الرئيسية / الاسلام والحياة / ليالي بيشاور – 32 حوارات وبحوث اسلامية من مصادر السنة والجماعة

ليالي بيشاور – 32 حوارات وبحوث اسلامية من مصادر السنة والجماعة

بعض مصادر حديث الثقلين:

والآن لابد لي أن أذكر لكم بعض كتبكم المعتبرة عنكم ، التي ذكرت وروت حديث الثقلين عن النبي (ص) ، حتى تعرفوا أن البخاري لم ينقل هذا الحديث الشريف من باب الاحتياط ، لأن كبار علمائكم ومشاهيرهم نقلوا هذا الحديث ، منهم : مسلم بن الحجاج ، الذي لا يقل صحيحه عن صحيح البخاري في الاعتبار والوثوق عند أهل السنة والجماعة :

1ـ صحيح مسلم : 7/122 .

2ـ الترمذي : 2/307 .

3ـ النسائي / خصائص : 30 .

4ـ أحمد بن حنبل في مسنده : 3/14 و 17 وج4/26 و 59 وج5/182 و 189 ، وغيرهم(33) رووا بطرقهم وبإسنادهم عن النبي (ص) أنه قال : إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، من تمسك بهما فقد نجا ، وممن تخلف عنهما فقد هلك . وفي بعضها : ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا أبدا .

فبهذا المستند الحكيم والدليل القويم لابد لنا أن نتمسك بالقرآن الكريم وبأهل البيت (ع) .

الشيخ عبد السلام : إن صالح بن موسى بن عبدالله بن اسحاق بن طلحة بن عبدالله القرشي التيمي الطلحي روى بسنده عن أبي هريرة أن النبي قال : إني قد خلفت فيكم ثنتين : كتاب الله وسنتي … إلى آخره .

قلت : أيؤخذ بخبر فرد طالح ضعيف مردود عند أصحاب الجرح والتعديل والذين كتبوا في أحوال الرجال والرواة ، مثل الذهبي ويحيى والإمام النسائي والبخاري وابن عدي ، وغيرهم ، الذين ردوه ولم يعتمدوا رواياته ، أيؤخذ بقول هذا ويترك قول هذا الجمع الغفير والجمهور الكثير من علمائكم المشاهير ؟! وهم رووا بإسنادهم كما مر أن النبي (ص) قال : كتاب الله وعترتي ، ولم يقل ” وسنتي ” .

هذا من باب النقل .

وأما العقل : فلأن السنة النبوية والمروية عنه (ص) أيضا بحاجة إلى من يبينها ويفسرها كالكتاب الحكيم ، فلذا قال (ص) : وعترتي … لأن العترة هم الذين يبينون للأمة ما تشابه من الكتاب ، ويوضحون الحديث والسنة الشريفة ، لأنهم أهل بيت الوحي ، أهل بيت النبوة ، وأهل البيت أدرى بما في البيت .

حديث السفينة:

وإن من دلائلنا المحكمة في التوسل بأهل البيت (ع) الحديث النبوي الشريف : ” مثل أهل بيتي كسفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها هلك ” وهو حديث معتبر صحيح متفق ومجمع عليه ، وكما يخطر الآن ببالي ، أن أكثر من مائة من كبار علمائكم ومحدثيكم ، أثبتوا هذا الحديث في كتبهم منهم :

مسلم بن الحجاج في صحيحه(34).

أحمد بن حنبل في مسنده : 3/14 و17 و26 .

الحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء : 4/306 .

ابن عبد البر في الاستيعاب .

الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد : 12/91 .

محمد بن طلحة الشافعي في مطالب السؤول : 20 .

ابن الأثير الجزري في : النهاية : مادة (زخ) .

سبط ابن الجوزي في تذكرة خواص الأمة : 323 .

ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة : 8 .

السمهودي في تاريخ المدينة .

السيد مؤمن الشبلنجي في نور الأبصار : 105 .

الامام الفخر الرازي في تفسيره مفاتيح الغيب ، في آية المودة .

السيوطي في الدر المنثور ، في تفسير : ( وإذا قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم )(35).

