الرئيسية / الاسلام والحياة / دروس في تزكية النفس

دروس في تزكية النفس

06 الدرس الخامس: إزالة حبّ الدنيا

  أهداف الدرس

 

1- أن يميز الطالب درجات الحبّ الذي يستقطب القلب.

2- أن يعدد درجات حب الدنيا.

3- أن يميز الدنيا الممدوحة من الدنيا المذمومة.

4- أن يحدد دور الإنسان في هذه الدنيا.

تمهيد1

 

إنّ الله سبحانه وتعالى لا يجمع في قلبٍ واحدٍ ولاءين، ولا يجمع حبّين مستقطِبين, فإمّا حبُّ الله، وإما حبّ الدنيا. أمّا حبُّ الله وحبّ الدنيا معاً فلا يجتمعان في قلب واحد، فلنمتحن قلوبنا، لنرى، هل تعيش حبَّ الله سبحانه وتعالى، أو تعيش حبَّ الدنيا، فإن كانت تعيش حبَّ الله, زدنا ذلك تعميقاً وترسيخاً، وإن كانت – نعوذ بالله – تعيش حبَّ الدنيا، فلنحاول أن نتخلّص من هذا الداء الوبيل، ومن هذا المرض المهلك.

 

 

1– درجات وصيغ الحب

 

إنّ كلّ حبّ يستقطِب قلب الإنسان يتخذ إحدى درجتين:

 

الدرجة الأولى:

 

أن يشكّل هذا الحبّ محوراً وقاعدةً, لمشاعر وعواطف وآمال وطموحات هذا الإنسان، قد ينصرف عنه في قضاء حاجة، في حدودٍ خاصّة، ولكن سرعان ما يعود إلى القاعدة، لأنّها هي المركز، وهي المحور، فقد ينشغل بحديثٍ، وقد

 

1- قمنا باقتطاع بعض فقرات هذا الدرس من كلمات للشهيد السعيد السيّد محمد باقر الصدر (رضوان الله عليه)من محاضرته المعروفة بحبّ الدنيا.


 ينشغل بكلامٍ، وقد ينشغل بعملٍ، أو طعامٍ، أو شرابٍ، أو بعلاقاتٍ ثانويّة، أو بصداقاتٍ، لكن يبقى ذاك الحبّ هو المحور.

 

الدرجة الثانية:

 

أن يستقطب هذا الحبّ كلّ وجدان الإنسان، بحيث لا يشغله شيء عنه على الإطلاق، فيرى محبوبه، وقِبلته، وكعبته، أينما توجّه، فأينما توجّه سوف يرى ذلك المحبوب.

 

 

2– درجات حب الله

 

هذا التقسيم الثنائيّ ينطبق على حبّ الله، وينطبق على حبّ الدنيا أيضاً، حبّ الله سبحانه وتعالى، فالحبّ المحور الشريف لله يتّخذ هاتين الدرجتين.

 

أ- حب المؤمنين

 

الدرجة الأولى يتخذها في نفوس المؤمنين الصالحين الطاهرين، الذين نظّفوا نفوسهم من أوساخ هذه الدنيا الدنيّة، هؤلاء يجعلون من حبّ الله محوراً لكلّ عواطفهم ومشاعرهم وطموحاتهم وآمالهم، قد ينشغلون بوجبة طعام، بمتعةٍ من المتع المُباحة، بلقاءٍ مع صديق، بتنزّه في شارع، ولكن يبقى هذا هو المحور الذي يرجعون إليه بمجرّد أن ينتهي هذا الانشغال الطارئ.

 

ب – حب الأولياء

 

الدرجة الثانية هي الدرجة التي يصل إليها أولياء الله من الأنبياء والأئمّة (عليهم أفضل الصلاة والسلام)، علي بن أبي طالب عليه السلام، الذي قال: “ما رأيت شيئاً إلاّ ورأيت الله معه وقبله وبعده وفيه”، لأنّ حبّ الله في هذا القلب العظيم، استقطب وجدانه إلى الدرجة التي منعه من أن يرى شيئاً آخر غير الله، حتّى حينما كان يرى

 


الناس، كان يرى فيهم عبيد الله، حتّى حينما كان يرى النعمة الموفورة، كان يرى فيها نعمة الله سبحانه وتعالى، كان يتجسّد هذا الربط بالله دائماً وأبداً أمام عينه, لأنّ محبوبه الأوحد، ومعشوقة الأكمل، وقبلة آماله وطموحاته، لم يسمح له بشريكٍ في النظر، فلم يكن يرى إلاّ الله سبحانه وتعالى.

