الرئيسية / القرآن الكريم / الامثال في القران الكريم مصدرا للهداية الالهية

الامثال في القران الكريم مصدرا للهداية الالهية

33) الأمثال العربية – محمد رضا المظفة
وأما امثال وحكم امير المؤمنين عليه السلام:
1- قال علي عليه السلام :
(آخر الدواء الكي)
الكي : معروف إحراق الجلد بحديدة ونحوها،كواه كيا،ولهذا القول الذي اصبح مثلا واقعا،وهو عندما ييأس المريض من الشفاء بالطرق الطبيعية عن طريق الدواء فلابد من الكي لكي يحصل على الشفاء،فهناك الكثير من المنحرفين الذين يمكن توجيههم بالكلمة الصادقة والموعظة الحسنة هؤلاء لديهم استعداد لقبول الحق،كما في قول الامام الكاظم عليه السلام لب

شر الحافي(لو كان عبدا لخاف من مولاه)نرى ان بشر تأثر من هذه الكلمة الصادقة من الامام عليه السلام،فتاب وأصبح من الزهاد،ولكن هناك صنف آخر من الناس لا تنفع معه الكلمة الطبية التي نحن مكلفون بإلقائها للمسيء قبل ان نستعمل معه اساليب اخرى لتقويم أهل الباطل.
2- قال عليه السلام:
(أعذر بما أعذر) .
قال الميداني(أي من حذرك ما يلح بك،فقد أعذر اليك:أي صار معذوراً عندك).فالله سبحانه وتعالى أنذرنا في كتابه العزيز في قوله تعالى(تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً) ،فكتاب الله انزل ليكون نذيرا لناس،وقد بعث الله سبحانه وتعالى رسوله الكريم لكي ينذر الناس حتى يخرجهم من ظلمات الجهل الى نور المعرفة،فليس للناس حجة بعد ان انذرهم رسول الله صلى الله عليه واله،ولا زال هذا المثل يستعمل مع كل انسان يحذره الآخرون العواقب السيئة لكي يدرك نتائجه فيما بعد.
3- قال عليه السلام:
(وافق شنٌ طبقه) .
لقد ورد هذا المثل في كلامه عليه السلام عندما كتب الى عمر بن العاص:
من عبد الله على أمير المؤمنين إلى الابتر ابن الابتر عمرو بن العاص بن وائل ، شانئ محمد وآل محمد في الجاهلية والاسلام ، سلام على من اتبع الهدى ، أما بعد فإنك تركت مروءتك لامرئ فاسق مهتوك ستره، يشين الكريم بمجلسه ، ويسفه الحليم بخلطته ، فصار قلبك لقلبه تبعا، كما قيل : (وافق شن طبقه) فسلبك دينك وأمانتك ودنياك وآخرتك ، وكان علم الله بالغا فيك ، فصرت كالذئب يتبع الضرغام إذا ما الليل دجى ، أو أتى الصبح يلتمس فاضل سؤره ، وحوايا فريسته ، ولكن لا نجاه من لقدر ، ولو بالحق أخذت لادركت ما رجوت ، وقد رشد من كان الحق قائده ، فإن يمكن الله منك ومن ابن آكله الاكباد ، ألحقتكما بمن قتله الله من ظلمة قريش على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإن تعجزا وتبقيا بعد ، فالله حسبكما ، وكفى بانتقامه انتقاما ، وبعقابه عقابا ! والسلام .
وقال ابن الأثير: هذا مثلٌ للعَرَب يُضْرَب لكلِّ اثنين أو أمْرَين جمعتْهما حالةٌ واحدةٌ اتَّصف بها كلٌّ منهما . وأصلُه فيما قيل : إن شَنَّاً قبيلةٌ من عَبْد القَيْس وطبقا حيٌّ من إياد اتفَقُوا على أمْرٍ فقيل لهما ذلك لأن كلَّ واحدٍ منهما وافَقَ شَكله ونَظيِره . وقيل شَنٌّ : رجلٌ من دُهاة العربِ وطَبقة : امرأةٌ من جِنْسه زُوَّجت منه ولهما قصَّة . وقيل الشَّنَ : وعاء من أَدَم تَشَنَّن : أي أخْلَق فجعلوا له طَبَقا من فَوْقِه فوافقه فتكون الهاء في الأوّل للتأنيث وفي الثاني ضمير الشَّنّ .
4- قال عليه السلام :
(خلف رسول الله (صلى الله عليه وآله) فينا راية الحق من تقدمها مرق ومن تخلف عنها زهق ومن لزمها لحق دليلها مكيث الكلام بطئ القيام سريع إذا قام ألا إن مثل آل محمد كمثل نجوم السماء إذا خوى نجم طلع نجم).
قال ابن أبي الحديد في الشرح: أراد بذلك راية الحق الثقلان المخلفان بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهما الكتاب والعترة قال: يقول (عليه السلام): ” من خالفها متقدما لها أو متأخرا عنها فقد خرج عن الحق ومن لازمها فقد ما أصاب الحق ” ثم قال: ” دليلها مكيث الكلام ” يعني نفسه (عليه السلام)، لأن المشار إليه من العترة، وأعلم الناس بالكتاب، ومكيث الكلام: بطيئه ورجل مكيث أي رزين، والمكث: اللبث والانتظار.
فأما قوله عليه السلام: “مكيث الكلام” فإن قلة الكلام من صفات المدح وكثرته من صفات الذم .

 

شاهد أيضاً

[ يا أَيُّها الصَّدْرُ الشَّهِيدُ الْبَطَلُ ] – قصيدةٌ من ديوان السّباعيّ الذّهبيّ في الشّعر العربيّ

[ يا أَيُّها الصَّدْرُ الشَّهِيدُ الْبَطَلُ ] – قصيدةٌ من ديوان السّباعيّ الذّهبيّ في الشّعر ...