الرئيسية / الاسلام والحياة / الآداب المعنوية للصلاة – في الغسل وآدابه القلبية

الآداب المعنوية للصلاة – في الغسل وآدابه القلبية

       وظاهر هذه الاحاديث وان كان عند أهل الظاهر هو أن النطفة لما كانت تخرج من جميع البدن فوجب غسل جميعه . وهذا مطابق لرأي جمع من الاطباء والحكماء الطبيعيين ولكن تعليله عليه السلام بأكل الشجرة كما في الحديث الأول ونسبة الجنابة إلى النفس كما في الحديث الثاني يفتح طريقا إلى المعارف لأهل المعرفة والإشارة لأن قضية الشجرة و أكل آدم منها من أسرار علوم القرآن وأهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام ، و كثير من المعارف مرموز فيها ، ولذا جعلوا عليهم السلام في الاحاديث الشريفة قضية آدم ، والاكل من الشجرة علّة لتشريع كثير من العبادات ومن جملتها باب الوضوء والصلاة والغسل وصوم شهر رمضان وكونه ثلاثين يوما وكثير من مناسك الحج ، وفي نيّتي منذ سنين أن أفرد رسالة في هذا الباب ولكن الاشتغالات الاخر منعتني عن ذلك ، وأسأل الله تعالى التوفيق والسعادة لذلك .

 

 

 

       وبالجملة ، فأنت يا ابن آدم وقد جعلت بذرا للّقاء وخلقت للمعرفة واصطفاك الله تعالى لنفسه وخمّرك بيدي جماله وجلاله وجعلك مسجودا للملائكة ومحسودا لابليس اذا أردت أن تخرج عن جنابة أبيك الذي هو أصلك وتليق للقاء حضرة المحبوب وتحصل استعدادا للوصول إلى مقام الانس وحضرة القدس فلا بد لك من أن تغسل باطن قلبك الذي هو محفل لجناب الجميل وجمال الجليل عن حب الدنيا وشؤونها الخبيثة التي هي رجز الشيطان فان جنة لقاء الحق تعالى محل الاطهار ولا يدخل الجنة الا الطيب .

 

 

 

* شست وشوئي كن وآنكه بخرابات خرام * . ( مصراع من بيت للشاعر العارف الحافظ الشيرازي يقول :

تنظف عن القذارات ثم ىقصد الخرابات . الخرابات في الادب الفارسي محل اجتماع السكارى وفي الادب العرفاني يعبّر به عن مجتمع المجذوبين والمصعوقين من تجليات الجلال والجمال ).

 

 

شاهد أيضاً

قصيدة تلقى قبل أذان الصبح في حضرة الإمام الحسين عليه السلام في شهر رمضان المبارك

  أشرب الماءَ وعجّل قبل َأن يأتي الصباح  أشربَ الماءَ هنيئا أنهُ ماءٌ مباح أشربَ ...