 

 

3– درجات حب الدنيا

 

نفس التقسيم الثنائيّ يأتي في حبّ الدنيا أيضاً، الذي هو رأس كلّ خطيئة فحبُّ الدنيا يتّخذ درجتين:

 

الدرجة الأولى

 

أن يكون حبُّ الدنيا محوراً للإنسان، وقاعدةً له في تصرّفاته وسلوكه يتحرّك حينما تكون المصلحة الشخصيّة في أن يتحرّك، ويسكن حينما تكون المصلحة الشخصيّة في أن يسكن، يتعبّد حينما تكون المصلحة الشخصيّة في أن يتعبّد، وهكذا، الدنيا تكون هي القاعدة، لكن أحياناً أيضاً يمكن أن يفلت من الدنيا، فيشتغل أشغالاً أخرى نظيفةً وطاهرة، فقد يصلّي لله سبحانه، وتعالى، وقد يصوم لله سبحانه وتعالى، لكن سرعان ما يرجع مرّة أخرى إلى ذلك المحور، وينشدّ إليه، فهي فلتات، يخرج بها من إطار ذلك الشيطان ثمّ يرجع إليه مرّة أخرى.

 

الدرجة الثانية

 

وهي الدرجة المهلكة، حيث يعمي حبّ الدنيا هذا الإنسان، يسدّ عليه كلّ منافذ الرؤية، يكون بالنسبة إلى الدنيا كما كان سيّد الموحّدين، وأمير المؤمنين بالنسبة إلى الله سبحانه وتعالى، إنّه لم يكن يرى شيئاً إلاّ وكان يرى الله معه وقبله وبعده، حبّ الدنيا في الدرجة الثانية تصل إلى مستوى بحيث إنّ الإنسان لا يرى شيئاً إلاّ ويرى الدنيا فيها وقبلها وبعدها ومعها، حتى الأعمال الصالحة


 تتحوّل عنده وبمنظاره إلى دنيا، وتتحوّل عنده إلى متعة، وإلى مصلحة شخصيّة، حتى الصلاة، وحتى الصيام، والبحث والدرس، كلّها تتحوّل إلى دنيا، ولا يرى شيئاً إلاّ من خلال الدنيا، إلاّ من خلال مقدار ما يمكن لهذا العمل أن يعطيه، من حفنةِ مال، أو من كومة جاه، لا يستمرّ معه إلاّ بضعة أيّام معدودة.

 

الدرجة الثانية أشدّ هلكة

 

وكلٌّ من الدرجتين مهلِكة، ولدرجة الثانية أشدّ هلكةً من الدرجة الأولى, ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “حبُّ الدنيا رأسُ كلّ خطيئة”، قال الإمام الصادق عليه السلام: “مثل الدنيا كمثل ماء البحر كلما شرب منه العطشان ازداد عطشاً حتى يقتله”2(…)، لا تقل: لآخذ هذه الحفنة من الدنيا، ثمّ انصرف عنها، لأحصل على هذه المرتبة من جاه الدنيا ثمّ انصرف إلى الله، ليس الأمر كذلك، فإنّ أيّ مقدارٍ تحصل عليه من مال الدنيا، أو من جاه الدنيا، أو من مقامات هذه الدنيا الزائلة، سوف يزداد بك العطش والنهم إلى المرتبة الأخرى.

 

يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “من أصبح وأكبرُ همّه الدنيا فليس له من الله شيء”3. هذا الكلام يعني قطع الصلة مع الله، يعني أنّ ولاءين وحبّين لا يجتمعان في قلبٍ واحدٍ. من كان ولاؤه للدنيا فليس له من الله شيء، وليس له صلة مع الله سبحانه وتعالى, لأنّ حبّ الدنيا هو الذي يُفرغ الصلاة من معناها، ويُفرغ الصيام من معناه، ويُفرغ كلّ عبادةٍ من معناها، ولا يبقى أيّ معنى لهذه العبادات، إذا استولى حبّ الدنيا على قلب الإنسان. فحب الدنيا رأس كل خطيئة ومنطلق البعد عن الله سبحانه.

 

ما هي الدنيا المذمومة؟

 

هنا يجب أن نعرف أيّة دنيا هي الدنيا التي ذمَّتها الروايات، لأنَّ الإنسان

2- الكافي: ج2، ص136

3- م. ن. ج2،ص319


 هو ابن هذه الدنيا، وهو يحيا فيها ويأكلّ ويتناسل فيها.. وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “العبادة سبعون جزءاً أفضلها طلب الحلّال”4.

