الرئيسية / الشهداء صناع الحياة / 58 الشهيد عصام عزيز عبد الحسين

58 الشهيد عصام عزيز عبد الحسين

 58 ــ أبوعمار الناصح
في محافظة الناصرية — ناحية قلعة سكر عام1956م، ولد في أسرة مؤمنة، غذته الأخلاق الفاضلة ومحبة أهل البيت‌عليهم‌السلام، فنشأ مؤمنا همّه الإسلام والدفاع عن حياضه.
بعد أن ألقى الستار الحديدي لحكم العفالقة وليله الحالك بكلكله على صدر العراق، عاش عصام مجاهدا تلاحقه قوى الأمن.
اعتقل عدة مرات فاضطر إلى ترك دراسته في المعهد الفني بقسم المحاسبة.
عرفته مدينته والمدارس التي درس فيها شابا مؤمنا سخَّر كل كيانه للإسلام، وهذا معناه في عُرف العفالقة إعلان الحرب على الطاغوت وحزبه المشؤوم. ينقل عنه الشهيد أبومصطفى الأمجدي( ) قوله (ضاقت عليَّ الأرض بما رحبت بعد مضايقتي من قبل أزلام النظام الجائر فأصبحتُ شريدا بلا مأوى، فكنت أبات ليلي مرة في بيوت الأقرباء أو الأصدقاء وأخرى في محطات القطار أوفي مواقف السيارات وأنا انتقل من محافظة إلى أخرى…) عانى الكثير من السلطة الجائرة إلا أنه كان صابرا محتسبا متطلعا إلى الفرج القريب من لدنه سبحانه وتعالى.
اتخذ قرار الهجرة إلى الجمهورية الإسلامية في إيران بتاريخ21/3/1982م، عبر كردستان ليصل إلى مدينة سردشت الإيرانية بتاريخ28/3/1982م، ولم تكن هجرته إليها لطلب الراحة والدعة والعافية، وهو يعلم أن العراق ومأساته من جراء حكم العفالقة تحتاج إلى كل الجهود لتعجيل النصر وتخليصه من براثن البعثيين الذين عاثوا فيه فسادا وجورا. فشمّر عن ساعد الجد والمثابرة وألقى بكل ثقله في سوح الجهاد والصبر والثبات لأجل تلك الأهداف المباركة، وهي نصرة الحق ومحاربة الطاغوت فشهدت له سوح الجهاد مع قوات الشهيد الصدر بالصمود والمرابطة من جنوبها إلى شمالها، بذلك الإخلاص الذي لامثيل له والصبر الذي لاحدود له والثبات الذي لانظير له.
انتقل إلى قوات بدر بتاريخ22/1/1984م، فكان له الدور الفعال والبارز في العمليات التي خاضها المجاهدون في الأهوار، شغل فيها مسؤولية معاون استخبارات لواء بدر ثم مسؤولا لحركاته، وبعدها مسؤولا لأحد محاور عمليات كربلاء الثانية، التي نفذها المجاهدون في منطقة حاج عمران بتاريخ1/9/1986م، والتي سطّروا فيها أروع الملاحم والبطولات. عُرف فيها بشجاعتة وإقدامه وعدم اڪتراثه بالعدو حتى اختاره الله إلى دار رحمته وختم ذلك العمر الشريف الذي نذره للإسلام وباعه للباري تعالى بأغلى الأثمان، إذ أصابته قذيفة غادرة وقعت على صدره الشريف فمزقته إربا إربا، ولولا وجود بعض المجاهدين بقربه لكان في عداد المفقودين.
ومن وصيته رحمه‌الله‌تعالى (إنني أخذت العهد على نفسي والحمد لله، أن أسير في الطريق لتلبية النداء الإلهي والصرخة الخمينية المدوية التي رفعتنا نحن المستضعفين وأركست أعداءنا المستكبرين إلى جهنم وبئس الورد المورود. العهد صفة الله فما أحرانا نحن المؤمنون بالالتزام والوفاء بالعهد. ألم يكن الإيمان هو الوفاء بالعهد، لقد أُلقيت الحجة علينا في هذا اليوم ولامهرب منها سوى السير لتحقيق أهداف الرسالة. لم يكن علي ولاعمار ولاحجر ولاالصدر يبغون الدنيا في حياتهم، طلّقوها إلا أن يقيما حدود الله، إنهم مَثَلَنا في الدنيا. هذا هو الطريق قد فتحوه بالدماء الطاهرة وأشاروا إليه بالأصابع الحمراء، هذا هو طريق الحق والإيمان. أيها الأحرار والشرفاء من أبناء عراقنا الجريح ألم تسمعوا أصوات الثكالى أصوات اليتامى، إخوانكم في السجون يئنون تحت سياط الجلادين، وهتكت الأعراض، ارحموا أنفسكم أولا، ارحموا الأيتام ارحموا الثكالى…).
سلام عليك أباعمار يوم ولد ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا

شاهد أيضاً

ليلة القدر .. بين اصلاح الماضي و رسم المستقبل

أشار العالم الديني و استاذ الاخلاق الزاهد الفقيد الراحل سماحة آية الله مجتبي طهراني ، ...