنه كان صبورا في تحمل كل تلك المشاق والمصاعب، كما أنه لم ينس آلام شعبه في سجون العراق، وكان ذكره لآلام المعذبين وحزن الأرامل والثكالى والأيتام أڪثر من ذكره لأهله وأسرته.
التحق بالحوزة العلمية في قم المقدسة، لينهل من علوم ومعارف أهل البيت عليهم‌السلام، يشدّه إلى ذلك المعين الصافي العذب شعوره بواجب التفقة بالدين وطلب العلم. عُرف بين الطلبة بالذكاء والفطنة، وبالجدية والتفوق في دراسته، لكن طلب العلم لم يكن يشغله عن التوجه إلى سوح الجهاد، ومشاركة إخوته المجاهدين في الدفاع عن الإسلام،

 

ورد كيد الظالمين والمجرمين من البعثيين المعتدين، موفقا في ذلك بين دراسته الحوزوية وتواجده في مواقع الجهاد، فكان يستغل كل فرصة سانحة للاستماع إلى أشرطة الكاسيت التي سجَّل عليها دروسه، ويذهب إلى الحوزة في أوقات الامتحانات ويعود ناجحا موفقا في كل مرة.
شارك أبوأسعد مع إخوانه المجاهدين في تسجيل أروع صفحة من صفحات الفداء والتضحية في معركة حاج عمران، وعلى ربى كردستان الحبيبة في1/9/1986م، حيث أبدى شجاعة وبطولة حسينية قلّ نظيرها في الدفاع عن ثغور الإسلام، ويذكر له إخوته ذلك الموقف الذي وقفه وهو يصعد إلى مواقع العدو،

 

قائلا لإخوته (أين نحن من الإمام الحسين وأصحابه، يوم عطشهم في كربلاء، وها نحن نقاتل وعندنا الطعام والماء، بينما قُتل سيد الشهداء عطشانا مظلوما). عندما بدأت ساعة القصاص من الأعداء كان في مقدمة المهاجمين في مجموعة الصولة، وهو أمامهم فأُصيب بجرح أعاقه عن التقدم، وشاهده المجاهدون وهو على هذه الحالة، وحاولوا إسعافه لكنه رفض قائلا لهم (لاعليكم،

 

اتركوني وتقدموا لقتال أعداء الله ورسوله) ولم يكن يعبأ بالدماء النازفة والجروح البليغة، حتى فاضت روحه الطاهرة بتاريخ1/9/1986م، ملتحقا بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
سلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يُبعث حيا

 

شاهد أيضاً

[ يا أَيُّها الصَّدْرُ الشَّهِيدُ الْبَطَلُ ] – قصيدةٌ من ديوان السّباعيّ الذّهبيّ في الشّعر العربيّ

[ يا أَيُّها الصَّدْرُ الشَّهِيدُ الْبَطَلُ ] – قصيدةٌ من ديوان السّباعيّ الذّهبيّ في الشّعر ...