الرئيسية / الشهداء صناع الحياة / 59ـ أبو عواد الحسناوي

59ـ أبو عواد الحسناوي

59 الشهيد علي عوض حسن الحسناوي

كيف تنمو البذرة الطيبة وتزهر بالعطاء، كيف توصل الخير والبركة إلى الجميع وكيف تقدم حياتها في سبيل الآخرين، كذلك كانت حياته منذ اليوم الأول الذي بدأ يشق فيه طريقه في هذه الدنيا وحتى اليوم الذي سال فيه دمه الطاهر على ثرى حاج عمران.
أبصرت عيناه النور في محلة الإسماعيلية، قضاء سوق الشيوخ — محافظة الناصرية عام1960م، وسط أسرة ملتزمة دينيا، وقد تربى فيها منذ الصغر على حب الإسلام والجهاد في سبيله…

وكانت أسرته من الأسر المعروفة ذات السمعة الطيبة في المنطقة.
لم يكن سنّه قد تجاوز الثالثة عشر حتى بدأ بالتردد على المساجد والمكتبات الدينية فاحتضنته الحركة الإسلامية المتنامية، وبدأت طاقاته الإيمانية وقدرته على هداية إخوته وأصدقائه تبرز بوضوح مع الأيام، فكان له دور مميز في هداية الكثير من شباب منطقته إلى الالتزام الديني.

نتيجة لنشاطه الإسلامي أدركت كلاب البعث، خطورته وخطورة الدور الذي يلعبه في التصدي لنظامهم المجرم، لذا ألقي القبض عليه وزُجّ في أقبية السجن ثم أطلق سراحه بعد شهر ونصف لاقى فيها شتى صنوف التعذيب، كل ذلك لم يرهبه ولم يغير من نشاطه الديني وعمله الدؤوب في خدمة الإسلام، بل زاده إصرارا وعزيمة على المضي في الطريق الذي اختاره، مهما كبرت التضحيات ومهما غلى الثمن.

سجن علي وكان طالبا في الصف الخامس الإعدادي، ومن أنشط طلاب المدرسة وأڪثرهم عملا في سبيل الله، وبعد أن أطلق سراحه قرر التوجه إلى أهوار الناصرية لكي يأمن شر البعثيين، ولكي يبدأ نشاطه من هناك، حيث كانت الأهوار مقرا لكل المعارضين والرافضين لحكم البعث، وبدأت هناك مرحلة الجهاد المسلح في حياته قضى فيها ثلاث سنوات قام خلالها بعدة عمليات جهادية ضد مواقع السلطة، بالرغم من قلة السلاح والإمكانيات، وكان له الكثير من المواقف البطولية الأخرى. بالرغم من صعوبة العيش في الأهوار إلا أنه تحملها بقلب صابر وشجاعة منقطعة النظير حتى سنحت له الفرصة بالتوجه إلى إيران عبر الأهوار بتاريخ15ذي الحجة 1404ه‍.ق.

فور وصوله إلى الجمهورية الإسلامية التحق بالمجاميع القتالية لقوات الشهيد الصدر وكان يرافقه في كل رحلته الجهادية تلك السيد نور شريف الياسري( )، فعملا معا في كردستان العراق وكذلك ضمن قوات الداخل، وكانا يقوما بنقل المعونات والمساعدات المادية والمعنوية لذوي المعتقلين والشهداء، من المجاهدين في سجون النظام الجائر ويعودا جالبا معهما إلى إيران بعض الأسر والمؤمنين المطاردين من قبل أجهزة صدام القمعية.

التحق أبو عواد بمجاهدي قوات بدر بتاريخ3/1/1984م، ضمن فوج الشهيد الصدر، فكان مثلا للإنسان المؤمن المخلص وعاش مع مجاهدي ذلك الفوج بروح ايجابية شفافة وبعلاقات أخوية سامية، مجسدا قول أمير المؤمنين عليه‌السلام ﴿عاشروا الناس معاشرة إن عشتم معهم حنوا إليكم وان متم بكوا عليكم﴾، وفعلا خلّف رحيله حزنا عميقا في قلوب كل المجاهدين الذين عرفوه والذين عاشوا معه.
كان ضمن مجموعة الصولة في معركة حاج عمران، ومع الطلائع الأولى للهجوم على قوات البغي البعثية هناك، حيث أبلى بلاء حسنا ضاربا المثل الأعلى بالشجاعة والبسالة، فكان نعم المجاهد المدافع عن دينه ومبدئه، وخلال هذه العمليات نال أبوعواد الحسناوي شرف الشهادة الرفيع بتاريخ1/9/1986م، بعد أن سالت دماؤه الطاهرة على تلك الربى ملتحقا بركب الحسين وصحبه الأبرار.

ومن وصيته رحمه‌الله (أعزتي في الله كونوا مع الله دائما، وانصروا دين الله ودافعوا عن الإسلام والمسلمين، فان الله ينصر من ينصره، وأعيروا الله جماجمكم، فإن الذي يقدم جمجمته في سبيل الله لايوجد أصدق وأنبل منه في الحياة، هذا وأسأل الله سبحانه وتعالى أن تكون شهادتي معجلة بظهور صاحب الزمان عجّل‌الله‌فرجه‌الشريف، وأن يعجل بسقوط قوى الشرك والضلال وتذهب جحافل الإسلام عشاق الإمام الحسين لزيارة مرقده الشريف، ومرقد أبي الفضل والكاظمين وسامراء).

فهنيئا لك ياأباعواد وبوركت لك الشهادة.
فنم ياأخي إن حب الحســين سيأتيك نــــورا إلى المضجــــع.
سلام عليك يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا

59-1
مسيرة لفوج الشهيد الصدر يظهر فيها الشهداء:
1. أبو منار الصالحي 2. أبو مؤيد اللبناني
3. أبوزينب الحسناوي 4. أبوشيماء الموسوي
5. أبوعواد الحسناوي 6. أبوهمام العامري
7. أبو هاجر الياسري 8. أبوحيدر الكرار
9. أبومحمد المياحي

شاهد أيضاً

ليلة القدر .. بين اصلاح الماضي و رسم المستقبل

أشار العالم الديني و استاذ الاخلاق الزاهد الفقيد الراحل سماحة آية الله مجتبي طهراني ، ...