الرئيسية / الاسلام والحياة / أحاديث في الترغيب في حضور القلب

أحاديث في الترغيب في حضور القلب

وعن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : ” يا أبا ذر ركعتان مقتصدتان في تفكر خير من قيام ليلة والقلب ساه ( لاه ) ” والاحاديث في هذا الباب كثيرة وهذا المقدار كاف لارباب القلوب اليقظة وأصحاب الاعتبار . ( قال المحدث الجليل الفيض الكاشاني .. إن قيل : المستفاد من هذه الآيات والاخبار أن الصلاة من يغفل عما يقول فيها ويفعل ، ليست مقبولة إلا بقدر ما أقبل عليه منها . والفقهاء لم يشترطوا إلا حضور القلب عند التكبير والتوجّه عنده. فكيف التوفيق ، وأيضا فإن المصلّي في صلاته ودعائه مناج ربّه كما هو معلوم .

 

 

 

وقد ورد في الخبر أيضا ، ولا شكّ أن الكلام مع الغفلة ليس بمناجاة ، والكلام إعراب عما في الضمير ولا يصحّ الاعراب عمّا في الضمير الا بحضور القلب فأي سؤال في قوله اهدنا الصراط المستقيم اذا كان القلب غافلا ولا شك ان المقصود من القراءة والاذكار ، الحمد والثناء والتضرع والدّعاء . والمخاطب هو الله تعالى وقلب العبد بحجاب الغفلة محجوب عنه فلا يراه ولا يشاهده بل هو غافل عن المخاطب ولسانه يتحرك بحكم العادة . فما أبعد هذا عن المقصود بالصلاة التي شرّعت لتصقيل القلب وتجديد ذكر الله ورسوخ عقد الايمان بها هذا حكم القراءة والذكر ، وأما الركوع والسجود فالمقصود التعظيم بهما قطعا . والتعظيم كيف يجتمع مع الغفلة ؟ واذا خرج عن كونه تعظيما لم يبق الا مجرّد حركة الظهر والرأس وليس فيه من المشقة ما يقصد الامتحان به ثم يجعل عماد الدين والفاصل بين الكفر والاسلام ويقدّم على ساير العبادات ويجب القتل بسبب تركه على الخصوص .

 

 

فاعلم أن بين القبول والاجزاء فرقا ، فإن القبول من العبادة ما يترتب عليه الثواب في الآخرة وتقرّب إلى الله زلفى ، والأجزاء ما يسقط التكليف عن العبد وان يثب عليه ، والناس مختلفون في تحمّل التكلف ، فالتكليف انما هو بقدر حوصلة الخلق وقابليتهم في سعتهم وقصورهم ، فلا يمكن أن يشترط عليهم جميعا إحضار القلب في جميع الصلاة فإن ذلك يعجز عنه كل البشر الا الأقلين ،

 

 

وغذا لم يكن اشتراط الاستيعاب للضرورة فلا مردّ له إلا ان يشترط منه ما يطلق الاسم ولو في اللحظة الواحدة وأولي الخطاب به لحظة التكبير والتوجّه فاقتصر على التكليف بذلك ، ونحن مع ذلك نرجو ان لا يكون حال الغافل في جميع صلاته مثل حال التارك بالكلية فإنه على الجملة أقدم على الفعل ظاهرا وأحضر للقلب لحظة ، وكيف لا والذي صلى مع الحديث ناسيا ، صلاته باطلة عند الله ولكن له أجر ما بحسب فعله وعلى قدر تصوّره وعذره، وقد ذكرنا في باب العقائد في الفرق بين العلم الباطن والظاهر ان قصور الخلق أحد الاسباب المانعة عن التصريح بكل ما ينكشف من أسرار الشرع .

وحاصل الكلام أن حضور القلب هو روح الصلاة وان أقل ما يبقى به الروح الحضور عند التكبير ، فالنقصان منه هلاك وبقدر الزيادة عليه يبسط الروح في أجزاء الصلاة ، وكم من حيّ لا حراك به قريب من الميت . فصلاة الغافل في جميعها إلاّ عند التكبير حيّ لا حراك به.

شاهد أيضاً

قصيدة تلقى قبل أذان الصبح في حضرة الإمام الحسين عليه السلام في شهر رمضان المبارك

  أشرب الماءَ وعجّل قبل َأن يأتي الصباح  أشربَ الماءَ هنيئا أنهُ ماءٌ مباح أشربَ ...