 

فهل المذموم هو ما نراه أمَّامنا من المأكلّ والملبس والمسكن… أم هو شيء آخر؟

 

الذي يستفاد من القرآن الكريم وروايات المعصومين عليه السلامأنَّ المذموم من الدنيا، هو الاستغراق فيها والتعلّق بها، بحيث تصبح عائقاً أمَّام حركة الإنسان نحو الله، وهو ما عبَّرت عنه الروايات بـ “حبّ الدنيا”، الذي لا يعني مجرَّد الاستفادة من الأمور الدنيويّة، بل أن يرتبط القلب بهذه الأمور وتصبح له عُلْقَة شديدة بها، وقد ورد عن الإمام علي عليه السلام: “إيّاك وحبّ الدنيا فإنَّها أصل كلّ خطيئة ومعدن كلّ بلية”5.

 

الدنيا ممر للآخرة

 

من المناسب هنا أن نبحث في حقيقة الدنيا، وهو ما يساعد على توضيح المطلب السابق.

 

يعتقد الإسلام بوجود عالَمَين: عالَم الدنيا، وهو الذي نحيا فيه، وعالَمُ الآخرة، وهو الذي نصير إليه، وعالَم الدنيا ليس إلَّا مجرَّد ممرّ للآخرة, إنَّها المكان الذي نبني فيه آخرتنا، ونحدّد فيه مصيرنا في الآخرة، ولهذا من يدرك حقيقة الدنيا هذه فإنَّه لن يركن إليها، بل سيعمل للتزوّد منها إلى دار البقاء، يقول الإمام علي عليه السلام: “فإنَّ الدنيا لم تُخْلَق لَكُمْ دارَ مُقَامٍ، بَلْ خُلِقَتْ لَكُمْ مَجَازاً لِتُزَوَّدُوا منها الأعمَالَ إلى دارِ القَرارِ..”6.

4- الكليني-الكافي- دار الكتب الإسلاميِّة ,آخوندي-الطبعة الثالثة، ج 5، ص 78

5- غرر الحكم، ص 95، ح 47

6- نهج البلاغة ، خطبة 132


 نتيجة الرؤية الاسلامية للدنيا

 

إنَّ لهذه الرؤية نتائج عديدة على المستوى العمليّ، وعلى مستوى تزكية النفس، نجملها بأنَّ من يحمل هذه الرؤية، فإنَّه سيسعى جاهداً لإقامة علاقة متوازنة بين أمرين:

 

أ- من خلال الاستفادة من الدنيا للآخرة: وذلك عبر الاستفادة من جميع الفرص المتاحة له فيها، لزيادة أجره وثوابه في الآخرة، لأنَّها الهدف ودار القرار.

 

فعن ابن أبي يعفور قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: إنَّا لنحبّ الدنيا، فقال لي: تصنع بها ماذا؟ قلت: أتزوج منها وأحجّ وأنفق على عيالي وأنيل إخواني وأتصدق، قال عليه السلام: “ليس هذا من الدنيا، هذا من الآخرة”7.

 

ب- التمتع بنعم الدنيا: “قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ”8 إنّ الرؤية القرآنيّة للدنيا تبصّر المؤمن بأنّ الدنيا طريق للعبور إلى الآخرة، فلا بأس بالتمتع ببعض رزق الله في الدنيا شرط أن لا تُنس الآخرة، وأن يكون المرجوّ في كل عمل رضوان الله تعالى.

 

أهل الدنيا وأهل الآخرة

 

إنَّ الرؤية السابقة تسهم في التمييز بين فئتين:

 

أهل الدنيا، وهم الذين جعلوا الدنيا هدفاً، ورضوا بها، وأصبحوا عبيداً لها،

7- المجلسيّ-محمّد باقر -بحار الأنوار- مؤسسة الوفاء ,الطبعة الثانية المصححة – ج 73، ص 63

8- الأعراف: 32


 يقول تعالى في وصفهم وبيان مآلهم: ﴿إَنَّ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا وَرَضُواْ بِالْحَياةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّواْ بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ * أُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمُ النُّارُ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ﴾ 9.

 

إنَّ أهل الدنيا قلوبهم متعلّقة بالدنيا منجذبة إليها، وهذه القلوب لن تكون محلّاً لنور الله تعالى، يقول الإمام علي عليه السلام “حرام على كلّ قلب متولَّه بالدنيا أن يسكنه التقوى”10.

