الرئيسية / بحوث اسلامية / الانوار اللامعة في شرح زيارة الجامعة

الانوار اللامعة في شرح زيارة الجامعة

40- من والاكم فقد والى الله ومن عاداكم فقد عادى الله ومن احبكم فقد احب الله ومن ابغضكم فقد ابغض الله ومن اعتصم بكم فقد اعتصم بالله
(من والاكم فقد والى الله ومن عاداكم فقد عادى الله ومن احبكم فقد احب الله ومن ابغضكم فقد ابغض الله ومن اعتصم بكم فقد اعتصم بالله) والسر في ذلك ان الله تعالى هو الامر بموالاتهم ومحبتهم والاعتصام بهم والناهي عن معاداتهم وبغضهم فالموالي لهم موال له تعالى وهكذا وأيضا انهم لما كانوا متخلقين بأخلاق الله ومتصفين بصفاته جرى لهم عليهم السلام حكمه تعالى في الاشياء المذكورة ونحوها كما قال تعالى (ان الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم (1)) (وما ظلمونا ولكن كانوا انفسهم يظلمون (2)) (فلما اسفونا انتقمنا منهم (3)) من اهان لي وليا فقد بارزني بالمحاربة قوله صلى الله عليه وآله وسلم من رآني فقد رآى الحق يا علي حربك حربي وحرب علي حرب الله وفاطمة بضعة مني من آذاها فقد آذاني فقد آذى الله ونحو ذلك فعن حمزة بن بزيع عن ابي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى (فلما اسفونا انتقمنا منهم) فقال =
(1): سورة الفتح آية 10 (2): سورة البقرة آية 57 (3): سورة الزخرف آية 55
[144]
=
ان الله عز وجل لا يأسف كأسفنا ولكنه خلق أولياء لنفسه يأسفون ويرضون وهم مخلوقون مربوبون فجعل رضاهم رضاء نفسه وسخطهم سخط نفسه لانه جعلهم الدعاة إليه والادلاء عليه فلذلك صاروا كذلك وليس ان ذلك يصل الى الله كما يصل الى خلقه لكن هذا معنى ما قال من ذلك وقد قال من أهان لي وليا فقد بارزني بالمحاربة ودعاني إليها وقال (من يطع الرسول فقد اطاع الله (1)) وقال (ان الذين يبايعونك انما يبايعون الله يد الله فوق ايديهم (2)) وكل هذا وشبهه على ما ذكرت لك والرضا والغضب وغيرهما من الاشياء مما يشاكل ذلك الحديث وعن زراره عن ابي جعفر عليه السلام قال سألته عن قول الله عز وجل (وما ظلمونا ولكن كانوا انفسهم يظلمون (3)) قال ان الله اعظم وأعز وأجل وأمنع من ان يظلم ولكن خلطنا بنفسه فجعل ظلمنا ظلمه وولايتنا ولايته حيث يقول (انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا (4)) يعني الائمة منا ثم قال في موضع آخر (وما ظلمونا ولكن كانوا انفسهم يظلمون) ثم ذكر مثله.
(1): سورة النساء آية 80 (2): سورة الفتح آية 10 (3): سورة البقرة آية 57 (4): سورة المائدة آية 55
[145]
انتم السبيل الاعظم والصراط الاقوم وشهداء دار الفناء وشفعاء دار البقاء
(انتم السبيل الاعظم) الذي من سلكه نجا ومن تخلف عنه ضل وغوى (والصراط الاقوم) فانهم الصراط المستقيم القويم في الدنيا كما تقدم وطريق متابعتهم في العقائد والمعارف والافعال والاحوال اقوم الطرق وامتنها بل هو الطريق (وشهداء دار الفناء) اي شهداء الله على خلقه في دار الدنيا كما تقدم في قوله تعالى (وكذلك نجعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا (1)) (وشفعاء دار البقاء) فعن الصادق والباقر عليهما السلام قالا والله لنشفعن في المذنبين من شيعتنا حتى يقول اعدائنا (فمالنا من شافعين ولا صديق حميم (2)) الحديث وعن الصادق عليه السلام في قوله تعالى (فما لنا من شافعين) (ولا صديق حميم) قال الشافعون الائمة والصديق من المؤمنين وعنهم للنبي شفاعة في امته ولنا شفاعة في شيعتنا ولشيعتنا شفاعة في اهل بيتهم (وقال =
(1): سورة البقرة آية 143 (2): سورة الشعراء آية 101

شاهد أيضاً

ليلة القدر .. بين اصلاح الماضي و رسم المستقبل

أشار العالم الديني و استاذ الاخلاق الزاهد الفقيد الراحل سماحة آية الله مجتبي طهراني ، ...