الثعلبي في تفسيره كشف البيان .

الطبراني في الأوسط .

الحاكم في المستدرك : 3/150 وج2/343 .

سليمان الحنفي القندوزي في ينابيع المودة / الباب الرابع والسادس والخمسون .

الهمداني في مودة القربى / المودة الثانية والثانية عشرة .

ابن حجر في الصواعق المحرقة : 234 .

الطبري في تفسيره وتاريخه .

الكنجي الشافعي في كفاية الطالب ، باب 100 (36).

وذكر غير هؤلاء من أعاظم علمائكم بأسانيدهم وطرقهم أن النبي (ص) قال : مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها هلك ، أو : غرق ، أو : هوى ، والعبارات شتى ، ولعل النبي (ص) قاله كرارا وبعبارات شتى .

وقد أشار الإمام محمد بن إدريس الشافعي إلى صحة هذا الحديث الشريف في أبيات له نقلها العلامة العجيلي في ( ذخيرة المآل) :

ولمّا رأيت النـــــاس قد ذهبت بهم * مذاهبهـــم في أبـــــحر الغي والجهل

ركبت على اسم الله في سفن النجا * وهم أهل بيت المصطفى خاتم الرسل

وأمسكت حبل الله وهو ولاؤهــــم * كما قد أمرنا بالتمــــــسك بالـحـبـــــل

إذا افترقت في الدين سبعون فرقة * ونيفا على ما جاء في واضـــح النقل

ولم يك ناج منهم غير فــرقـــــــة * فقل لي بها يا ذا الرجاحة والــعــقـــل

أفي الفرقــــة الهــلاك آل محمـــد * أم الفرقة اللاتـــي نجـت مـنهم قل لي

فإن قلت في الناجين فالقول واحد * وإن قلت في الهلاك حفت عــن العدل

إذا كان مولـــى القوم منهم فإنني * رضيت بهم لا زال في ظـــلهم ظــلــي

رضيت عليا لــي إمامــا ونسلـــه * وأنت من الباقين في أوســــع الــحـل

فلا يخفى على من أمعن ونظر في هذه الأبيات لعرف تصريح الشافعي وهو إمام أهل السنة والجماعة ، بأن آل محمد (ص) ومن تمسك بهم هم الفرقة الناجية وغيرهم هالكون ، وفي وادي الضلالة تائهون !!

فحسب أمر النبي الكريم (ص) وهو كما قال الله الحكيم : ( وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى )(37).

الشيعة يتمسكون بآل محمد الأطهار وعترته الأبرار ، ويتوسلون بهم إلى الله سبحانه ، هذا من جانب .

ومن جانب آخر فقد خطر الآن ببالي ، بأن الناس إذا كانوا لا يحتاجون إلى وسيلة للتقرب إلى ربهم عز وجل والاستعانة به ، وإنه من توسل بأحد إلى الله تعالى فقد أشرك .

فلماذا كان عمر بن الخطاب ـ وهو الفاروق عندكم ـ يتوسل ببعض الناس إلى الله سبحانه في حالات الشدة والاضطرار ؟!

الحافظ : حاشا الفاروق عمر رضي الله عنه من هذا العمل ، إنه غير ممكن !! وإني لأول مرة أسمع هذه الفرية على الخليفة ! فلا بد أن تبينوا لنا مصدر هذا القول حتى نعرف صحته وسقمه .

قلت : كما ورد في كتبكم المعتبرة : أن الفاروق كان في الشدائد يتوسل إلى الله سبحانه بأهل بيت النبي وعترته الطاهرة ، وقد تكرر منه هذا العمل في أيام خلافته عدة مرات ، ولكني أشير إلى اثنين منها حسب اقتضاء المجلس :

1ـ نقل ابن حجر في كتابه الصواعق بعد الآية : 14 ، في المقصد الخامس ، أواسط الصفحة : 106 ، قال :

وأخرج البخاري أن عمر بن الخطاب كان إذا قحطوا استسقى بالعباس وقال : اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا محمد (ص) إذا قحطنا فتسقينا ، وإنا كنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا ، فيسقون .

