الرئيسية / القرآن الكريم / آفـــــة الحــفـــــظ – منتظر الاسدي

آفـــــة الحــفـــــظ – منتظر الاسدي

تعتبر آفة الحفظ مرضا ً روحیا ً ، وللشیطان یدٌ فی ذلك بشهادة الايات القرانية الكثيرة ( فانساه الشيطان … ) ( وما انسانیه الا الشیطان ….. ) .
وقد قسّم العلماء آفة “النسيان ” الى اربعة اقسام :-
الاول : نسيان ٌ لذكر الله تعالی سواء كان باللسان او بالقلب وبالجوارح.
ونسيان هذا الذكر له دورٌ سلبي علی عاقبة الانسان ، لان اللذين نسوا الله ينسيهم الله انفسهم فتؤول عاقبة امورهم الى الانحطاط والضلال.
واما القسم الثاني:هو الغفلة، فالغافلين يتربص بهم الشيطان ليوقعهم في فخّه وليكونوا فريسة جاهزة وأداة طائعة له،فالانسان الغافل دائما ما يقع فريسة للأهواء واختلاف الآراء،وهو امر له عواقبه الوخيمة وتكون نتيجته التخبط ثم الانصياع الى الشيطان.
واما القسم الثالث: فهو السهو وله انواع مختلفة ومراتب متنوعة : مثلا في الوضوء ، او في الصلاة ، او في قراءة القران الكريم ، بل وحتي السهو في التعامل مع الناس.
في المعاملات والعبادات وسائر الامور التي يزاولها الانسان في حياته اليومية
والقسم الرابع: فهو فقدان الذاكرة،وتقسم بدورها الى عدة اقسام:
الذاکرة البصرية وعلاقتها المباشرة مع الصور التي يراها الانسان اثناء تعامله في هذه الدنيا بصورة عامة، والسمعية التي تكون علاقتها المباشرة مع السمعيات بصورة عامة، وكذا الذوقية ، والشمّيّة،وهلم جرا حتى يصل به الامر الى التأثير على سائر جوارحه،وتكون مدعاة الى الانحراف في سائر الامور وتضفي عليه صبغة السلبية مع تعامله مع الله تعالى ومع نفسه ومع الناس وهذه هي الطامة الكبرى.

 
فالنسيان ،والسهو ، والغفلة ، وفقدان الذاكرة آفة خطرة وعائق يحول دون حفظ القرآن من قبل الحافظ للقران وتحول دون تقدمه وتطوره والمضي قدما الى الامام.
لذا ينبغي على الحافظ للقران الکریم ” ان يتجنب العوامل التي تقف في وجهه ومحاربة هذا المرض الروحي . وفي مقدمتها : المعاصي والذنوب – كل ٌ على درجات ايمانه – فانها تؤثرتأثیرا ً فاعلا ً في التقوى بشكل عام ، وفي عملية حفظ القران المجید بشكل خاص .
والى ذلك اشار الامام الصادق – ع – الى الرجل الذي شكى له قلة الحفظ :
شكوت الى الامام سوء حفظي * فارشدني الى ترك المعاصي
وقال إن علم الله نور * ونور الله لايُؤتى لعاصي
ولمّا كانت التقوى مجلبة للعلم (اتقوا الله ويعلمكم ) وهي نعمة إلآهية لايزيلها ولايذهبها الا المعاصي وان المعاصي تزيل النعم ، فلابد للحافظ ان يُحصّن ذاكرته بتقوى الله تعالى اولاً . وقد ورد في الحديث الشريف ان العلم نور يقذفه الله في قلب من يشاء من عباده.
وثانيا : ان يجددالحافظ للقران الکریم عزمه وهمته بالرجوع الى الحصص التي حفظها ، لان التكرار يساعد على الرسوخ والقوة للذاكرة ،لان العلم حرف والتكرار الف .
واما ثالثا : فلابد للحافظ ان يأتي بالصلاة على محمد وال محمد في ما بين الحصص في اوقات الاستراحة فهي افضل وانجع علاج لداء الحفظ وآفته “وقد جاء رجل الى الاما م علي – ع – وسأله : ما النسيان ؟ وكان الامام الحسن جالسا بجنب ابيه علیهم السلام ، فقال الامام علي – ع – أجبه يا ولدي : فبدأ الامام الحسن –ع- يشرح للسائل ويعدّد طبقات الدماغ ويقول : ان في الدماغ طبقات عدّة … الذاكرة والفاكرة والمتخيلة والخازنة و و…..الى ان قال والحافظة وآخر طبقة في الدماغ هي طبقة النسيان ولاتزال ولاتذهب هذه الطبقة الابذكر جدي رسول الله محمد صلى الله عليه وآله

شاهد أيضاً

قصيدة تلقى قبل أذان الصبح في حضرة الإمام الحسين عليه السلام في شهر رمضان المبارك

  أشرب الماءَ وعجّل قبل َأن يأتي الصباح  أشربَ الماءَ هنيئا أنهُ ماءٌ مباح أشربَ ...