الرئيسية / بحوث اسلامية / الانوار اللامعة في شرح زيارة الجامعة

الانوار اللامعة في شرح زيارة الجامعة

42- من اتبعكم فالجنة ماواه ومن خالفكم فالنار مثواه ومن جحدكم كافر ومن حاربكم مشرك ومن رد عليكم =
الله (1)) والمراد به الائمة كما روي في الاخبار. (من اتبعكم فالجنة مأواه ومن خالفكم فالنار مثواه ومن جحدكم) وأنكر امامتكم. (كافر) وقد دلت اخبار كثيرة على كفر المخالفين يحتاج جمعها الى كتاب مفرد والجمع بينها وبين ما علم من أحوالهم عليهم السلام من معاشرتهم ومواكلتهم ومجالستهم ومخالطتهم يقتضي الحكم بكفرهم وخلودهم في الاخرة وجريان حكم الاسلام عليهم في الدنيا رأفة ورحمة بالطائفة المحقة لعدم امكان الاجتناب عنهم. (ومن حاربكم مشرك) بالله تعالى وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم يا علي حربك حربي ومن حاربه فقد حارب الله تعالى ويجري لاخرهم ما يجري لاولهم. (ومن رد عليكم) شيئا من أقوالكم أو أخباركم.
(1): سورة آل عمران آية 103
[151]
في اسفل درك من الجحيم اشهد ان هذا سابق لكم فيما مضى وجار لكم فيما بقى وأشهد ان ارواحكم ونوركم وطينتكم واحدة طابت وطهرت بعضها من بعض
(في اسفل درك من الجحيم اشهد ان هذا) أي وجوب متابعتكم أو كل واحد من المذكورات (سابق لكم فيما مضى) أي جار لكم فيمن مضى وتقدم منكم (وجار لكم فيما بقى) منكم وما تستعمل في اولي العقول كثيرا أو المعنى سابق لكم فيما مضى من الازمنة السالفة أو الكتب المتقدمة (وجار لكم فيما بقى) منها (واشهد ان أرواحكم ونوركم وطينتكم واحده) مخلوقة من أعلا عليين وأبدانهم من عليين وعلومهم وكمالاتهم واحده (طابت) تلك الارواح (وطهرت) تلك الابدان (بعضها من بعض) كما قال تعالى (ذرية بعضها من بعض (1)) أي من طينة واحدة مخلوقة من نور عظمته تعالى (فعن الصادق عليه السلام) قال ان الله خلقنا من عليين =
(1): سورة آل عمران آية 34
[152]
خلقكم الله انوارا فجعلكم بعرشه محدقين حتى من علينا بكم فجعلكم في بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه =
وخلق ارواحنا من فوق ذلك وخلق اراوح شيعتنا من عليين وخلق اجسادهم من دون ذلك فمن اجل ذلك القارابة بيننا وبينهم وقلوبهم تحن الينا (خلقكم الله أنوارا فجعلكم بعرشه محدقين) بالحاء والدال المهملتين اي مطيفين به والمراد بالعرش اما العلم وهم مستنهضون من علمه تعالى أو المراد به الجسم المحيط وكانوا أشباحا أو في اجساد مثاليه يطوفون به أو هم الان كذلك (حتى من علينا بكم) بان جعلكم أئمتنا وسادتنا وقدتنا في الدنيا والاخرة (فجعلكم في بيوت أذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه) اشارة الى الايات التي في سورة النور وان اولها فيهم كما ان الذين بعدها في اعدائهم والايات هكذا (الله نور السموات والارض (1)) الى قوله (في بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والاصال (2)) (رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والابصار) (3) =
(1 – 2 – 3): سورة النور آية 35، 36، 37.
[153]
وجعل صلواتنا عليكم وما خصنا به من ولايتكم طيبا =
ليجزيهم الله احسن ما علموا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب (1)) (والذين كفروا اعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب (2)) (أو كظلمات في البحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض إذا اخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نورا فماله من نور (3)) (عن الصادق عليه السلام) أو كظلمات الاول وصاحبه ويغشاه موج الثالث من فوقه موج ظلمات الثاني بعضها فوق بعض معويه وفتن بني اميه إذا اخرج يده المؤمن في ظلمة فتنتهم لم يكد يريها ومن لم يجعل الله له نورا اماما من ولد فاطمة فماله من نور امام يوم القيامة الحديث والمراد بالبيوت التي (اذن الله ان ترفع) اما البيوت المعنوية التي هي بيوت العلم والحكمه وغيرهما أو البيوت الصورية التي هي بيوت النبي صلى الله عليه وآله وسلم والائمة عليهم السلام في حياتهم ومشاهدهم بعد وفاتهم. (وجعل صلواتنا عليكم وما خصنا به من ولايتكم طيبا) مفعول ثان لجعل. =
(1 – 2 – 3): سورة النور آية 38، 39، 40.

شاهد أيضاً

قصيدة تلقى قبل أذان الصبح في حضرة الإمام الحسين عليه السلام في شهر رمضان المبارك

  أشرب الماءَ وعجّل قبل َأن يأتي الصباح  أشربَ الماءَ هنيئا أنهُ ماءٌ مباح أشربَ ...