الرئيسية / الاسلام والحياة / الآداب المعنوية للصلاة – في نبذة من آداب الوضوء الباطنية والقلبية

الآداب المعنوية للصلاة – في نبذة من آداب الوضوء الباطنية والقلبية

فمن ذلك ما ورد عن الامام الرضا (هو الامام الثامن من أئمة الهدى بضعة سيد الورى مولاي علي بن موسى الرضا صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين المعصومين ، ولد عليه السلام حادي عشر ذي القعدة يوم الخميس أو يوم الجمعة بالمدينة سنة 148 ثمان وأربعين ومئة بعد وفاة جدّه الصادق عليه السلام بأيام قليلة ومكارم أخلاقه ومعالي أموره أكثر من أن تحصى وتذكر فعن ابراهيم بن العباس

 

 

قال : ما رأيت أبا الحسن الرضا عليه السلام جفا أحدا بكلامه قطّ ولا اتّكى بين يدي جليس له قطّ ولا رأيته شتم أحدا من مواليه ومماليكه قطّ ولا رأيته تفل قط ولا رأيته يقهقه في ضحكه قط بل كان ضحكه التبسّم وكان اذا خلا ونصبت مائدته أجلس معه على مائدته مماليكه حتى البواب والسايس ، وكان عليه السلام قليل النوم باليل كثير السهر يحيي أكثر لياليه من أولها إلى الصبح وكان كثير الصيام فلا يفوته صيام ثلاثة أيام في الشهر ويقول ذلك صوم الدهر . وكان عليه السلام كثير المعروف والصدقة في السرّ وأكثر ذلك يكون منه في الليالي المظلمة فمن زعم أنه رأى مثله في فضله فلا تصدقوه ( انتهى ) .

وقبض ابو الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام في آخر صفر كما اختاره ابن الاثير والطبرسي والسيد الشبلنجي من سنة 203 ( رج ) ثلاثة ومئتين وهو ابن خمس وخمسين سنة وتوفي بطوس في قرية يقال لها سناباد من نوقان على دعوة ودفن بها صلوات الله عليه . وكتب المأمون إلى أهل بغداد وبني العباس والموالي يعلمهم بموته عليه السلام وانّهم انّما نقموا ببيعته وقد مات وسألهم الدخول في طاعته فكتبوا اليه أغلظ جواب .

وقال الصدوق : ولعلي بن أبي عبدالله الخوافي يرثي الرضا عليه السلام :

يا أرض طوس سقاك الله رحمته ***  ماذا حويت من الخيرات ياطوس

طابت بقاعك في الدنيا وطاب بها ***  شخص ثوى بسنا آباد مرموس

شخص عزيز على الاسلام مصرعه ***     في رحمة الله مغمور ومغموس

ياقبره أنت قبر قد تضمّنه    *** حلم وعلم وتطهير وتقديس

فخرا بانك مغبوط بــجثّته     *** لملائكة الابرار محروس )

عليه السلام : ” انما أمر بالوضوء ليكون العبد طاهرا اذا قام بين يدي الجبّار وعند مناجاته ايّاه مطيعا له فيما أمر نقيّا من الارجاس والنجاسة مع ما فيه من ذهاب الكسل وطرد النعاس وتزكية الفؤاد للقيام بين يدي الجبّار ” .

فبيّن عليه السلام إلى هنا النكتة ( النُكتهْ : المسألة العلمية الدقيقة ، يُتَوَصَلُ اليها بدقة ، وانعام فكر ( المعجم الوسيط ) ( الناشر)) من أصل الوضوء ونبّه اهل المعرفة وأصحاب السلوك بأن للوقوف في محضر الحق جلّ وعلا وللمناجاة مع قاضي الحاجات آدابا لابد أن تلاحظ حتى أنه مع القذارات الصورية والكثافات وكسالة العين الظاهرة ايضا لا يحضر في ذلك المحضر فكيف اذا كان القلب معدنا للكثافات ومبتلىً بالقاذورات المعنوية التي هي أصل القذارات مع أن في الرواية : ” ان الله تعالى لا ينظر إلى صوركم بل ينظر إلى قلوبكم ”

شاهد أيضاً

ليلة القدر .. بين اصلاح الماضي و رسم المستقبل

أشار العالم الديني و استاذ الاخلاق الزاهد الفقيد الراحل سماحة آية الله مجتبي طهراني ، ...