الرئيسية / الاسلام والحياة / في عدم مدخلية البلوغ في الإمامة ولا يضرها صغر السن

في عدم مدخلية البلوغ في الإمامة ولا يضرها صغر السن

في عدم مدخلية البلوغ في الإمامة ولا يضرها صغر السن في الكافي عن يزيد الكناسي قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام): أكان عيسى ابن مريم حين تكلم في المهد حجة الله على أهل زمانه؟ فقال: كان يومئذ نبيا حجة الله غير مرسل أما تسمع لقوله حين قال (إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني مباركا أينما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا)(17)

 

 

قلت: فكان يومئذ حجة الله على زكريا في تلك الحال وهو في المهد؟ فقال: كان عيسى في تلك الحال آية للناس ورحمة من الله لمريم حين تكلم فعبر عنها وكان نبيا حجة على من سمع كلامه في تلك الحال، ثم صمت فلم يتكلم حتى مضت له سنتان وكان زكريا الحجة لله عز وجل على الناس بعد صمت عيسى سنين(18)

 

 

ثم مات زكريا فورث ابنه يحيى الكتاب والحكمة وهو صبي صغير، أما تسمع لقوله عز وجل (يا يحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبيا)(19)

 

 

فلما بلغ عيسى سبع سنين تكلم بالنبوة والرسالة حين أوحى الله تعالى إليه فكان عيسى الحجة على يحيى وعلى الناس أجمعين، وليس تبقى الأرض يا أبا خالد يوما واحدا بغير حجة الله على الناس منذ يوم خلق الله آدم وأسكنه الأرض. فقلت: جعلت فداك أكان علي حجة من الله ورسوله على هذه الأمة في حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ فقال: نعم يوم أقامه للناس ونصبه علما ودعاهم إلى ولايته وأمرهم بطاعته، فكانت طاعة علي واجبة على الناس في حياة رسول الله وبعد وفاته، نعم ولكنه صمت فلم يتكلم مع رسول الله (صلى الله عليه وآله)

 

 

وكانت الطاعة لرسول الله على أمته وعلى علي في حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وكانت الطاعة من الله ومن رسوله على الناس كلهم لعلي بعد وفاة رسول الله وكان عليا حكيما عالما.(20) (وفيه) عن صفوان بن يحيى قلت للرضا (عليه السلام): قد كنا نسألك أن يهب لك أبا جعفر فكنت تقول يهب لي غلاما فقد وهب الله لك فقر عيوننا، فلا أرانا الله يومك، فإن كان كون فإلى من؟ فأشار بيده إلى أبي جعفر وهو قائم بين يديه. فقلت: جعلت فداك هذا ابن ثلاث سنين ! قال: وما يضره من ذاك شئ، قد قام عيسى بالحجة وهو ابن ثلاث سنين.(21)

 

 

 

 

(وفيه) عن بعض الأصحاب قلت لأبي جعفر الثاني: إنهم يقولون في حداثة سنك. فقال: إن الله تعالى أوحى إلى داود أن يستخلف سليمان وهو صبي يرعى الغنم فأنكر ذلك عباد بني إسرائيل وعلماؤهم، فأوحى الله إلى داود (عليه السلام) أن خذ عصا المتكلمين وعصا سليمان واجعلهما في بيت واختم عليهما بخواتيم القوم، فإذا كان من الغد فمن كانت عصاه قد أورقت فأثمرت فهو الخليفة، فأخبرهم داود (عليه السلام) فقالوا: رضينا وسلمنا.(22)

 

 

 

(وفيه) عن محمد بن إسماعيل بن بزيع: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن شئ من أمر الإمام فقلت: يكون الإمام ابن أقل من سبع سنين؟ فقال: نعم وأقل من خمس سنين.(23) (وفيه) عن الخيراني عن أبيه كنت واقفا بين يدي أبي الحسن بخراسان قال له قائل: يا سيدي إن كان كون فإلى من؟ قال: إلى أبي جعفر ابني فكأن القائل استصغر سن أبي جعفر (عليه السلام). فقال أبو الحسن: إن الله تبارك وتعالى بعث عيسى ابن مريم رسولا نبيا صاحب شريعة مبتدئة في أصغر من السن الذي فيه أبو جعفر.

 

 

 

 

(وفيه) قال علي بن حسان لأبي جعفر: يا سيدي إن الناس ينكرون عليك حداثة سنك، فقال: وما ينكرون من ذلك قول الله لقد قال الله لنبيه (قل هذه سبيلي ادعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني)(24) فوالله ما تبعه إلا علي وله تسع سنين وأنا ابن تسع سنين.(25) (وفيه) سئل الرضا (عليه السلام) عن الإمام يغسله الإمام قال: سنة موسى بن عمران(26)، حيث غسل أخاه هارون في التيه.(27) (وفيه) قيل للرضا: إن الإمام لا يغسله إلا الإمام. فقال: أما تدرون من حضر لعله قد حضره خير ممن غاب عنه الذين حضروا يوسف في الجب حين غاب أبواه وأهل بيته.(28)

شاهد أيضاً

قصيدة تلقى قبل أذان الصبح في حضرة الإمام الحسين عليه السلام في شهر رمضان المبارك

  أشرب الماءَ وعجّل قبل َأن يأتي الصباح  أشربَ الماءَ هنيئا أنهُ ماءٌ مباح أشربَ ...