الرئيسية / الاسلام والحياة / في بيان الدواء النافع في علاج كون الخيال فرار

في بيان الدواء النافع في علاج كون الخيال فرار

نعم انهم عليهم السلام ليسوا مخالفين على الاطلاق ، فإن المخالفة على الاطلاق مخالفة للنظام الأتمّ .

وبالجملة نحن لما أحسسنا الاحتياج إلى الدنيا وجدناها رأس مال

{ 98 }

للحياة ومنبعا للّذات نتوجّه اليها ونسعى في تحصيلها فاذا آمنّا بالحياة الاخرة وأحسسنا أنا محتاجون إلى العيش هناك والعبادات كلها والصلاة على الخصوص رأس مال للعيش في ذلك العالم ومنبع لسعادات تلك النشأة فلا محالة نسعى في تحصيله ولا نجد لانفسنا في هذا السعي والاجتهاد أي تعب أو مشقة أو تكلّف ، بل نكون في صدد تحصيله مع الاشتياق والشوق الكامل ونحصّل شرائط حصوله و قبوله بإقبال من أرواحنا وقلوبنا ،

 

 

 

فهذه البرودة التي فينا إنما هي من برودة أشعة الايمان وهذا الوهن الذي نجده انما هو من وهن أساس الايمان ولو كانت أخبار الأنبياء والأولياء عليهم السلام وبراهين الحكماء والعرفاء عليهم الرضوان أوجدت في أنفسنا مجرد الاحتمال بالصدق لكان اللازم علينا أن نقوم بالامر ونجتهد في تحصله بأحسن مما نحن فيه ولكن مع الآلاف من الاسف فإن الشيطان قد تسلّط على باطننا وتصرّف بمجامع قلوبنا ومسامع باطننا وهو لا يدع كلام الحق وأنبيائه وكلمات العلماء ومواعظ الكتاب الالهي تصل إلى سمعنا ، فسمعنا الان إنما هو السمع الحيواني الدنيوي ومواعظ الحق تعالى لا تتجاوز الحد الظاهر ، ولا تصل إلى الباطن ، وذلك لمن كان له قلب أو القى السمع وهو شهيد.

 

 

 

ومن الوظائف المهمة للسالك إلى الله والمجاهد في سبيل الله ان يرفع اليد بالكلية في خلال مجاهدته وسلوكه عن الاعتماد على نفسه ويكون بجبلته متوجها إلى مسبّب الاسباب وبفطرته متعلقا بمبدأ المبادئ ويتطلب من ذاته المقدسة العصمة والحفظ ويعتمد على تأييد ذاته الاقدس ويتضرع في خلواته إلى حضرته ويطلب إصلاح حاله مع كمال الجد في الطلب منه تعالى فانه لا ملجأ دون ذاته المقدسة والحمد لله .

شاهد أيضاً

قصيدة تلقى قبل أذان الصبح في حضرة الإمام الحسين عليه السلام في شهر رمضان المبارك

  أشرب الماءَ وعجّل قبل َأن يأتي الصباح  أشربَ الماءَ هنيئا أنهُ ماءٌ مباح أشربَ ...