الرئيسية / الاسلام والحياة / في رحاب نهضة الامام الحسين عليه السلام

في رحاب نهضة الامام الحسين عليه السلام

206

الرجال ؟ فكشط ازاره عنه فقال : نعم ، قال : انطلقوا به فاضربوا عنقه فقال له على ان كان بينك وبين هولاء النسوة قرابة فابعث معهن رجلا يحافظ عليهن ، فقال له ابن زياد : تعال انت فبعثه معهن . قال ابومخنف واما سليمان بن ابي راشد فحدثني عن حميد بن مسلم قال : اني لقائم عند ابن زياد حين عرض عليه علي بن الحسين فقال له : ما اسمك ؟ قال : انا علي بن الحسين ، قال : اولم يقتل الله علي بن الحسين ؟ فسكت ، فقال له ابن زياد : مالك لا تتكلم قال : قد كان لي اخ يقال له ايضا على فقتله الناس ، قال : ان الله قد قتله ، قال : فسكت على ، فقال له : مالك لا تتكلم ؟ قال : الله يتوفى الانفس حين موتها ، وما كان

لنفس ان تموت الا باذن الله . قال : انت والله منهم ، ويحك انظروا هل ادرك ؟ والله اني لاحسبه رجلا ، قال : فكشف عنه مرى بن معاذ الاحمرى فقال : نعم قد ادرك ، فقال : اقتله ، فقال علي بن الحسين ، من توكل بهؤلاء النسوة وتعلقت به زينب عمته فقالت : يابن زياد حسبك منا ، اما رويت من دمائنا ؟ وهل ابقيت

منا احدا ؟ قال : فاعتنقته فقالت اسالك بالله ان كنت مؤمنا ان قتلته لما قتلتنى معه ، قال : وناداه على فقال : يابن زياد ان كانت بينك وبينهم قرابة فابعث معهن رجلا تقيا يصحبهن بصحبة الاسلام ، قال : فنظر اليها ساعة ، ثم نظر إلى القوم فقال : عجبا للرحم ، والله اني لاظنها ودت لو اني قتلته اني قتلتها معه ، دعوا الغلام ، انطلق مع نسائك . قال حميد بن مسلم : لما دخل عبيدالله القصر ودخل الناس نودى الصلاة جامعة ، فاجتمع الناس في المسجد الاعظم ، فصعد المنبر

ابن زياد فقال : الحمد الله الذي اظهر الحق واهله ، ونصر اميرالمؤمنين

207

يزيد بن معاوية وحزبه ، وقتل الكذاب بن الكذاب الحسين بن علي وشيعته ، فلم يفرغ ابن زياد من مقالته حتى وثب اليه عبدالله بن عفيف الازدى ، ثم الغامدى ، ثم احد بني والبة . وكان من شيعة على كرم الله وجهه ، وكانت عينه اليسرى ذهبت يوم الجمل مع علي ، فلما كان يوم صفين ضرب على راسه ضربة واخرى

على حاجبه فذهبت عينه الاخرى ، فكان لا يكاد يفارق المسجد الاعظم يصلى فيه إلى الليل ثم ينصرف . قال : فلما سمع مقالة ابن زياد قال : يابن مرجانة ان الكذاب انت وابوك ، والذي ولاك وابوه ، يابن مرجانة : اتقتلون ابناء النبيين وتكلمون بكلام الصديقين ، فقال ابن زياد : على به ، قال : فوثبت عليه الجلاوزة فاخذوه قال فنادى بشعار الازد يا مبرور قال : وعبدالرحمن بن مخنف الازدى جالس فقال : ويح غيرك اهلكت نفسك واهلكت قومك ، قال : وحاضر الكوفة يومئذ من الازد سبعمأة مقاتل ، قال : فوثب اليه فتية من الازد فانتزعوه فاتوا به أهله ، فأرسل اليه من أتاه به فقتله وأمر بصلبه في السبخة فصلب هنالك . (  1 )  *  (  هامش )  *  (  1 )  قال في مثير الاحزان للشيخ الجليل نجم الدين محمد بن جعفر بن ابي البقاء هبة الله بن نما الحلي المتوفى سنة 645 ما لفظه : ورويت أن أنس بن مالك قال : شهدت عبيدالله بن زياد وهو ينكت بقضيب على لسان الحسين . يقول : انه كان حسن الثغر ، فقلت : أم والله لاسئونك لقد رأيت

رسول الله صلى الله عليه وآله يقبل موضع قضيبك من فيه . وعن سعيد بن معاذ وعمر بن سهل أنهما حضرا عبيدالله يضرب بقضيبه انف الحسين وعينيه ويطعن في فمه ، فقال له زيد بن ارقم : ارفع

