الرئيسية / بحوث اسلامية / الانوار اللامعة في شرح زيارة الجامعة

الانوار اللامعة في شرح زيارة الجامعة

53- كلامكم نور وامركم رشد ووصيتكم التقوى =
الخطاب المجرور في ذكركم اي يذكركم الله تعالى في جنب الذاكرين فيكون من اضافة المصدر الى المفعول فإذا ذكر الناس الذاكرين ذكركم الله تعالى في جنبهم وذكر اسمائكم ومدحها وكذا ارواحكم واجسادكم في جنب ذكرهم لها كما ورد في تفسير قوله تعالى (ولذكر الله اكبر (1)) اي ذكر الله عبده اكبر من ذكر العبد ربه وهو العبد والله العالم بحقائق كلام اوليائه واصفيائه واحبائه وهم عليهم السلام. (كلامكم نور) اي علم وهداية من الله اوله امتياز عن غيره كامتياز النور من الظلمة فان كلامكم تحت كلام الخالق وفوق كلام المخلوق وما ترى في كثير من الروايات من عدم سلاسة الالفاظ وجزالة المعاني والتكرار ونحو ذلك فاما لانه نقل بالمعنى أو لانهم يكلمون الناس على قدر عقولهم وأفهامهم. (وامركم رشد) اي هداية الى الصواب. (ووصيتكم التقوى) كما لا يخفى على من لاحظ الاخبار الواردة في وصيتهم حين وفاتهم فلم يزل كل منهم يقول لاهل بيته اوصيكم بتقوى الله.
(1): سورة العنكبوت آية 45
[191]
وفعلكم الخير وعادتكم الاحسان وسجيتكم الكرم وشأنكم الحق والصدق والرفق وقولكم حكم وحتم ورايكم علم وحلم وحزم
(وفعلكم الخير) اي منحصر فيه فلا يصدر منهم شر ابدا. (وعادتكم الاحسان) الى البر والفاجر والصديق والعدو. (وسجيتكم) اي طبيعتكم (الكرم) فانهم اكرم الخلق طرا حتى صار الكرم لهم طبيعة وسجية. (وشأنكم الحق) في المعارف والاحوال. (والصدق) في الاقوال (والرفق) في المعاشرات والافعال. (وقولكم حكم) اي حكمة لانكم أهل الحكمة ومنكم صدرت. (وحتم) يجب اتباعه. (ورأيكم علم) لا بظني وتخمين بل رأيكم علم الهي وأهل الرأي هم المعولون على الظنون والقياسات والاستحسانات والتخمين والمصالح المرسلة كالحنفية ونحوهم. (وحلم) لا سفه أو صادر عن عقل سليم يقال ذووا الاحلام اي ذوو العقول اي رأيكم رأي اولي العلم والحلم. (وحزم) اي مضبوط متقن متيقن.
[192]
ان ذكر الخير كنتم اوله واصله وفرعه ومعدنه ومأواه ومنتهاه بابي انتم وأمي ونفسي كيف اصف حسن ثنائكم وأحصي جميل بلائكم وبكم اخرجنا الله من الذل
(ان ذكر الخير كنتم اوله) لان ابتداءه بكم ومنكم. (وانتم اصله) وأصل الوجود الذي هو مبدأ الخيرات ولولاكم لما خلقت الموجودات (وفرعه) حيث ان وجودكم نشأ من خير الله تعالى وفضله على عباده ورأفته بخلقه فأنتم فرع ذلك الخير وان كمالاتكم العليه وأفعالكم المرضية فرع وجودكم الذي هو الاصل فانتم الاصل والفرع. (ومأواه) أي لا يوجد لا عندكم ولا يصدر الا منكم. (ومنتهاه) لان كل خير يرجع بالاخرة اليكم لانكم سببه أو ان الخيرات الكاملة النازلة من الله تعالى تنتهي اليكم وتنزل عليكم. بأبي أنتم وامي ونفسي كيف أصف حسن ثنائكم) اي كيف أقدر على وصف حسن وصفكم بأن يكون اضافة الحسن الى الثناء من اضافة الصفه الى الموصوف اي كيف أصف ثنائكم الحسن أو المعنى كيف اصف حسن ثنائكم على الله وتمجيدكم له. (واحصي جميل بلائكم) اي نعمتكم التي انعم الله بها علينا والحال (ان بكم) اي بسببكم وبسبب وجودكم. امامتكم وخلافتكم (أخرجنا الله من الذل) اي ذل الكفر =

شاهد أيضاً

ليلة القدر .. بين اصلاح الماضي و رسم المستقبل

أشار العالم الديني و استاذ الاخلاق الزاهد الفقيد الراحل سماحة آية الله مجتبي طهراني ، ...