الرئيسية / القرآن الكريم / شتان بين الطنطنة والطمأنة

شتان بين الطنطنة والطمأنة

قارئ القرآن الكريم هو الوسيلة والواسطة بين كتاب الله الاعظم وبين المستمع لهذا الكتاب المجيد .
حيث يقوم القارئ بتبديل الكلام الذي اُنزل من الله سبحانه وتعالى على قلب الرسول الاكرم محمد بن عبد الله ( ص وآله ) الى صوت يصوّر من خلاله المعاني التي ضمّتها تلك الكلمات في الايا ت الكريمات المثبتات في المصحف الشريف .
ولكل قارئ من القرّاء أسلوبه الخاص وطريقته الخاصة التي اخذها من اساتذته،سواء كان قد أخذها مباشرة من الاستاذ،او عن طريق الاجهزة الصوتية والمرئية.
وتقع على القارئ مسؤولية ايصال المعاني القرآنية للسامع على أتم وجه وبأمانة،لكي لا يخلّ في المعاني القرآنية.
وغير ذلك من الامور التي تخل بهيبة وعظمة القران الكريم الذي هو تبيان لكل شيء وهدى ورحمة ونورا للناس يخرجهم من الظلمات الى النور ويهديهم الى صراط العزيز الحميد ولمّا كانت الآيات خزائن أخفيت فيها الغرائب والعجائب ، لابد للقارئ أن ينظر الى هذه الخزائن ويستفيد مما فيها فعن علي بن الحسين عليه السلام قال : (آيات القرآن خزائن فكلما فتحت خزائنه ينبغي لك ان تنظرما فيها).
وشتان مابين الطنطنة والطمأنة :
بين صوتين نسمعهما من القرّاء الذين يقرؤن كتاب الله سبحانه وتعالى .
صوت الطنطنة :
صوت يشبه صوت الطنبور – كما جاء في معنى كلمة الطنطنة – وضرب العود ذي الاوتار مرّة بعد مرّة او الكلام الكثير والدندنة – كيف وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله (فضل القرآن على سائر الكلام كفضل الله على خلقه) .
وصاحب هذا الصوت –الطنطنة _ لعله من أهل النار بشهادة المعصوم عليه السلام.
كما أشار الى ذلك الامام علي بن ابي طالب عليه السلام حين التفت الى من كان معه وكان هذا الشخص يسمع كلام الله من المسجد المجاور له ، كان يستمع لتلاوة أحد القرّاء بصوت جميل .
فقال له الامام علي عليه السلام :ما مضمونه (قم ودَع هذا الذي يطنطن فأنه من أهل النار.(ألا لاخير في قراءة لاتدبر فيها ).
وفي الحديث الشريف عن المعصوم عليه السلام(رب تال للقرآن والقرآن يلعنه)فلماذا وجبت اللعنة على هذا الصنف من قرّاء القرآن الكريم وادخلوا النار بفعلهم؟اليس لأن اختلاف قلوبهم على القرآن،وإنهم يقولون ما لا يفعلون : كان السبب في لعنهم وإدخالهم النار؟وهذا قول النبي الاكرم صلى الله عليه وآله (اقرؤا القرآن مأتلفت عليه قلوبكم ، ولانت عليه جلودكم ، فإذا اختلفتم فلستم تقرأونه). إذن فالمطنطن ليس بقارئ للقرآن ، وهو من اهل النار .
وصوت الطمأنة :
وهو الصوت الذي ينتفع به صاحبه في صلاته و ليله و نهاره ، قد اختلط القرآن بلحمه ودمه
صوت يقرأ به القارئ فيذكر الله ذكرا تطمئن وتوجل به القلوب (ألا بذكر الله تطمئن القلوب)وتخشع به العيون،لان هذا القارئ يتعب نفسه بتلاوة القرآن ، ويطيل ليله بترتيله وتفيض عيناه إذا تهجد بآياته وهذا هو الذي يقول له الله يوم القيامة ( ابسط يديك فيملؤها من رضوان الله العزيز الجبار ، ويملأ شماله من رحمة الله ، ثم يقال هذه الجنّة مباحة لك فقرأ واصعد فاذا قرأ آية صعد درجة ) .
فهو لا يقرأ القرآن كالمطنطن..! ليقولون ان فلانا قارئ،ولا يقرأه ليطلب به الدنيا وزخرفها بل يبينه تبيانا يختلف اختلافا عن الشعر،ولا ينثره نثر الرمل ولكن ينبه بقراءته القلوب القاسية وتقشعر من قراءته الجلود لما يبشرهم برحمة الله،وينذرهم من عذاب الله.
ولم يكن همّه آخر السورة إذا قرأ،لانه مطمئن القلب،يقرأ باطمئنان،فيبعث في قلوب السامعين المنصتين له الامن والأمان والاطمئنان.

شاهد أيضاً

قصيدة تلقى قبل أذان الصبح في حضرة الإمام الحسين عليه السلام في شهر رمضان المبارك

  أشرب الماءَ وعجّل قبل َأن يأتي الصباح  أشربَ الماءَ هنيئا أنهُ ماءٌ مباح أشربَ ...