208

قال ابومخنف –  ثم ان عبيدالله بن زياد نصب رأس الحسين بالكوفة ، فجعل يدار به من الكوفة . ثم دعا زحر بن قيس فسرح معه برأس الحسين ورؤس اصحابه إلى يزيد بن معاوية ، وكان مع زحر أبوبردة بن عوف الازدى ، وطارق بن أبي ظبيان الازدي ، فخرجوا حتى قدموا بها الشام على يزيد بن معاوية

*  (  هامش )  *  . قضيبك اني رايت رسول الله صلى الله عليه وآله واضعا شفتيه على موضع قضيبك ثم انتحب باكيا ، فقال له : ابكى الله عينيك يا عدوالله لولا انك شيخ قد خرفت وذهب عقلك لضربت عنقك ، فقال زيد : لاحدثنك حديثا هو اغلظ عليك من هذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله اقعد حسنا على فخذه اليمنى ، وحسينا على فخذه اليسرى فوضع يده على يافوخ كل واحد منهما : وقال : اني استودعكما وصالح المؤمنين ، فكيف كانت وديعتك لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . ثم قام عبيدالله خطيبا وقال : الحمد لله الذي أظهر الحق واهله

ونصر امير المؤمنين وحزبه الخ . فقام اليه عبدالله بن عفيف الازدى وكانت احدى عينيه ذهبت يوم الجمل والاخرى يوم صفين مع علي عليه السلام وقال : يابن مرجانة ان الكذاب انت وابوك والذي ولاك ، اتقتلون اولاد النبيين وتتكلمون بكلام الصديقين فأمر به ابن زياد ، فمنعه الازد وانتزعوه من ايدى الجلاوزة ، فأتى منزله فقال ابن زياد : اذهبوا إلى أعمى الازد أعمى الله قلبه ، فأتوني به ، فلما بلغ الازد ذلك اجتمعوا ، وقبائل اليمن معهم ، فبلغ ذلك ابن زياد فجمع قبائل

مضروضمهم إلى ابن الاشعث وامره بالقتال ، فاقتتلوا وقتل بينهم جماعة و وصل اصحاب عبيدالله إلى دار عبدالله بن عفيف . فكسروا الباب واقتحموا عليه ، فصاحت ابنته : اتاك القوم من حيث تحذر ، فقال : لا عليك ، ناوليني

209

قال هشام فحدثني عبدالله بن يزيد بن روح بن زنباع الجذامى

*  (  هامش )  *  سيفى ، فناولته فجعل يذب به نفسه ويقول : انا ابن ذي الفضل عفيف الطاهر *  عفيف شيخى وابن ام عامر كم دارع من جمعكم وحاسر

فقالت ابنتة : يا ليتني كنت رجلا اخاصم بين يديك هؤلاء الفجرة قاتلى العترة البررة ، والقوم محدقون كلما جاء‌وه من جهة اشعرته وهو يذب عن نفسه ويقول : اقسم لو فرج لي عن بصرى *  ضاق عليكم موردى ومصدرى فتكاثروا عليه فاخذوه ، فقالت ابنته : واذلاه ، يحاط بأبي وليس له ناصر ،وأدخلوه على عبيدالله فقال : الحمد لله الذي اخزاك فقال يا عدو الله فماذا اخزاني والله لو فرج لي عن بصرى *  ضاق عليكم موردى ومصدرى قال : يا عدوالله ما تقول في عثمان ؟ فقال : يا عبد بني علاج ، يابن مرجانة ما انت وعثمان ، اساء أم أحسن ، فقد لقى ربه وهو ولى خلقه يقضى بينهم بالعدل ، ولكن سلنى عن أبيك وعن يزيد وأبيه ، فقال له : والله لاسئلتك عن شئ حتى تذوق الموت عطشا . فقال : الحمد لله رب العالمين ، أما أني كنت أسئل الله ربي أن يرزقني الشهادة قبل ان تدرك لتك وسيلته ان يجعلها على يدى العن خلقه وابغضهم اليه ، فلما كف بصرى يئست من الشهادة والان فالحمد لله الذي رزقنيها بعد اليأس منها ، فامر ابن زياد ، فضرب عنقه وصلب في السبخة . ثم دعا بجندب بن عبدالله الازدى وكان شيخا فقال : يا عدوالله ألست صاحب أبي تراب ؟ قال بلى لا اعتذر منه قال : ما أراني الا متقربا إلى الله بدمك ، قال : اذن لا يقربك الله منه بل يباعدك قال :شيخ قد ذهب عقله ، وخلى سبيله . 

 

https://t.me/wilayahinfo

 

[email protected]

الولاية الاخبارية

شاهد أيضاً

قصيدة تلقى قبل أذان الصبح في حضرة الإمام الحسين عليه السلام في شهر رمضان المبارك

  أشرب الماءَ وعجّل قبل َأن يأتي الصباح  أشربَ الماءَ هنيئا أنهُ ماءٌ مباح أشربَ ...