الرئيسية / الشهداء صناع الحياة / 79 الشهيد ميثم أصغر علي

79 الشهيد ميثم أصغر علي

79ــــــــــــــ أبوميثم التمّار ـــــــــــــــــــــــ
من مواليد بغداد عام1965م، شاب لم يتجاوز السابعة عشرة من عمره، طَلِق المُحيَّا، نحيف القوام، بهي الطلْعة، وسيم أريحي، طاهر السريرة، نقي القلب…
سفر مع والده وثلاث من أخواته الى إيران، وأعتقل أخيه، أما والدته وثلاث أخوات أخرى فبقين في العراق.
هكذا حكم صدام العراق — تفريق العوائل بترحيل بعضهم واضطهاد آخرين…
كما أحس بحرارة المأساة التي تعرضت لها أسرته، بفعل وحشية النظام وظلمه وتعسفه، أحس بنور الهدى يتغلغل في أعماقه، فقد كانت روحه أرضا خصبة نقية، ما إن لامسها النور حتى زهت جنباتها، وأورقت وأزهرت بنعمة الإيمان، فسارع للتطوع ضمن قوات بدر في6/12/1982م، للدفاع عن حياض الإسلام العزيز، وتعرض للإصابة بفعل قذيفة هاون، وشمت جسده الغض بأڪثر من ثلاثين شظية، فدخل المستشفى لمدة زادت على عام…
عَرف المجاهدون أباميثم التّمار، فأحبته قلوبهم وهفت إليه نفوسهم، لدماثة أخلاقه، وحلاوة منطقة، وسمو روحه، وتواضعه، وزهده في الدنيا، رغم أنه كان يعيش أوائل سني شرخ الشباب وغضارته.
لما شاهد إخوته المجاهدين يتهيئون للذهاب نحو مدينة البصرة لخوض معركة ضد البعثيين المجرمين، بكى بكاء مرا، لأنه كان معوقا لايستطيع المشي بصورة سوية، وألحّ على الذهاب معهم، وعندما منعوه قال لهم (أنا لست خيرا منكم، لابد أن أذهب معكم)، فكان كالصحابي عَمر بن الجَموح الذي أراد (أن يطأ بعرجته الجنة) فقد شارك مع فوج الامام موسى الكاظم واستشهد يوم21/1/1987م وهو يواسي مولاه الحسين‌عليه‌السلام، وأهل بيته وأنصاره، وبقي جثمانه في أرض المعركة منذ ذلك الحين دون غسل أو كفن، حتى نقل في قافلة الشهادة والبطولة بعد اثني عشر عاما، مع جملة من الصفوة الأبرار، الذين وقفوا درعا منيعة للإسلام، ليوسَّد تراب هذه الأرض المباركة.
عاش غريبا مظلوما، واستشهد غريبا مظلوما، وتوزعت أعضاءه بين العراق وإيران، كما توزعت أسرته، ويكفيك عزيزي القارئ أنه كان قد وقّع وصيته لأهله بـ(ولدكم المظلوم).
وكان من تلك الوصية (إخوتي المجاهدين الصامدين الرابضين في سوح الجهاد: وحِّدوا صفوفكم واجمعوا شملكم، ولاتأخذكم في الله لومة لائم، وقوموا بالحق، واعتزلوا ما لايعنيكم، وجاهدوا أنفسكم، فطوبى لعبد جاهد لله نفسه وهواه، وأمروا بالمعروف، وانهوا عن المنكر، واصبروا على جميع البلاء والمحن، وأدُّوا حقوق الله واتقوه حق تقاته، ولاتموتُن إلا وأنتم مسلمون، وارحموا بعضكم بعضا، وانتصروا من بعد ما ظُلمتم، وتمسكوا بولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب‌عليه‌السلام، فإنه باب الله الذي منه يؤتى…).
سلام عليه يوم ولد ويوم ضحى واستشهد ويوم يُبعث حيا

79-1

على اليسار الشهيد أبو ميثم التمّار ـــ شرق البصرة 1983م

شاهد أيضاً

ليلة القدر .. بين اصلاح الماضي و رسم المستقبل

أشار العالم الديني و استاذ الاخلاق الزاهد الفقيد الراحل سماحة آية الله مجتبي طهراني ، ...