الرئيسية / الاسلام والحياة / الاكتفاء بما روي في أصحاب الكساء

الاكتفاء بما روي في أصحاب الكساء

(أولاد رَسُول اللَّه(ص))

40 – أخْبَرَنا أَبُو بكر مُحَمَّد بن أبي نصر بن مُحَمَّد اللفتواني، نا عَبْد الوهاب بن مُحَمَّد ابن إِسْحَاق بن مندة، نا الحَسَن بن مُحَمَّد بن يوسف، (أخبرنا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عمر اللُّنْبَاني)(8) نا أَبُو بكر بن أبى الدنيا، نا مُحَمَّد بن سعد، نا هشام بن الكلبي، أخبرني أبي، عن أبي صالح، عن ابن عبَّاس، قال:
كان أكبر وُلْد رَسُول اللَّه(ص): القاسم، ثم زينب، ثم عَبْد اللَّه، ثم أُم كلثوم، ثم فاطمة، ثم رُقَية، فمات القاسم وهو أول ميّت من ولده بمكة، ثم مات عَبْد اللَّه فقال العاص بن وائل السهمي: قد انقطع نسله فهو أبتر، فأنزل اللَّه عز وجل: «إنّ شَانِئَكَ هُوَ الأبْتَر»(9).
ثم ولدت له مارية بالمدينة إِبْرَاهيمَ في ذي الحجة سنة ثمان من الهجرة، فمات ابن ثمانيةَ عشرَ شهراً.
قال هشام بن الكلبي:
فتزوج زينبَ بنت رَسُول اللَّه(ص) أَبُو العاص بن الربيع بن عَبْد العزى بن عَبْد شمس بن عَبْد مَنَاف، فولدت له علياً وأمَامَة، وكان يُقال لأبي العاص جرو البطحاء يعني أنه كان مُتْلَدَاً(10) بها. وخرج أَبُو العاص بن الربيع‏(11) إلى الشام فقال فيما أنشدنا هشام بن الكلبي عن معروف بن الخَرَّبُوذ المكّي:
ذكرت زينب لمّا وَرَّكت إرَماً
فقلت: سقيا لشخصٍ يسكن الحرما

بنت الأمين – جزاها اللَّه – صالحةٌ
وكل بعل سيثني بالذي علما

وتوفيت زينبُ بنت رَسُول اللَّه(ص) فيما أخبرني به مُحَمَّد بن عمر عن يَحْيَى‏ بن عَبْداللَّه بن أبي قتادة، عن عَبْد اللَّه بن أبي بكر بن حزم سنة ثمان من الهجرة.
وتزوج رقيةَ بنت رَسُول اللَّه(ص) عتبة بن أبي لهب‏(12).
وتزوج أُم كلثوم بنت رَسُول اللَّه(ص) عتيبة بن أبي لهب فلم ينئيا(13) بهما حتى بعث رَسُول‏اللَّه(ص)، فلما نزّل اللَّه تبارك وتعالى: «تَبَّتْ يَدا أبي لَهَب»(14) قال لهما أَبُوهما: رأسي من رأسكما حرام أن تطلّقا ابنتيه، ففارقهما(15) ولم يكونا دخلا بهما، فتزوج عُثْمَان بن عفان رقية بنت رَسُول اللَّه(ص) فولدت له عَبْد اللَّه بن عُثْمَان الذي تكنّا به. وبلغ ست سنين فنقره ديك على عينه فمات.
وتوفيت رقيّة بنت رَسُول اللَّه(ص) ورَسُول اللَّه(ص) ببدر، فقدم زيد بن حارثة المدينة بشيراً بما فتح اللَّه تعالى على نبيه(ص) ببدر، فجاء حين سوّي التراب على رقية بنت رَسُول‏اللَّه(ص).

 
وكانت بَدْر صبيحة يوم الجمعة لسبع عشرة ليلة مضت من شهر رمضان من السنة الثانية من الهجرة فيما أخبرني به مُحَمَّد بن عمر عن عَبْد الرَّحمن بن أبي الزناد عن أبيه‏(16).
وزوّج رَسُول اللَّه(ص) عُثْمَان أيضا ابنته أُم كلثوم فماتت عنده في شعبان سنة تسع من‏الهجرة ولم تلد له شيئاً. فقال رَسُول اللَّه(ص): «لو كانت عندي ثالثة لزوَّجتها عُثْمَان».
وتزوج عليّ بن أبي طالب فاطمة بنت رَسُول اللَّه(ص) لثلاث بقين من شهر صفر في السنة الثانية من الهجرة فيما أخبرني به مُحَمَّد بن عمر عن أبي بكر بن أبي سَبْرَة، عن إِسْحَاق‏بن عَبْد اللَّه بن أبي فروة. فولدت له الحَسَن والحُسَين وأُم كلثوم وزينب بني علي، وتوفيت فاطمة فيما أخبرنى به مُحَمَّد بن عمر، نا مَعْمَر عن الزهري عن عروة عن عائشة: أنّ فاطمة توفيت بعد النبي(ص) بستة أشهر.
قال مُحَمَّد بن عمر: هذا أثبت الأقاويل عندنا، وصلى عليها العبَّاس بن عَبْد المطلب ونزل في حفرتها هو وعلي والفضل بن العبَّاس‏(17).

شاهد أيضاً

ليلة القدر .. بين اصلاح الماضي و رسم المستقبل

أشار العالم الديني و استاذ الاخلاق الزاهد الفقيد الراحل سماحة آية الله مجتبي طهراني ، ...