الرئيسية / القرآن الكريم / البسملـة – روح الله الموسوي الخميني قدس سره

البسملـة – روح الله الموسوي الخميني قدس سره

03 كأن يعمد أيٌ كان إلى تلبي آرائه على القرآن فيطبق المادي أفكاره على بعض الآيات القرآنية فيفسر القرآن وفق رأيه، أو أن يعمد أحد أصحاب الآراء المعنوية والروحية إلى تأويل كل ما في القرآن الكريم ويرجعه إلى ما يعتقد هو.

إن اللازم هو أن نجتنب كل ذلك فأيدينا ليست مطلقة العنان في هذا المضمار والباب ليس مفتوحاً على مصراعيه لكي يعمد الإنسان إلى تحميل كل ما يصله عقله على القرآن فيقول هذا ما يقوله القرآن.

تفسيراتنا هي على نحو الاحتمال

وحيث أني أتحدث ببعض الكلمات حول بعض من آيات القرآن الكريم فلا أدعي أن ما أقوله هو المراد والمقصود فيها، فما أقوله هو على نحو الاحتمال لا الجزم ولن أقول بأن المراد هو هذا لا غير.

وإستجابة لما طلبه بعض السادة من أحاديث في هذا الباب قررت أن أتناول كل عدة أيام مرة – كأنه يكون في الأسبوع مرة – وضمن وقت محدود السورة الأولى في القرآن وإحدى السور الأواخر وأتحدث عنها بصورة مختصرة إذ لا يتسنى التفصيل لا لي ولا للآخرين وأكرر القول بأن هذا التفسير ليس على نحو الجزم وليس أنه هو المراد لا غير، إذ أن مثل ذلك هو من التفسير بالرأي فما نعرضه ما يصله نظرنا ما نفهمه فنقوله على نحو الاحتمال.

 


الدرس الأول

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين …..

يحتمل أن تكون “البسملة” في جميع السور القرآنية مرتبطة بالآيات التي تليها، ولقد قيل أن البسملة متعلقة بمعنى مقدر واحد ولكنّ الأقرب هو أن كل بسملة مرتبطة بنفس السورة – التي تفتتحها – فمثلا في “الحمد” ترتبط البسملة بما بعدها فباسم الله تبارك وتعالى يكون الحمد له.

والاسم علامة، وهو للتعريف، ويوضع لكل شخصٍ أو لكل شيءٍ اسمٌ لكي يكون علامة ومعرفاً له، فعندما يقال “زيد” يعرف الإنسان من هو المقصود بذلك.

أسماء الله علائم ذاته (بحث الإمام هذا الموضوع بصورة أكثر تفصيلا في كتابية مصباح الهداية وشرح دعاء السحر وكلاهما بالعربية)

وأسماء الله هي أيضاً علائم ذاته المقدسة، وأسماء الحق تعالي هي التي يمكن للإنسان التعرف على ذاته المقدسة من خلالها – ولو بصورةٍ ناقصة – أما نفس الذات المقدسة للحق تعالى فلا يصلها إنسان حتى خاتم الأنبياء وهو أعلم وأشرف بني آدم فهو لا يستطيع الوصول إلى مرتبة الذات تلك إذ لا يعرفها سوى ذاته المقدسة، أمّا ما يمكن لبني الإنسان الوصول إليه فهو أسمـاء الله (راجع في هذا المجال كتاب التوحيد العلمي والعيني الذي يضم مراسلات آيات الله محمد حسين الكمباني والسيد أحمد الكربلائي وتذبيلات العلامة الطباطبائي وتلميذه محمد حسن الطهراني عليها) ولهذه الأسماء أيضا مراتب نستطيع نحن أن ندرك بعضها فيما ينحصر إدراك البعض الآخر بأولياء الله والنبي الأكرم صلي الله عليه وآله وأولئك المعلمين بتعليمه.

 

 

شاهد أيضاً

ليلة القدر .. بين اصلاح الماضي و رسم المستقبل

أشار العالم الديني و استاذ الاخلاق الزاهد الفقيد الراحل سماحة آية الله مجتبي طهراني ، ...