الرئيسية / بحوث اسلامية / الانوار اللامعة في شرح زيارة الجامعة

الانوار اللامعة في شرح زيارة الجامعة

12 واولياء النعم =
يوم القيامة قال الله أليس عدل من ربكم أن يولى كل قوم من تولوا قالوا بلى قال فيقول تميزوا فيتميزون. (وألياء النعم) الظاهرة والباطنة والدنيوية والاخروية فان بهم تنزل البركات وتمطر السموات ومنهم النعم الحقيقية من العلوم والكمالات والمعارف الربانية عن الاصبغ بن نباته قال قال امير المؤمنين ما بال أقوام غيروا سنة الله وعدلوا عن وصيته لا يتخوفون أن ينزل بهم العذاب ثم تلا هذه الاية (ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفر وأحلوا قومهم دار البوار جهنم) (1) ثم قال نحن النعمة التي أنعم الله بها على العباد وبنا يفوز من فاز وروي في تفسر قوله تعالى: (فبأي آلاء ربكما تكذبان) (2) أي أبا النبي أم بالوصي وعن أبي يوسف البزاز قال تلا أبو عبد الله عليه السلام هذه الاية: (واذكروا آلاء الله) (3) قال أتدري ما آلاء الله قلت لا قال هي أعظم نعم الله على خلقه وهي ولايتنا وعن عبد الرحمن بن كثير قال سألت أبا عبد الله عن قول الله عز وجل: (ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا) الاية قال عنى بها قريشا قاطبة الذين عادوا رسول الله ونصبوا له. =
(1): سورة ابراهيم آية 28 (2): سورة الرحمن آية 13 (3): سورة الاعراف آية 74.
[58]
وعناصر الابرار =
الحرب وجحدوا وليه ووصيه وعن الصادق عليه السلام أن سأل أبا حنيفة عن قوله تعالى (ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم) (1) فقال له من النعيم عندك يا نعمان قال القوت من الطعام والماء البارد فقال عليه السلام لئن أوقفك الله يوم القيامة بين يديه حتى سئلك عن كل أكلة أكلتها وشربة شربتها ليطولن وقوفك بين يديه قال فما النعيم جعلت فداك قال نحن أهل البيت النعيم الذي أنعم الله بنا على العبد وبنا ائتلفوا بعد ان كانوا مختلفين وبنا الف الله بين قلوبهم فجعلهم اخوانا بعد أن كانوا أعداء وبنا هداهم الله للاسلام وهو النعمة التي لا تنقطع والله سائهم عن حق النعيم الذي أنعم الله عليهم وهو النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعترته. (وعناصر) بكسر الصاد جمع عنصر بضمتين وقد تفتح الصاد وهو الاصل والحسب وهم أصول (الابرار) جمع بر بالفتح وهو البار أي فاعل البر وهو الخير والبررة جمع بار وإنما سموا بذلك اما لانهم أصول الابرار لانتسابهم إليهم واهتدائهم بهم أو لان الابرار انما وجدوا البر والخير ببركتهم أو لان كلا منهم قد خلف من هو سيد الابرار وعلى أي حال فهم أصولهم أو لانهم لما كانوا سببا لايجاد العالم وخلق الابرار فهم أصل للابرار أو لان الشيعة لابرار خلقوا من فاضل طينتهم أو لانهم ينتمون =
(1): سورة التكاثر آية 8
[59]
ودعآئم إلى ولايتهم ويقرون بامامتهم فروى ابن المغازلي الشافعي في كتاب المناقب عن سلمان رضي الله عنه قال سمعت حبيبي المصطفى يقول كنت أنت وعلي نورا بين يدي الله عز وجل مطيعا يسبح الله ذلك النور ويدقسه قبل أن يخلق ادم باربعة عشر الف عام فلما خلق الله ادم ركب ذلك النور في صلبه فلم نزل في شئ واحد حتى افترقنا في صلب عبد المطلب فجزء أنا وجزء علي ونحوه روى أحمد بن حنبل في مسنده وعن منهج التحقيق لابن خالويه يرفعه إلى جابر بن عبد الله الانصاري قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول ان الله عز وجل خلقني وخلق عليا وفاطمة والحسن والحسين من نور واحد فعصر ذلك النور عصرة فخرج منه شيعتنا فسبحنا فسبحوا وقدسنا فقدسوا وهللنا فهللوا ومجدنا فمجدوا ووحدنا فوحدوا ثم خلق الله السموات والارض وخلق الملائكة مائة عام لا تعرف تسبيحا ولا تقديسا فسبحان فسبحت شيعتنا فسبحت الملائكة وكذلك في البواقي فنحن الموحدون حيث لا موحد غيرنا وحقيق على الله عز وجل كما اختصنا وشيعتنا أن يزلفنا وشيعتنا في أعلا عليين إن الله اصطفانا واصطفى شيعتنا من قبل أن نكون أجساما فدعانا فاجبناه فغفر لنا ولشيعتنا من قبل أن نستغفر الله عز وجل. (ودعائم) جمع دعامة بكسر الدال وهي عماد البيت وهم =

شاهد أيضاً

ليلة القدر .. بين اصلاح الماضي و رسم المستقبل

أشار العالم الديني و استاذ الاخلاق الزاهد الفقيد الراحل سماحة آية الله مجتبي طهراني ، ...