الرئيسية / الاسلام والحياة / حوارات اسلامية و بحوث هادفة – ” تقبيل قبور الأئمة (ع) وعتبة روضاتهم المقدسة “:

حوارات اسلامية و بحوث هادفة – ” تقبيل قبور الأئمة (ع) وعتبة روضاتهم المقدسة “:

قلت : إن جنابك تغالط في البحث ، إذ تفسر تقبيل العتبة بالسجود ، ثم تحمل ذلك الشرك بالله سبحانه !! وإذا كنتم في حضورنا تفسرون كلامنا هكذا ، فلابد في غيابنا وخاصة أمام أتباعكم من العوام والجاهلين ، تثبتون كفرنا !!

وأما الجواب : فإن الوارد في هذا الكتاب وغيره من كتب الزيارات يقول : إن الزائر تأدبا يقبل العتبة … ليت شعري بأي دليل تفسرون القبلة بالسجود ؟!

وأين ورد نهي عن تقبيل قبور الأنبياء وأوصيائهم وغيرهم من أولياء الله الصالحين ، وتقبيل أعتابهم المقدسة ؟! في القرآن الكريم ؟! أم في الحديث الشريف ؟!

ثم بأي دليل تعدون هذا العمل شركا بالله العظيم ؟!

والعجيب أن عوامكم يصنعون بقبر أبي حنيفة والشيخ عبد القادر أكثر مما تصنعه الشيعة بقبور أئمة أهل البيت (ع) .

وإني أشهد الله العلي العظيم فقد ذهبت يوما إلى قبر أبي حنيفة في بغداد ، في محلة الأعظمية ، فرأيت جماعة من أهل السنة الهنود ، سقطوا على الأرض كالساجدين وقبلوا التراب !!

وحيث إني لم أنظر إليهم بعين الحقد والعداء ، ولم يكن عندي دليل على أن عملهم كفر وشرك ، لم أنقل هذا الموضوع في أي مجلس ، ولم أنتقد عملهم ، بل تلقيته أمرا عاديا .

لأني أعلم أنهم ما وقعوا على الأرض بنية السجود لصاحب القبر ، وهذا أمر بديهي .

فاعلم يا شيخ ! وليعلم الحاضرون ! إن أي زائر شيعي عالم أو جاهل حاشا أن يسجد لغير الله تعالى ، وإن كلامكم على الشيعة : بأنهم يسجدون لأئمتهم ، كذب وافتراء علينا !!

وعلى فرض أن الزائر يجعل جبهته على التراب أمام القبر ، ولكن لما لم يقصد السجود لصاحب القبر وإنما يريد بذلك احترامه وإظهار محبته له ، لم يكن فيه بأس وإشكال .

الشيخ عبدالسلام : كيف يعقل أن يهوي إنسان إلى الأرض ويجعل جبهته على التراب ومع ذلك لا يكون عمله سجودا ؟!

قلت : لأن الأعمال بالنيات ، فإذا فعل أحد ذلك ولم ينوي السجود فلا نحسب عمله سجودا(49) كما فعل إخوان يوسف الصديق له ، ولم يمنعهم يوسف ولا أبوهم يعقوب من ذلك ، والله سبحانه يخبر بعملهم ويحكيه ولا يقبحه ، فيقول : ( ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا وقال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقّا )(50).

وكم من موضع من الذكر الحكيم يخبر الله عز وجل فيه عن سجود الملائكة لآدم بأمر منه سبحانه .

فحسب كلامكم ، فإن إخوة يوسف الصديق والملائكة كلهم مشركون ، إلا إبليس لأنه لم
يسجد !! والحال لم يكن كذلك ، وإنما جعل الله سبحانه اللعن على إبليس وأخرجه من الجنة .

وأما جوابي لجناب الحافظ ، وإن كان الوقت لا يتسع له ، ولكن أبينه باختصار

شاهد أيضاً

قصيدة تلقى قبل أذان الصبح في حضرة الإمام الحسين عليه السلام في شهر رمضان المبارك

  أشرب الماءَ وعجّل قبل َأن يأتي الصباح  أشربَ الماءَ هنيئا أنهُ ماءٌ مباح أشربَ ...