الرئيسية / القرآن الكريم / البسملـة – روح الله الموسوي الخميني قدس سره

البسملـة – روح الله الموسوي الخميني قدس سره

04 العالم كافة اسم الله

والعالم أجمع هو اسم ا لله فالإسم هو العلامة، وجميع الموجودات في العالم هي علائم على ذات الحق تعالى المقدسة، وغاية الأمر أن البعض يستطيع الوصول إلى عمق كونها علامة فيعرف كيف أنها علامة والبعض الآخر يفهم الأمر على نحو الاجمال وذلك من خلال مقولة أن الموجود لا يحصل على الوجود من تلقاء نفسه، وهذه حقيقة واضحة يستطيع إدراكها عقل أي إنسان بالفطرة ويفهم أن الموجود الذي يمكن وجوده ويمكن عدمه مثل هذا الوجود الامكاني لا يمكن أن يوجد بذاته فهذا الممكن يجب أن ينتهي إلى وجود موجود بالذات أي الموجود الذي لا يمكن سلب الوجود منه وهو الأزلي الذي يستحيل سلب الوجود منه وسائر الموجودات الأخرى ممكنة الوجود والعدم وهذه لا تكتسب الوجود بذاتها فهي محتاجة إلى من يوجدها وهو خارج عنها.

 

لو فرضنا هذا الفضاء الوهمي الذي ليس بشيء وليس له واقع خارجي أنه فضاء أزلي فلا يمكن أن يتبدل إلى شيء موجود بنفسه أو أن يظهر فيه موجودٌ دون موجد.

وقول أولئك الذين يقولون بأنه كان في الدنيا منذ الأزل فضاءً غير متناه (والإشكال في اللامتناهي يبقي قائما)، ثم ظهر بعد ذلك هواء وبخار ومن هذا الموجود “البخار الذي في الفضاء ” وُجد شيءٌ آخر وهكذا، مثل هذا القول يخالف الضرورة العقلية التي تنفي تحول شيء إلى شيء آخر بذاته ودون تدخل علة خارجية، فكل شيء يتبدل إلى شيء آخر يحتاج إلى علةٍ خارجية وبدونها محالٌ أن يتبدل، فالماء مثلاً يحتاج إلى علةٍ خارجية ليصبح ثلجاً منجمداً أو ليصبح ماءً مغليّاً وبدون هذه العلة الخارجية يبقى إلى الأبد ماءً لا تصبح درجته تحت الصفر ولا فوقه، فهو محتاجٌ إلى علةٍ خارجية وشيء خارجي حتى لا يتعفن، وهذا توضيح إجمالي لاحتياج كل معلول إلى علة وافتقار كل ممكن إلى علة.

هذه هي من البديهيات العقلية فكل من يتصورها ويتأمل فيها يصدقها يصدق بأن الشيء الذي يمكن أن يكون أو لا يكون. محالٌ أو يوجد أو ينعدم بذاته، فلا يمكنه الإستغناء عن العلة فما من شيء ينتقل بذاته من العدم إلى الوجود بدون علة، وهذا “الامتناع” هو من الضروريات العقلية.

شاهد أيضاً

ليلة القدر .. بين اصلاح الماضي و رسم المستقبل

أشار العالم الديني و استاذ الاخلاق الزاهد الفقيد الراحل سماحة آية الله مجتبي طهراني ، ...