 

أهل الآخرة، وهم الّذين جعلوا الآخرة هدفاً، وعملوا لها، ولم ينظروا للدنيا إلاَّ كجسر يعبر بهم إلى دار الآخرة. يقول الإمام علي عليه السلام: “الناس في الدنيا عاملان: عامل عمل في الدنيا للدنيا، قد شغلته دنياه عن آخرته، يخشى على من يَخْلُفُهُ الفقر ويأمنه على نفسه، فيفني عُمُرَهُ في منفعة غيره، وعامل عمل في الدنيا لما بعدها، فجاءه الذي له من الدنيا بغير عمل، فأحرز الحظّين معاً وملك الزَّادَيْنِ جميعاً، فأصبح وجيهاً عند الله “11.

9- يونس:7-8

10- غرر الحكم، ص 192، ح 32

11- نهج البلاغة ، الكلّمات القصار، رقم 271.


خلاصة الدرس

 

1-الحبّ الذي يستقطب قلب الانسان على درجتين:

 

 أ- الحبّ المحور، الذي يشكل القاعدة والاساس .

 ب- الحب الذي يستقطب كل وجدان الانسان. وهاتان الدرجتان توجدان في حبّ الله وفي حبّ الله وفي حبّ الدنيا.

 

2- من عَزَمَ على تهذيب نفسه عليه أن يزيل حبّ الدنيا من قلبه.

 

3- إنَّ المذموم من الدنيا هو حبّها بمعنى التعلّق بها والانجذاب لمظاهرها.

 

4- حقيقة الدنيا أنَّها دار ممرّ وأنَّها الدار الذي نحدّد فيه مصيرنا في الآخرة.

 

5- أهل الآخرة هم الّذين عملوا في الدنيا للآخرة وأهل الدنيا هم الّذين عملوا في الدنيا للدنيا.

 

 

للمطالعة

 

 قصّة عيسى والحواريين

 

ورد في أصول الكافي بسند صحيح عن الإمام الصادق عليه السلام أنَّه قال: “مرَّ عيسى بن مريم عليه السلام على قرية قد مات أهلها وطيرها ودوابُّها، فقال: أمَّا إنَّهم لم يموتوا إلاَّ بسخطة (من الربِّ)، ولو ماتوا متفرّقين لتدافنوا”.

 

فقال الحواريِّون: يا روح الله وكلمته، ادع الله أن يحييهم لنا، فيخبرونا ما كانت أعمالهم (حتى كان هذا جزاءهم) فنتجنّبها.

 

فدعا عيسى عليه السلام ربَّه، فنودي من الجوّ: أن نادهم.

 

فقام عيسى عليه السلام بالليل على شَرَفٍ من الأرض فقال: يا أهل هذه القرية.

 

فأجابه منهم مجيب: لبّيك يا روح الله وكلمته.

 

فقال: ويحكم، ما كانت أعمالكم؟

 

قال: عبادة الطاغوت، وحبّ الدنيا، مع خوف قليل (من الله) وأمل بعيد، وغفلة في لهو ولعب.

 

فقال: كيف كان حبّكم للدنيا؟

 

قال: كحبّ الصبيّ لأمه، إذا أقبلت علينا فرحنا وسررنا، وإذا أدبرت عنَّا بكينا وحزنَّا.

 

قال: كيف كانت عبادتكم للطاغوت؟ قال: الطاعة لأهل المعاصي. قال: كيف كان عاقبة أمركم؟

 

قال: بتنا ليلة في عافية، وأصبحنا في الهاوية. فقال: وما الهاوية؟ فقال: سجّين. قال: وما سجّين؟

 

قال: جبال من جمر توقد علينا إلى يوم القيامة. قال: فما قلتم، وما قيل لكم؟ قال: قلنا: ردّنا إلى الدنيا فنزهد فيها، قيل لنا: كذبتم. قال: ويحك! كيف لم يكلّمني غيرك من بينهم؟ قال: يا روح الله، إنَّهم ملجمون بلجام من نار على أيدي ملائكة غلاظ شداد، وإنّي كنت فيهم ولم أكن منهم، فلما نزل العذاب عمَّني معهم، فأنا معلّق بشعرة على شفير جهنَّم، لا أدري أأكبّ فيها أم أنجو منها.

 

فالتفت عيسى عليه السلام إلى الحواريين فقال: “يا أولياء الله، أكل الخبز اليابس بالملح الجريش، والنوم على المزابل، خير كثير مع عافية الدنيا والآخرة”.

 

ويكفي لمعرفة عظم ذنب حبّ الدنيا، أنَّه في هذه الرواية سبب التعجيل بالعقوبة والهلاك الأبديّ.

 

الكليني, الكافي, ج2, ص318.
 

شاهد أيضاً

ليلة القدر .. بين اصلاح الماضي و رسم المستقبل

أشار العالم الديني و استاذ الاخلاق الزاهد الفقيد الراحل سماحة آية الله مجتبي طهراني ، ...