الرئيسية / من / الشعر والادب / العلامة الحلي يرثي الإمام الحسين عليه السلام

العلامة الحلي يرثي الإمام الحسين عليه السلام

أحسين مذ الحفاظ انتضاكا * كسر الموت جفنه عن شباكا
مستميتا رآك فارتاع حتى * ود رعبا بأنه ما رآكا
يا قتيلا ولا مرنة نبع * بشباها ولي ثار نعاكا
وإلى الان ما بكاك حميم * بحسام دما فروى صداكا

 

 
أكل اللوم هاشما بعد يوم * فيه سمر القنا شربن دماكا
وقال الامام يرثيه عليه السلام وهي من أوائل منظوماته :
تروم مقام العز والذل نازل * ولم يك في الغبراء منك زلازل
وترجو علا من دونها قدر القضا * وعزمك عن قرع المقادير نأكل

 

 
إذا كنت ممن يأنف الضيم فاعتصم * بعزم له قلب الحوادث ذاهل
وليس يزيل الضيم إلا أباته * ويرحض ( 153 ) عار الذل إلا المناضل
رم العز في الخضراء بين نجومها * وكن ثاقبا فيها وهن أوافل
وكن إن خلت منك الربوع وأوحشت * أنيس المواضي فهي منك أواهل

 

 
أما لك في شم العرانين إسوة * فتسلك ما سنته منها الأفاضل
بيوت علاهم في الحوادث ان دهت * قنا وضبا مشحوذة وقنابل
هم قابلوا في نصر مدرة ( 154 ) هاشم * أمية لما آزرتها القبائل
وأجروا بأرض الغاضرية أبحرا * من الدم لم تبصر لهن سواحل

 

 
بيوم كيوم الحشر والحشر دونه * أواخره مرهوبة والأوائل
مناجيب غلب من ذؤابة هاشم * وآساد حرب غابهن الذوابل
إذا صارخ الهيجا دهاهم تلملمت * لهم فوق آفاق السماء جحافل
وإن غيمت بالنقع شمت بوارقا * لهم غربها بالموت والدم هاطل

 

 
وللضاريات الصاغبات برزقها * قناهم بمستن النزال كوافل
وفي أكبد الابطال تغرس سمرهم * ومن دمها خرصانهن نواهل
لهم ثمرات العز من مثمراتها * فعزهم بين السماكين نازل
ولم ير يوم الطف أصبر منهم * غداة بها للموت طافت جحافل

 

 
وما برحت تلقى القنا بصدورها * إلى أن تروت من دماها العواسل
بنفسي بدورا من سما مجد غالب * هوت أفلا بالطعن وهي كوامل
ومن بعدهم يعسوب هاشم قد غدا * فريدا عن الدين الحنيف يقاتل
على سابح لم تعتلق بغباره * إذا ما جرى يوم الرهان الأجادل

 

 
عجبت لمن لم تستطع فوق ظهرها * على حمله الغبرا ، له المهر حامل
همام له عزم به الشم في الوغى * تعود أعاليهن وهي أسافل
نضى لقراع الشوس عضبا مهندا * تميل المنايا أينما هو مائل
وغادرهم في غربه جثما على * الثرى وبهم شغل من الموت شاغل

 

 
وما زال يرديهم إلى أن قضى على * ظما والمواضي من دماه نواهل
قضى بعد ما أعطى المهند حقه * ولا جسم إلا وهو للروح ( 155 ) ثاكل
وخلف عدنا كأفراخ طائر * تحوم عليها كل حين أجادل
وبالطف من عليا نزار عقائلا * أسارى ومن أجفانها الدمع هامل

 

 
بلا كافل تطوي المهامه في السرى * وأنى لها بعد ابن أحمد كافل
أمية هبي من كرى الشرك وانظري * فهل أسرت للأنبياء عفائل
فما للنساء المحصنات وللسرى * تجوب بها البيداء عيس هوازل
وما لبنيات الرسول وللظما * بقفر به للحر تغلي مراجل

 

 
فتحسب رقراق السحاب بموره * نطافا ومنها الماء في الأرض سائل
فتجهش من حر الضماء بركبكم ( 156 ) * ولم يك في استجهاشها الركب طائل
ألا يا لحاك الله فارتقبي وغى * يثور بها من غالب الغلب باسل
هو القائم المهدي يدرك ما مضى * من الثار فليهمل لك الثار هامل

 

 
طلوب فلو في مهجة الموت وتره * لشق إليه الصدر والموت نأكل
ينال بحد السيف ما هو طالب * ويمضي ولو أن المنية حائل
شروب بماضي الشفرتين دم العدى * وأجسامهم بالسمهرية آكل
أملتهم الكونين في فم عزمه * حنانيك ما في ذمنا الدهر طائل

 

 
متى يا رعاك الله ، طال انتظارنا * تقيم عماد الدين إذ هو مائل
وتجتاح قوما منهم كل شارق * تغولكم شرقا وغربا غوائل
وتصبح فيكم روضة الدين غضة * وتزهر منكم للأنام الخمائل
بني الوحي أهدى ( حيدر ) مدحة لكم * يدين لها ( قس ) بما هو قائل
فعذرا فاني ( بأقل ) إن أقل بكم * مديحا له قس الفصاحة ( بأقل )
وصلى عليكم خالق الخلق ما جرت * على رزئكم سحب الدموع الهواطل

شاهد أيضاً

[ يا أَيُّها الصَّدْرُ الشَّهِيدُ الْبَطَلُ ] – قصيدةٌ من ديوان السّباعيّ الذّهبيّ في الشّعر العربيّ

[ يا أَيُّها الصَّدْرُ الشَّهِيدُ الْبَطَلُ ] – قصيدةٌ من ديوان السّباعيّ الذّهبيّ في الشّعر ...