الرئيسية / بحوث اسلامية / الانوار اللامعة في شرح زيارة الجامعة

الانوار اللامعة في شرح زيارة الجامعة

07 شرح الزيارة  السلام عليكم
(السلام عليكم) قد اختلف في معنى هذا اللفظ فقيل معناه الدعاء اي سلمت من المكاره وقيل معناه اسم السلام عليكم وقيل معناه اسم الله عليك أي أنت في حفظه كما يقال الله معك وإذا قيل السلام علينا أو السلام على الاموات فليس المراد به الاعلام بالسلامة يقينا وربما يقال أن معناه الدعاء بالسلامة لصاحبه من آفات الدنيا أو عذاب الاخرة أو كليهما ثم وضعه الشارع موضع التحية والبشرى بالسلامة واختار لفظ السلام وجعله تحية لما فيه من المعاني أو لانه مطابق للسلام الذي هو اسم من أسماء الله تعالى تيمنا وتبركا وكان قبل الاسلام يحيى به قليلا وبغيره أكثر فلما جاء الاسلام اقتصر عليه وصارت تحية. الاسلام السلام ويجوز الاتيان به منكرا تبعا للكتاب ومعرفا ولعل التعريف أزين لفظا وأبلغ معنى وعلى تقدير ان يراد بالسلام اسم الله تعالى عليكم فوجهه أن خاصية ذلك الاسم الرحمة والسلامة أو يراد ذات الله المتصف بالسلامة مما لا يليق به عليكم بان يرحمكم ويسلمكم منها (*).
[40]
يا أهل بيت النبوة
(يا أهل بيت النبوة) أهل البيت هم الائمة عليهم السلام لان النبي منهم والرسالة نزلت في بيوتهم وأهل البيت أعرف بما فيه وفي الحديث لا تحل الصدقة لمحمد وآل محمد وسأل الصادق عليه السلام من الآل فقال ذرية محمد فقيل له من الاهل فقال الائمة وفي معاني الاخبار سأل من آل محمد فقال ذريته فقيل ومن أهل بيته قال الائمة قيل ومن عترته قال أصحاب العبا قيل فمن أمته قال المؤمنون قال بعض أرباب الكمال في تحقيق معرفة الآل ما ملخصه أن آل النبي صلى الله عليه وآله وسلم كل من يؤول إليه وهم قسمان (الاول) من يؤول إليه مآلا صوريا جسمانيا كأولاده ومن يحذو حذوهم من أقاربه الصوريين الذين يحرم عليهم الصدقة في الشريعة المحمدية

 

 

(والثاني) من يؤول إليه مآلا معنويا روحانيا وهم أولاده الروحانيون من الاولياء الراسخين والعلماء الكاملين والحكماء المتألهين. المقتبسين للعلوم من مشكاة أنوار خاتم النبيين ولا ريب أن النسبه الثانية آكد من الاولى وإذا اجتمعت النسبتان كان نورا على نور كما في الائمة المشهورين من العترة الطاهرين وكما حرم على الاولاد الصوريين الصدقة الصورية كذلك حرم على الاولاد المعنويين الصدقة المعنوية أعني تقليد الغير في العلوم الالهية والمعارف الربانية الاحكام الشرعية إنتهى. والنبوة في الاصل بمعنى الرفعة وسمى النبي نبيا لانه ارتفع =
[41]
=
وشرف على سائر الخلق (النبي) قيل هو الانسان المخبر عن الله بغير واسطة بشرا عم من أن يكون له شريعة (كمحمد صلى الله عليه وآله وسلم) أو ليس له شريعة (كيحيى) وقيل انما سمي نبيا لانه أنبأ عن الله تعالى أي أخبر وعلى هذا فاصله الهمزة (وعن زرارة) قال سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عز وجل (وكان رسولا نبيا) ما الرسول وما النبي قال النبي الذي يرى في منامه ويسمع الصوت ولا يعاين الملك والرسول الذي يسمع الصوت ويرى في المنام ويعاين الملك قلت الامام ما منزلته قال يسمع الصوت ولا يرى ولا يعاين الملك ثم تلا هذه الاية

 

 

(وما أرسلنا من قبلك من رسول) (2) ولا نبي ولا محدث وعن الرضا عليه السلام الفرق بين الرسول والنبي والامام أن الرسول الذي ينزل عليه جبرئيل فيراه ويسمع كلامه وينزل عليه الوحي وربما رأى في منامه نحو رؤيا (ابراهيم عليه السلام) والنبي وربما سمع الكلام وبما رأى الشخص ولم يسمع والامام هو الذي يسمع الكلام ولا يرى الشخص وعن الباقر والصادق عليه السلام (الرسول) الذي يظهر له الملك فيكلمه (والنبي) هو الذي يرى في منامه وربما اجتمعت النبوة والرسالة لواحد والمحدث الذي يسمع الصوت =
(1): سورة مريم آية 54 (2): سورة الانبياء آية 25

شاهد أيضاً

قصيدة تلقى قبل أذان الصبح في حضرة الإمام الحسين عليه السلام في شهر رمضان المبارك

  أشرب الماءَ وعجّل قبل َأن يأتي الصباح  أشربَ الماءَ هنيئا أنهُ ماءٌ مباح أشربَ ...