الرئيسية / القرآن الكريم / تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة – للسيد شرف الدين

تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة – للسيد شرف الدين

بسم الله الرحمن الرحيم

الاهداء: إلى سدة مجدك يا رسول الله، يا مبين تأويل آياته الباهرات الظاهرات. يا من أنزل الله عليك الكتاب – كتابا، احكمت آياته، متشابها مثاني – (منه آيات محكمات هن ام الكتاب، واخر متشابهات). يا من اصطفاك الله رسولا للعالمين، واختصك بأحسن الحديث. يامن فضلت على المرسلين، واوتيت منه فضلا عظيما، إذ قال تعالى: (ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم) (1).

 

 

يا من نزل (عليك الكتاب تبيانا لكل شئ، وهدى، ورحمة) (2) (لتقرأه على الناس) (3) لتتلو عليهم آياته، تعلمهم الكتاب والحكمة (لتحكم بين الناس بما أراك الله) (4)، (لتبين للناس ما نزل إليهم) (5)(لتبين لهم الذي اختلفوا فيه) (6).

 

 

اليكم يا أهل بيت النبوة، وموضع الرسالة، يا أئمة الهدى (الاثنى عشر) يا من قرن الله طاعة رسوله وإياكم بطاعته، وفرض علينا طاعتكم، وعرفنا بذلك منزلتكم، حيث قال جل وعلا (… أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الامر منكم فان تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول… ذلك خير وأحسن تأويلا) (7)

 

 

 

وقال تعالى (ولو ردوه إلى الرسول وإلى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم..) (8). يامن أذهب الله عنكم الرجس وطهركم تطهيرا. يا من اصطفاكم لوراثة الكتاب، ونشر الرسالة، فقال عزوجل: (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا…) (9).

 

 

يامن آتاكم الله علم الكتاب كله، حيث قال عزوجل: (قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب) (10) وأنتم قلتم – وقولكم الحق -:

 

 

1) الحجر: 87. 2) النحل: 89. 3) الاسراء: 106. 4) النساء: 105. 5، 6) النحل: 44، 64. 7، 8) النساء: 59، 83).

 

انظر أيها القارئ اللبيب لماذا كرر الله عزوجل في آياته كلمتي: (أطيعوا) و (إلى) في (الرسول) دون (اولى الامر) ؟ أهو لضرورة لغوية، أدبية ؟ أم لافادة الوحدة بين الرسول وآله: اولى الامر الذين هم العترة الطاهرة ؟ أم ماذا ؟ (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل ابراهيم الكتاب) فتدبر، أو فاسأل به خبيرا. 9) فاطر: 32. 10) الرعد: 43، وقال تعالى: (قال الذى عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك… النمل: 40).

 

انظر: أين الذى عنده (علم من الكتاب) من الذى عنده (علم الكتاب) فتدبر. (*)

 

 

 

(نحن الراسخون في العلم، من عنده علم الكتاب، نعلم تأويل الايات) يا من أنزلكم الله منزلة رفيعة، وجعلكم نقباء للنبوة، بعدد نقباء بني إسرائيل (1) الذين أورثهم الله الكتاب، يا من اختصكم الله بنبيه، فجعلكم نفسه وأبناءه، حيث قال تعالى: (فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكاذبين) (2).

 

 

 

يا من قرنكم الرسول بكتاب الله حيث قال – وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى -: (إني مخلف فيكم الثقلين: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا من بعدي أبدا). فيا أبناء رسول الله، وأولاد ريحانته، وأقرباءه، شعاركم ما قال تعالى فيكم: (… آت ذا القربى حقه) (3) و (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) (4) صلى الله عليكم بما صبرتم فيما ارزيتم من أعدائكم، وقلتم (إنا لله وإنا إليه راجعون) إليكم هذا الجهد المقل، المتواضع، راجين الاثابة يوم نلقاكم، وأنتم لنا شفعاء وعنا راضون. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

شاهد أيضاً

قصيدة تلقى قبل أذان الصبح في حضرة الإمام الحسين عليه السلام في شهر رمضان المبارك

  أشرب الماءَ وعجّل قبل َأن يأتي الصباح  أشربَ الماءَ هنيئا أنهُ ماءٌ مباح أشربَ ...