الرئيسية / من / طرائف الحكم / اثار الصمت على الواعظ والمرشد والناصح

اثار الصمت على الواعظ والمرشد والناصح

أثره على الواعظ والمرشد والناصح :
يُفقد الكلامَ تأثيره، ومن مساوئ كثرة الكلام أنها قد تفقد الشخصية تأثيرها ومصداقيتها عند المستمع وذلك لأمور:
يمل السامع:
فعن الإمام علي (ع ) أن كثرة الكلام تمل السمع و( قرن الإكثار بالملل) و ( من أكثر مُلّ ) و ( كثرة الكلام تمل الاخوان) و ( كثـرة الهـذر تمل الجليس ) و( أن السامع أسرع ملالة من المتكلم ) . عنه ( عليه السلام ) : خير الكلام ما لا يمل ولا يقل، والإكثار يزل الحكيم، ويمل الحليم، فلا تكثر فتضجر، وتفرط فتهن.

وقالت جارية ابن السماك له : ما احسن كلامك لولا انك تكثر ترداده . فقال : أردده حتى يفهمه من لم يفهمه . قالت : فإلى أن يفهمه من لم يفهمه مله من فهمه .

وأطال خطيب بين يدي الاسكندر ، فزبره وقال : حسن الخطبة ليس على طاقة الخاطب ، ولكن على حسب طاقة السامع .

وأطال ربيعة الرأي الكلام ، وعنده أعرابي ، فلما فرغ من كلامه قال للاعرابي : ما تعدون العي والفهاهه فيكم ؟ قال : ماكنت فيه اصلحك الله منذ اليوم .

والمشكلة المترتبة على ملل السمع أنها تضجر السامع ( الإكثار إضجار ) فإذا تضجر تأفف وضاق صدره وعمى قلبه و ( القلب إذا أكره عمي ) وإذا عمي القلب فإنه لا يستفيد من الكلام الموجه له .

وقد ورد عن الأمير (ع): ( إحذر ممن إذا حدثته ملّـك وإذا حدثك غمك …).

يضعف معناه:
أن كثرة الكلام تؤثر على بلاغته وتنقص من معانيه، فيضعف وقعه في النفوس ، فعنه (ع) :كثرة الكلام تبسط حواشيه وتنقص معانيه، فلا يرى له أمد ولا ينتفع به أحد .

آثاره على الصحة والرزق :

ورد في الحديث القدسي: ( يا ابن آدم إذا وجدت قساوة في قلبك ، وسقما في جسمك ، ونقصا في مالك ،,وحريمة في رزقك ، فاعلم انك قد تكلمت فيما لا يعنيك ).
وورد أنه مكتوب على باب الجنة وحيلة الصحة في الدنيا …..قلة الكلام .
وقالوا: راحة الأجسام بقلة الطعام، وراحة النفوس بقلة الكلام .

ومن الواضح أن الراحـة النفسية لها انعكاساتها على الصحة البدنية، حتى ورد بأن نصف الهرم هم وهذا المطلب لا يحتاج إلى إقامة برهان، فالواقع خير دليل .
ومن لطيف ما قرأت في إحدى الصحف أن الدراسات العلمية والتجارب كشفت عن أن ضغط الدم يرتفع أثناء الكلام إلا بين الزوجين فإنه لا يرتفع !.. سبحان الله !.. وهذا إن تم فانه من دلا ئل الصدق على النبوة .

أما أثره على الرزق فقد وورد في الحديث القدسي المذكور أنه وإذا رأيت حريمة في رزقك ..
والذي يجب أن ينبه عليه هنا أن القرآن أشار الى حقيقة قرآنية في كثير من الآيات، وقد كتبت بها البحوث وهذه الحقيقة هي : أن للحسنات والذنوب آثارها التكوينية، ليس على الإنسان فحسب بل على الكون بأكمله فقد ورد{ ولو أن أهل القرى آمنوا ..}.
وورد { ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ..}.
ومما يتصل بالموضوع قوله تعالى :{ واستغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم …… ويمددكم باموال وبنين ..} فانظر وتأمل جيداً في فعل الشرط وجزاء الشرط.. أستغفروا… يمددكم بأموال وبنين .
فإذا تبين الأثر الإيجابي للاستغفار على الرزق، اتضح الأثر السلبي للهذر وكثرة الكلام عليه . وسيمر عليك الكثير من الروايات التي تشير إلى أن البلاء موكول بالمنطق، وأن العافية والسلامة في الصمت والسكوت .

Overall rating