قال ابن حجر : وفي تاريخ دمشق : إن الناس كرروا الاستسقاء عام الرمادة سنة سبع عشرة من الهجرة فلم يسقوا . فقال عمر : لأستسقينّ غدا بمن يسقيني الله به ، فلما أصبح غدا للعباس فدق عليه الباب ، فقال : من ؟ قال : عمر قال : ما حاجتك ؟ قال : أخرج حتى نستسقي الله بك . قال : اجلس.

فأرسل إلى بني هاشم أن تطهروا وألبسوا من صالح ثيابكم ، فأتوه ، فأخرج طيبا فطيبهم ، ثم خرج وعلي عليه السلام أمامه بين يديه والحسن عن يمينه والحسين عن يساره وبنو هاشم خلف ظهره .

فقال : يا عمر ! لا تخلط بنا غيرنا . ثم أتى المصلى فوقف ، فحمد الله وأثنى عليه . وقال : اللهم إنك خلقتنا ولم تؤامرنا ، وعملت ما نحن عاملون قبل أن تخلقنا ، فلم يمنعك علمك فينا عن رزقنا ، اللهم فكما تفضلت في أوله ، تفضل علينا في آخره .

قال جابر : فما برحنا حتى سحت السماء علينا سحا ، فما وصلنا إلى منازلنا إلا خوضا .

فقال العباس : أنا المسقى ابن المسقى ابن المسقى ابن المسقى ابن المسقى ابن المسقى . خمس مرات ، أشار إلى أن أباه عبد المطلب استسقى خمس مرات فسُقي(38).

2ـ في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد(39) قال :

وروى عبد الله بن مسعود : إن عمر بن الخطاب خرج يستسقي بالعباس ، فقال : اللهم إنا نتقرب إليك بعم نبيك وبقية آبائه وكبر رجاله ، فإنك قلت وقولك الحق : ( وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة …..)(40) فحفظتهما لصلاح أبيهما ، فاحفظ اللهم نبيك في عمه ، فقد دنونا به إليك مستشفعين ومستغفرين .

ثم أقبل على الناس فقال : ( استغفروا ربكم إنه كان غفارا )(41) إلى آخره .

انتهى نقل ابن أبي الحديد .

فهذا عمل الخليفة ، يتوسل ويتقرب بعم النبي (ص) إلى الله سبحانه ، وما اعترض عليه أحد من الصحابة ، ولا يعترض اليوم أحد منكم على عمله ، بل تحسبون أعماله حجة فتقتدون به ، ولكنكم تعارضون الشيعة لتوسلهم بآل محمد (ص) وعترته ، وتنسبون عملهم إلى الكفر والشرك والعياذ بالله !!

فإذا كان التوسل بآل محمد (ص) والاستشفاع بعترته الهادية عند الله عز وجل شرك ، فحسب رواياتكم فإن الخليفة الفاروق يكون مشركا كافرا ، وإذا تدفعون عنه الشرك والكفر ، ولا تقبلون نسبته إليه ، بل تصححون عمله وتدعون المسلمين إلى الاقتداء به ، فعمل الشيعة وتوسلهم بآل محمد (ص) أيضا ليس بشرك ، بل حسن صحيح .

وعلى هذا يجب أن تستغفروا ربكم من هذه الافتراءات والاتهامات التي تنسبونها لشيعة آل محمد (ص) وتكفرونهم وتقولون إنهم مشركون .

ويجب عليكم أن تنبهوا جميع أتباعكم وعوامكم الجاهلين على أنكم مخطئين في اعتقادكم بالنسبة للشيعة ، فهم ليسوا بمشركين ، بل هم مؤمنون وموحدون حقا .

أيها الحاضرون الكرام والعلماء الأعلام ! إذا كان عمر الفاروق مع شأنه ومقامه الذي تعتقدون به له عند الله سبحانه ، وأهل المدينة ، مع وجود الصحابة الكرام فيهم ، دعاؤهم لا يستجاب إلا أن يتوسلوا بآل محمد (ص) ويجعلوهم الواسطة والوسيلة بينهم وبين الله عز وجل حتى يجيب دعوتهم ويسقيهم من رحمته ، فكيف بنا ؟! وهل يجيب الله سبحانه دعوتنا من غير واسطة وبلا وسيلة ؟!

