الرئيسية / القرآن الكريم / البسملـة – روح الله الموسوي الخميني قدس سره

البسملـة – روح الله الموسوي الخميني قدس سره

08 الكل من تجلياته

كل ما يحدث في العالم هو من هذا التجلي ولأن جميع الأشياء والأمر منه وإليه ترجع لذا فليس لأي موجود شيء من ذاته بل ليست هناك “ذاته” في الأمر.

ذاك الذي يقف في مقابل “مبدأ النور” ويقول أنا أيضاً لدي شيء، هذا يعني أنه يقول: أن هذا الوجود من عندي، في حين أن نفس “عندي” هذه هي ليست من عندك.. والعين التي لديك هي ليست من عندك فهي وُجدت بتجليه تعالي.

كل “حمد” وثناء يصدر عنا وعنهم إنما يكون باسم الله، بسبب اسم الله ولهذا أيضا قوله باسم “الله “.

“الله” التجلي الجامع

“الله” هو التجلي الجامع تجلي من الحق تعالي الجامع لكافة التجليات، ومن هذا التجلي تكون تجليات “الرحمن” ,”الرحيم” “الله” تجلي الحق تعالى والرحمن والرحيم هي من تجليات هذا التجلي.

“الرحمن” أوجد بالرحمة والرحمانيه كافة الموجودات، وهذه الرحمة هي أصل وجود الرحمة، وحتى ذاك الوجود الذي أُعطي للموجودات الشريرة هو أيضا رحمة، الرحمة الواسعة التي وسعت كل الموجودات يعني أن جميع الموجودات هي عين الرحمة، جميعها رحمة و”الله” هو باسم الله هو هذا التجلي الذي هو تجلي بالمعنى التام.

المقام الذي يستطيع إظهار التجلي بالمعنى التام هو هذا الاسم الجامع اسمٌ هو أيضاً تجلي نفس ذات الحق تعالى اسم أيضا و “لا إسم له ولا رسم ” أسمه اسم الله واسم “الرحمن ” واسم “الرحيم” جميعها أسماء، جميعها تجليات، وباسم “الله” وهو الجامع لكافة الكمالات بمرتبة الظهور – وذكر “الرحمن الرحيم ” له من باب أنه الرحمة والرحمانية والرحيمية، أما أوصاف الغضب والانتقام فهي تبعية وليس بالذات، الرحمة هي بالذات، والرحمانية والرحيمية هي بالذات، أما تلك الأوصاف فهي تبعية.

بسم الله الرحمن الرحيم … “الحمد الله ” كل المحامد وكل كمال وكل ثناء يقع في هذا العالم هو له تعالى، والإنسان يتوهم أنه عندما يتناول طعاماً لذيذاً فيمدحه أنه يثني على هذا الطعام ولكنّ هذا الحمد هو لله تعالي ولا يدري الإنسان ذلك، يمدح إنساناً ما فيقول أي فيلسوف وعالم هو؟ لكنه إنما يمدح ويحمد ويثني على الله ولا يدري، لماذا ؟ لأن هذا الفيلسوف والعالم ليس لديه شيء من نفسه، فكل ما هو موجودٌ هو تجليه تعالى، والذي أدرك عقلياً أنه تجليه تعالى فإنّ نفس هذا الإدراك هو أيضاً وكذلك حال المدرك، فكل شيء منه تعالى.

 

الإنسان يتوهم أنه يمدح هذه السجادة أو هذا الشخص لكنه لا حمد ولا ثناء يقع إلاّ لله تعالى، لأنكم إنما تمدحون شخصاً لشيء فيه، فالمدح لا يكون للعدم، وكل شيء هو موجود منه تعالى لذا فكل حمد ومدح وثناء فهو له: “الحمد ” يعني كافة المحامد ولله كل ما هو وله تعالى حقيقة الحمد.

نتوهم أننا نمدح ونحمد زيدا أو عمرا أو نور الشمس أو نور القمر، لكننا في الحقيقة محجوبون عن هذه الحقيقة، لا ندري بها فهي مستورة عنا.

نتوهم أننا نمدح ونحمد هذا أو ذاك لكن عندما ترفع الحجب نري أن جميع المحامد هي له وأن نفس حمدنا له هو من تجلية.

{الله نور السموات والأرض} تعني أن كل حسن منه وكل الكمالات منه أي من تجلياته، تجلى مرة فأوجد كل العالم، نتوهم أننا نقوم بعمل ما بأنفسنا ولكن { وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى}(الأنفال/17). “رميت وما رميت” فالرمي هو أيضا تجلي، ومن التجلي الرمي، لكن “ما رميت” تجلي الرمي، “إن الله رمي ” أولئك الذين بايعوك إنما بايعوا الله، وهذه اليد أيضا تجلي الله، وغاية الأمر أننا محجوبون فلا نعلم ما الأمر؟ نحن جميعا محجوبون إلاّ ذاك المعلم بتعليم الله وأولئك المعلمون بتعليمه.

واستناداً لما تقدم أقول أنه أصبح واضحاً أنّ من الممكن طرح احتمال أن يكون “بسم..” هذا بـ “الحمد” بمعنى أنه بإسم الله تكون جميع المحامد له تعالى، فتجليات الله هي التي تجذب إليها كافة المحامد فلا يكون حمد وثناء لغيره، بمعنى أنكم مهما أردتم فلن تستطيعوا أن تحمدوا الغير إنكم تحمدون وتمدحون الغير ولكن كل حمدكم وثنائكم يقع لله تعالى، وكلما تفكرون وتتوهمون أنه “الغير” فمن جهة عدم العلم.

وكلما أردتم أن تضغطوا على أنفسكم لتقولوا كلمةً لغير الله لا تستطيعون ذلك إذ لا كلام لغير الله، فكل ما تقولونه عنه وما هي بنقائص.
للموجودات جهتان الأولى الجهة الوجودية والأخرى جهة النقص الجهة الوجودية نورٌ وهو لا نقص فيه، فهو منزه عن النقص و”اللاءات” ليست منه، ولا يمكن مدح “اللاءات” فالمدح والحمد هو دائما لـ ” نعم” أي للوجود والكمال ولا كمال في العالم إلا لكمال واحد هو كمال “الله ” والجمال هو أيضا جمال “الله “.

شاهد أيضاً

قصيدة تلقى قبل أذان الصبح في حضرة الإمام الحسين عليه السلام في شهر رمضان المبارك

  أشرب الماءَ وعجّل قبل َأن يأتي الصباح  أشربَ الماءَ هنيئا أنهُ ماءٌ مباح أشربَ ...