الرئيسية / بحوث اسلامية / الانوار اللامعة في شرح زيارة الجامعة

الانوار اللامعة في شرح زيارة الجامعة

31- وبرهانه ورحمة الله وبركاته =
لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث) الى قوله (واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون) (1) قال عليه السلام النور في هذا الموضع امير المؤمنين والائمة (وعن الباقر عليه السلام) في قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به) (2) يعني إماما تأتمون به (وعن محمد بن الفضيل) عن أبي الحسن عليه السلام قال سألته عن قول الله عز وجل (يريدون أن يطفؤا نور الله بأفواههم) (3) قال يريدون ليطفؤوا ولاية أمير المؤمنين بافواههم قلت قوله تعالى (والله متم نوره) (4) قال يقول والله متم الامامة والامامة هي النور وذلك قوله (فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا) (5) قال النور هو الامام. (وبرهانه) فانهم براهين الله الدالة على كمال ذاته وآياته المبينة لافعاله وصفاته عن أمير المؤمنين عليه السلام كان يقول ما لله =
(1): سورة الاعراف آية 157 (2): سورة الحديد آية 28 (3): سورة التوبة آية 32 (4): سورة الصف آية 8 (5): سورة التغابن آية 8

 
[108]
عز وجل آية اكبر مني ولا لله من بناء أعظم مني. (ورحمة الله وبركاته)
[109]
اشهد ان لا اله إلا الله وحده لا شريك له كما شهد الله لنفسه وشهدت له ملائكته واولو العلم من خلقه
(أشهد أن لا إله) معبودا بحق (الا الله) المستجمع لجميع الكمالات لذاته. (وحده لا شريك له) تأكيد لما تقدمه. (كما شهد الله لنفسه وشهدت له ملائكته) اشاره إلى أن توحيده تعالى بالتوحيد الحقيقي والاخلاص التحقيقي ليس مما تطيقه القدرة البشرية والقوة الانسانية فنشهد له تعالى بالذات والصفات كما شهد تعالى لنفسه كما قال صلى الله عليه وآله وسلم سبحانك لا اصفك الا بما وصفت به نفسك وفيه إشارة إلى قوله تعالى (شهد الله انه لا إله إلا هو والملائكة (1)) (وأولوا العلم من خلقه) من الانبياء والمرسلين والاولياء والصالحين والموحدين والعارفين.(1): سورة آل عمران آية 18 (*)

 
[110]
لا إله الا هو العزيز الحكيم واشهد ان محمدا عبده المنتجب المرتضى ارسله بالهدى
(لا اله الا هو العزيز) كرر اما للتأكيد أو لاجل التوصيف بالعزيز وهو الغالب القاهر الذي لا يصل أحد الى كبريائه. (الحكيم) أي العليم الفاعل للاشياء المحكمة المتقنة بحسب المصالح. (وأشهد أن محمدا عبده) الاضافة للاختصاص اشارة الى قوله تعالى: (ان عبادي ليس لك عليهم سلطان) (1) اي عبده الذي عبده حق العبادة أو قام بوظائف العبودية وأدى بحسب القدرة البشرية وظائف الربوبية. (المنتجب) الذي انتجبه من النبيين واصطفاه من المرسلين ففاق الخلائق أجمعين. (ورسوله المرتضى) الذي ارتضاه الرسالته. (أرسله) مقرونا (بالهدى) فجعله هاديا إلى الله وبشيرا ونذيرا
(1): سورة الاسراء آية 65

 
[111]
ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون واشهد انكم الائمة الراشدون الهادون المهديون المعصومون
(ودين الحق) أي دين الله فان الله هو الحق أو الدين الحق القائم إلى يوم القيامة الذي لا يعتريه نسخ ولا تبديل. (ليظهره) ويغلبه (على) جنس (الدين كله ولو كره المشركون) وهذا الوعد والاستيلاء إنما يتحقق في الرجعة عند ظهور القائم. (وأشهد انكم الائمة الراشدون) إلى الدين الحق المبين (الهادون) الى شريعة سيد المرسلين (وروى العامة) عنه أنه قال عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي فان صح فالمراد به هم كما رووا عنه صلى الله عليه وآله وسلم مستفيضا انه قال اني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي وانه قال مثل اهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجى ومن تخلف عنها هوى وغير ذلك. (المهديون) بهدى الله فان الهدى هدى الله. (المعصومون) من الذنوب المبرئون من الادناس والعيوب للدلائل العقلية والبراهين النقلية المذكورة في كتب اصحابنا الكلامية منها انه لو لم يكن النبي أو الامام معصوما لا نتفى الوثوق بقوله ووعده ووعيده فلا يطاع فيكون نصبه عبثا (ومنها) انه لو لم =

 
[112]
=
يكن معصوما لكان محل انكار ومورد عتاب كما في قوله تعالى (أتأمرون الناس بالبر وتنسون انفسكم (1)) وقوله تعالى (لم تقولون ما لا تفعلون (2)) فيجب ان يكون مؤتمرا بما يأمر به ومنتهيا عما ينهي عنه (ومنها) انه لو كان يخطئ لا حتاج إلى من يسدده ويمنعه عن أخطائه فاما ان يكون معصوما فيثبت المطلوب أو غير معصوم فيتسلسل (ومنها) انه يقبح من الحكيم ان يكلف الناس باتباع من يجوز عليه الخطا (ومنها) انه يجب صدقه لانه لو كذب والحال ان الله تعالى امرنا بطاعته لوجب علينا ان نطيعه في الكذب وهو محال (ومنها) انه لو عصي لا قيمت عليه الحدود ووجب انكار الرعية عليه فيسقط محله عن القلوب إلى غير ذلك من الادلة (والعصمة) عبارة عن قوة العقل من حيث لا يغلب مع كونه قادرا على المعاصي كلها كجائز الخطأ وليس معنى العصمة ان الله يجبره على ترك المعصية بل يفعل به الطافا يترك معها المعصية باختياره مع قدرته عليها كقوة العقل وكمال الذكاء والفطنة وصفاء النفس وكمال الاعتناء بطاعة الله تعالى ولو لم يكن قادرا على المعاصي لكان غير مكلف واللازم باطل فالملزوم مثله والنبي اولى من كلف حيث قال (فانا أول العابدين (3)) وقال تعالى (واعبد ربك حتى =
(1): سورة البقرة آية 44 (2): سورة الصف آية 2 (3): سورة الزخرف 81

شاهد أيضاً

ليلة القدر .. بين اصلاح الماضي و رسم المستقبل

أشار العالم الديني و استاذ الاخلاق الزاهد الفقيد الراحل سماحة آية الله مجتبي طهراني ، ...