فآل محمد (ص) وعترته في كل زمان هم وسائل التقرب إلى الله تعالى ، وبهم ـ أي بسببهم وبشفاعتهم ودعائهم ـ يرحم الله عباده .

فهم ليسوا مستقلين في قضاء الحوائج وكفاية المهام ، وإنما الله سبحانه هو القاضي للحاجات والكافي للمهمات ، وآل محمد (ص) عباد صالحون وأئمة مقربون ، لهم جاه عظيم عند ربهم ، وهم شفعاء وجهاء عند الله عز وجل ، منحهم مقام الشفاعة بفضله وكرمه ، فقد قال سبحانه : ( من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه )(42).

هذا هو اعتقادنا في النبي وعترته الهادية وآله المنتجبين الطيبين الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ، ولن تجدوا في كتبنا الاعتقادية والكتب الجامعة للزيارات والأدعية المأثورة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام أكثر مما ذكرت لكم .

الحافظ : إن ما بينتموه عن اعتقادكم بأهل البيت ، رضي الله عنهم ، مخالف لما سمعناه من الآخرين وقرأناه بخصوصكم في كتب علمائنا المحققين .

قلت : دعوا أو اتركوا ما سمعتموه أو قرأتموه عنا ، واعتمدوا على ما تشاهدوه منا وتقرأوه في كتبنا . فهل طالعتم وتدبرتم في كتب علمائنا الأعلام الجامعة للزيارات والأدعية المروية عن أئمتنا ، أئمة أهل البيت والعترة الهادية عليهم السلام ؟!

الحافظ : ما وصلت يدي حتى الآن إلى كتبكم .

قلت : إن العقل يقضي أن تقرأ كتبنا أولا ، فإذا وجدت فيها إشكالا مما كنت تسمعه عنا ، فحينئذ أشكل علينا ، وأنا الآن معي كتابين ، أحدهما : كتاب ( زاد المعاد) تأليف العلامة المجلسي
( قدس سره) ، والآخر 🙁 هدية الزائرين) تأليف الفاضل المعاصر ، والمحدث المتبحر ، الحاج الشيخ عباس القمي دامت بركاته ، فأقدم لكم هذين الكتابين الجليلين لتقرأوها وتتدبروا في عباراتها ، لتعرفوا حقيقة الأمر .

فأخذوا يتصفحون الكتابين وينظرون في الكلمات والجمل بدقة ، وإذا بالسيد عبد الحي قد وصل إلى دعاء التوسل ، فكأنه وصل إلى بغيته ومقصده ، فأشار إلى الحاضرين بالسكوت فسكتوا ، ثم بدأ بقراءة دعاء التوسل كلمة كلمة ، والحاضرين منصتون يستمعون ، وكان بعضهم يعرف العربية ويدرك معاني الكلمات والجمل ، فكانوا يهزون رؤوسهم ويبدون أسفهم لابتعادهم عن مذهب أهل البيت عليهم السلام ، فيقول بعضهم لبعض : كيف قلبوا الأمور ونحن غافلون ، والتبس علينا الحق ونحن جاهلون ؟!

فلما انتهى السيد عبد الحي من قراءة الدعاء ، قلت : أيها الأخوة ! بالله عليكم انصفوا !!!

في أي كلمة أو عبارة من هذا الدعاء شممتم رائحة الشرك أو الغلو ، أيها العلماء أجيبوني ؟!

فإن لم يكن فيه شيء من الشرك والغلو ، فلماذا تقذفون الشيعة المؤمنين بالشرك ؟!

لماذا تزرعون بذر العداء والبغضاء بين المسلمين الذين جعل الله سبحانه بينهم المودة والإخاء ؟!

لماذا ( تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون )(43)؟!

لماذا تضلون أتباعكم الغافلين الجاهلين فتشحنون قلوبهم ضد الشيعة المؤمنين ، فينظرون إليهم شزرا على أنهم مشركون ؟!

