الرئيسية / شخصيات اسلامية / العلماء ورثة الانبياء

العلماء ورثة الانبياء

الشيخ علي بن حسين بن علي بن محمد بن عبد العالي الكركي العاملي ،
المعروف بالمحقق الثاني
ذكره في الأصل ( 3 ولم يوف حق ترجمته ، مثل أنه قتل شهيدا كما حكاه
في الرياض عن الشيخ العلامة الحسين بن عبد الصمد والد الشيخ البهائي
” ره ” ، ثم قال : والظاهر أنه قد كان بالسم المستند إلى بعض أولياء الدولة ( 4 .
أقول : قال ابن العودي : توفي مسموما ثاني عشر ذي الحجة سنة 960 5 ) وهو في الغري على مشرفه السلام . انتهى 6 ) .
ويساعده ما ذكره مؤرخو ذلك العصر من عداوة جماعات من أعيان رجال
الدولة وعلماء الحكمة والقضاة مع الشيخ قدس سره ، ولهم في ذلك حكايات ،
وله معهم مناظرات وكرامات أخرجها صاحب الرياض يطول المقام بذكرها .
ونص حسن بيك في تاريخه أنه بعد خواجة نصير الطوسي ما سعى أحد
من العلماء حقيقة مثل ما سعى الشيخ علي الكركي في اعلاء أعلام المذهب
الجعفري وترويج دين الحق الاثني عشري ، قال : وكان له في منع الفجرة
والفسقة وزجرهم وقلع القوانين المبدعة بأسرها وفي إزالة الفجور والمنكرات
وإزالة الخمور والمسكرات واجراء الحدود والتعزيرات وإقامة الفرائض
والواجبات والمحافظة على إقامة الجمعات والجماعات والبيان لمسائل الصلوات
والعبادات وتعاهد أحوال أئمة الجماعة والمؤذنين ودفع شرور الظالمين
والمفسدين وزجر المرتكبين للفسوق والعصيان وردع المبتدعين لخطوات
الشيطان مساعي بليغة ومراقبات شديدة ، وكان يرغب عامة الناس في تعلم شرائع
الدين ومراسم الاسلام ويصمم عليهم بطريق الالزام والابرام 1 ) .
أقول : حتى صار يلقب بالشيخ المروج ، ويصفه الشهيد الثاني ” ره “
بالامام المحقق نادرة الزمان ويتيمة الأوان .
وقد تواتر أن الشاه طهماسب الصفوي جعل أمور المملكة بيده وكتب
رقما إلى جميع الممالك بامتثال أمره ، وأن أصل الملك انما هو له لأنه نائب
الامام ، وأخرج المولى عبد الله في رياض العلماء ذلك الرقم ، وهو طويل
بالفارسية وان منصوب الشيخ منصوب لا يعزل ومعزوله معزول لا يستخدم ، وصار
الشيخ يكتب الاحكام والرسائل إلى الممالك الشامية إلى عمالها وحكامها قوانين
العدل وكيفية سلوكهم مع الرعية وكيفية أخذ الخراج ، وأمر أن يقرأ في
كل بلد وقرية شرائع الدين ودبر في قطع يد المخالفين لئلا يضلوا المؤمنين
ويجاهر في ابطال طريقة المخالفين بالأدلة والبراهين ، حيث كانت بلاد إيران
مشحونة منهم على طريقتهم حتى ظهر الحق وانقاد الكل إلى المذهب الحق .
وربى في مدة يسيرة ما يزيد على أربعمائة مجتهد ، لأنه ورد إيران في
أيام سلطنة الشاه طهماسب ، ونص حسن بيك في تاريخه أن وفاته كانت بعد
مضي عشرة أعوام من أيام سلطنة الشاه طهماسب المبرور ، فلا بد أن يكون أقل
من عشر سنين . وهذا عجيب .
قال العلامة المجلسي : وللشيخ مروج المذهب نور الدين حشره الله مع
الأئمة الطاهرين حقوق على الايمان وأهله أكثر من أن يشكر على أقله .
انتهى .
وأما في العلم فهو المحقق الثاني وكل من تأخر عنه عيال عليه ، حتى الشهيد
في المسالك فإنها في المعاملات مأخوذة من جامع المقاصد كما لا يخفى على
الممارس ، وكذلك المقاصد العلية ، فان للمحقق شرحا على الألفية كبير وصغير ،
ولم يذكر في الحاشية .
وله غير ما ذكر في الأصل كتاب ” المطاعن ” ، ورسالة ” النجمية ” في
الكلام ، ورسالة في ” العدالة ” ، ورسالة في ” الغيبة ” ، و ” حاشية على تحرير
العلامة ” ورسالة في ” الحج ” ، و ” حواشيه على الدروس ” وعلى الذكرى ،
وله رسالة في ” الكر ” ، ورسالة في ” الجبيرة ” ، ورسالة في ” تعقيبات الصلاة ” ،
ورسالة في ” حرمة تقليد الميت وحرمة البقاء على التقليد بعد موته ” إلى غير
ذلك من الرسائل وأجوبة المسائل في أكثر أبواب الفقه .
وكانت وفاته في النجف الأشرف ثامن عشر ذي الحجة الحرام سنة أربعين
بعد الألف من الهجرة . وقد وهم صاحب الأصل في تاريخ وفاته حيث ذكر
أنها سنة سبع وثلاثين وتسعمائة 1 ) .
كان رحل في أول أمره إلى مصر وأخذ عن علمائها بعد ما أخذ عن علماء
الشام ، وبعد ذلك توجه إلى العراق وسكن النجف وأخذ في التدريس والتصنيف ،
ولما ظهرت الدولة الصفوية ظهورا تاما عزم على التوجه إلى إيران لترويج
الدين ، فتوجه في أيام السلطان الشاه إسماعيل الصفوي فدخل عليه وهو بهراة ،
فأكرمه وعرف قدره ، وكان له عنده المنزلة العظيمة ، وعين له وظائف وإدارات
كثيرة ببلاد العراق ، ومات الشاه إسماعيل وقام مقامه الشاه طهماسب ، فمكن
الشيخ من إقامة الدين على ما سمعته آنفا من احياء مراسم المذهب الأنور ، وهو
الذي سهل لأهل العلم سبل النظر والتحقيق وفتح لهم أبواب الفكر والتدقيق .
قدس الله روحه الزكية وحشره مع سادات البرية 1 ) .

شاهد أيضاً

[ يا أَيُّها الصَّدْرُ الشَّهِيدُ الْبَطَلُ ] – قصيدةٌ من ديوان السّباعيّ الذّهبيّ في الشّعر العربيّ

[ يا أَيُّها الصَّدْرُ الشَّهِيدُ الْبَطَلُ ] – قصيدةٌ من ديوان السّباعيّ الذّهبيّ في الشّعر ...