الرئيسية / الشهداء صناع الحياة / 57 الشهيد عباس أحمد حبيب

57 الشهيد عباس أحمد حبيب

 57 ــ أبوعمار الربيعي
من مواليد مدينة بغداد — الكرادة الشرقية، نشأ في بيت تربى فيه على حب أهل البيت عليهم‌السلام، فعاش رضوان‌الله‌تعالى‌عليه محبا للإسلام، منتهجا نهج سيد الشهداء عليه‌السلام، لما يملكه من إيمان وفطرة سليمة، النهج والسلوك الذي قاده في نهاية المطاف إلى نيل تلك الدرجة الرفيعة.
عانى مع وأسرته الكثير من ممارسات أزلام النظام بسبب كون بيتهم بالقرب من القصر الجمهوري، فكانوا بشكل دائم تحت أنظار ومراقبة الأجهزة الأمنية، كما أن لتردده على المساجد والحسينيات في المنطقة، ولكون بيته لايبعد كثيرا عن بيت الشهيد الشيخ عارف البصري فكان تحت رقابة مشددة من قبل رجال الأمن.
عاش أجواءَ أسرة رفضت الحرب المعلنة ضد الجمهورية الإسلامية، ويعني ذلك في عرف العفالقة المجرمين إعلان الحرب ضدهم، ونتيجة تلك المواقف أقدم نظام الجريمة على إعدام فاضل أحد إخوة أبي عمار على باب داره لرفضه الاشتراك في محرقة صدام المقبور.
أجبر مع عشرات الآلاف من أبناء العراق على الإشتراك في الحرب التي شنها النظام البعثي على الجارة إيران، تلك الحرب التي لاناقة لهم فيها ولاجمل، وكان رافضا لها أشد الرفض، لذا أخذ يفكر بالخلاص ويبحث عن المخرج من ذلك، ومن خلال تواجده في الجبهة سنحت له الفرصة لترك معسكر يزيد والالتحاق بمعسكر الحسين عليه‌السلام.
التحق بالمجاهدين في قوات بدر ضمن الدورة الثانية بتاريخ1/6/1983م، وبعد انتهائها شارك بواجب جهادي على مشارف مدينة البصرة، ثم انتقل إلى هور الحويزة مشاركا في كل العمليات التي نفذها المجاهدون هناك.
عُرف بحرصه الشديد على أداء الواجب، والالتزام الدقيق بالأوامر الصادرة إليه، وأمانته مع توكله المستمر على الباري سبحانه، فكان يقول دائما من يتوكل على الله فهو حسبه.
امتاز أبوعمار بأخلاقه الكريمة وسماحة نفسه الطيبة، وحلو منطقه مع إخوته المجاهدين، وكان يقدم العون والمساعدة لهم في كل عمل يقومون به، وهي صفة عُرف بها في فوج الشهيد الصدر، وكان كثيرا ما يردد الآية الكريمة ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى﴾ فهو لايألوا جهدا في هذا المجال، متقربا بذلك إلى الله سبحانه راجيا ثوابه ومغفرته، كان متوكلا على الله سبحانه في كل أعماله، لذا كان يوفق في مهمته وعمله، وكان تعلقه بأهل البيت ينعكس على أخلاقه وسلوكه العملي والإقتداء بسيرتهم والتأدب بآدابهم والانتهال من معينهم الصافي الرقراق، والسير على نهجهم نهج الشهادة الحسيني، فتجلى ذلك بتضحيته وفدائه وتفانيه في سبيل الله، في عمليات حاج عمران يوم26 ذي الحجة 1406ه‍.ق المصادف يوم1/9/1986م، فقد كان على رأس مجموعة الصولة التي تفتح الطريق لبلوغ الهدف، فما كان منه إلا أن رمى بنفسه على الألغام ليكون جسرا لعبور المجاهدين، فتناثر جسمه وعرجت روحه الزاڪية إلى ربها راضية مرضية، لتفوز بمقعد صدق عند مليك مقتدر.
ومن وصيته رحمه‌الله (يا إخوتي إنكم تعلمون أن لنا أعراضا ونساء شريفات وعفيفات يُنتهكن في سجون البعث الرهيبة، وتعلمون أن لنا إخوة معتقلين يلاقون أشد أنواع التعذيب الوحشي والجسدي والنفسي، هؤلاء كلهم ينتظرون الفرج، ينتظروننا لكي نحررهم من ظلم صدام المجرم، اليتامى والثكالى وجميع المعذبين يستصرخوننا لإنقاذهم من هذا الجلف الجافي والكابوس الجاثم على صدر العراق الحبيب، عراق الشهيد الصدر وأخته بنت الهدى، فهبوا لنصرة الله وهؤلاء المستضعفين ﴿مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا ﴾ (النساء: من الآية75) اتحدوا وعبئوا جميع القوى لمحاربة هذا الطاغوت…)
سلام عليه يوم ولد ويوم أستشهد ويوم يُبعث حيا

شاهد أيضاً

قصيدة تلقى قبل أذان الصبح في حضرة الإمام الحسين عليه السلام في شهر رمضان المبارك

  أشرب الماءَ وعجّل قبل َأن يأتي الصباح  أشربَ الماءَ هنيئا أنهُ ماءٌ مباح أشربَ ...