وكم من جهالكم المتعصبين تأثروا بكلام علمائهم ـ أنتم وأمثالكم ـ فأباحوا دماء الشيعة وأموالهم ، فقتلوهم ونهبوهم ( وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا )(44)، ويظنون أن الجنة وجبت لهم بذلك العمل الشنيع !!

ولا شك أن وزر هذه الجنايات والفجائع هي في ذمتكم أيضا ، وأنتم العلماء مسؤولون عنها وتحاسبون عليها أكثر من الجاهلين !

هل سمعتم إلى الآن ، أن شيعيا التقى بأحد أهل السنة فقتله قربة إلى الله ؟!

لا ، ولن يقدم شيعي حتى العامي منهم على مثلها أبدا ، لأن علماءنا ومبلغينا دائما يعلنون في أتباعهم ، إن أهل السنة والجماعة هم إخواننا في الدين فلا يجوز أذاهم . فكيف بقتلهم ونهب أموالهم ؟!

نعم نبين لأتباعنا ، الاختلافات المذهبية بيننا وبينكم، ولكن نقول لهم أيضا : بأنها رغم خلافنا مع العامة في بعض المسائل ، فهم إخواننا في الدين ، فلا يجوز لنا أن نعاديهم ونبغضهم .

أما علماء السنة مع كل الاختلافات النظرية والاجتهادية الموجودة بين أئمة المذاهب الأربعة في الأصول والفروع ، يحسبون أتباع الأئمة الأربعة أصحاب دين واحد ، وهم أحرار في اختيار أي مذهب شاؤا من المذاهب الأربعة .

ولكن كثيرا من أولئك العلماء ـ ومع الأسف ـ يحسبون شيعة المرتضى وأتباع العترة الهادية عليهم السلام مشركين وكفارا.. بحيث يحل سفك دمائهم ونهب أموالهم ، فليس لهم حرية العقيدة واختيار المذهب في البلاد السنية ، حتى انهم يضطرون لأن يعيشوا بينكم في خوف وتقية مخافة أن يقتلوا بيد جهالكم الغافلين أو عتاتكم المعاندين !!

فكم من عالم ورع وفقيه متقي قتل شهيدا بفتوى بعض علمائكم ، كما أن كثيرا من علمائكم يصرحون بلعن الشيعة في كتبهم .

ولكن لا يوجد شيعي واحد ، حتى من العوام الجاهلين ، يحل سفك دم سني أو يجوز لعنه لأنه سني .

الحافظ : انك تريد إثارة العواطف والاحساسات بهذا الكلام ، فأي عالم من الشيعة قتل بفتوى علمائنا ؟!

وأي عالم منّا يلعن الشيعة؟ !

قلت : لا أريد أن أبين هذا الموضوع بالتفصيل لأنه يحتاج إلى وقت طويل فيستغرق منا ساعات عديدة ومجالس مديدة ، ولكن أنقل لكم قليلا من كثير مما سجله التاريخ ، ليتضح لكم الأمر وتعرفوا ما جهلتموه !

فلو تصفحتم كتب بعض علمائكم الكبار الذين اشتهروا بالتعصب ضد الشيعة الأخيار لوجدتم تصريحاتهم بلعن الشيعة المؤمنين بالإصرار والتكرار !

منهم : الإمام الفخر الرازي في تفسيره المشهور ، فكأنه كان مترصدا ليجد مجالا حتى يصب جام غضبه ولعنه على شيعة آل محمد (ص) ، فنجده عند آية الولاية(45) وآية إكمال الدين(46) وغيرهما يكرر هذه الكلمات .. وأما الروافض لعنهم الله .. هؤلاء الروافض لعنهم الله .. أما قول الروافض لعنهم الله .. إلى آخره .

وأما إفتاء بعض علمائكم بقتل علمائنا الأعلام فكثير ، منها :

شاهد أيضاً

مقاطع مهمه من كلام الامام الخامنئي دامت بركاته تم أختيارها بمناسبة شهر رمضان المبارك .

أذكّر أعزائي المضحين من جرحى الحرب المفروضة الحاضرين في هذا المحفل بهذه النقطة وهي: أن ...