الرئيسية / الشهداء صناع الحياة / 69 الشهيد طارق ناصر وافي المياحي

69 الشهيد طارق ناصر وافي المياحي

69أبوجعفر المياحي 
من مواليد محافظة البصرة — قضاء القرنة — منطقة السويب عام1959م.
أڪمل دراسته الابتدائية في ناحيته، وأما المتوسطة ففي حي الجمهورية في البصرة بعد انتقال أسرته إليها.
عُرف طارق بحبه لوالدية وطاعته لهما، كما عُرف بأخلاقه الحسنة بين أصدقائه وأقرانه منذ طفولته، سواء في المدرسة أم في المسجد أم في الأماڪن الأخرى التي كان يتردد عليها، إذ كان يحمل هما إسلاميا منذ نعومة أظفاره ويحث أصدقاءه على الوقوف بوجه العفالقة المجرمين.
عندما أڪمل سن الثامنة عشر من عمره سيق إلى الخدمة العسكرية الإلزامية، وعندما شن النظام البعثي حربه الظالمة على الجمهورية الإسلامية عام1980م، رفض تلك الحرب وكان يقول (لا أشارك في حرب يرفع لواءها صدام المجرم)، فهاجر إلى إيران عن طريق أهوار الجنوب ليصل إلى منطقة بستان الإيرانية الواقعة على الجانب الشرقي من هور الحويزة.
التحق طارق بركب المجاهدين في الأيام الأولى من وصوله إلى أرض المهجر، ليواصل درب الجهاد الذي اختطه منذ شبابه مع إخوته الأڪبر منه سنا خصوصا الشهيد الحاج أبوأحمد المياحي( ).
عمل في عدة تشكيلات جهادية كان أبرزها وحدات الاستطلاع العميق، فتميّز بكتمان السر والصبر على تحمّل الصعاب وكان يحمل روحا تضحوية في سبيل المبادئ الحقة، وكان الهدف من ذلك العمل هو الاتصال مع المجاميع العاملة في داخل العراق، وتزويدها بالسلاح والإمكانات الأخرى لإدامة عملها ضد النظام البعثي.
اشترك مع المجاهدين في عدة عمليات بطولية منها عمليات جهادية على مشارف مدينة القرنة، وكذلك معارك القدس وعاشوراء في أهوار الحويزة، وكان آخرها معركة كربلاء الثانية في حاج عمران. وأثناء إنجازه الواجب الموكل إليه بعد تلك العمليات، تعرّض لحادث استشهد على أثره هو والشهيد أبو إيمان الموسوي لتحلق روحيهما إلى جنان الفردوس بتاريخ5/9/1986م.
خاطرة عن الشهيد ذكرها المجاهد أبوأثير السالم( ) (سافرت معه في أحد أيام شتاء عام1985م، من مدينة قم المقدسة إلى مدينة كرمانشاه، حيث معسكر المجاهدين العراقيين في أطراف تلك المدينة، كنا نجلس في المقاعد الخلفية للسيارة، وكان يجلس خلفنا رجل كبير السن أفغاني الجنسية، وبالقرب منه شباب أساءوا إليه بالكلام، فازعج ذلك طارق كثيرا، ودخل في شجار معهم، وعندما توقفت السيارة لأداء صلاتي المغرب والعشاء، وبعد أدائها دخلنا المطعم لتناول وجبة العشاء، طلبتُ من صاحب المطعم تهيئة طعام لنفرين ولكني لاحظت طارقا غير مستقر وعيناه تبحث عن شيء بين الناس الذين ازدحموا داخل المطعم، فسألته فأجاب أبحث عن الشيخ الأفغاني، وبعد لحظات عثر على ضالته فأسرع وأخذ بيده وأجلسه جواره وطلب تهيئة طعام له أيضا، ولم يتناول عشاءه وانتظر حتى أحضروا عشاء الشيخ ثم تناولنا عشائنا سوية.
هذه خاطرة بقيت عالقة في ذهني وأنا أشاهد تلك النفس الكريمة والروح العالية، وكم كان مهذبا في كلامه مريحا في صحبته، ولقد صحبته في السفر مرّات عديدة، فكان نعم الصاحب ونعم الجليس).
السلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا

 

https://t.me/wilayahinfo

3

شاهد أيضاً

ليلة القدر .. بين اصلاح الماضي و رسم المستقبل

أشار العالم الديني و استاذ الاخلاق الزاهد الفقيد الراحل سماحة آية الله مجتبي طهراني ، ...