الرئيسية / أخبار وتقارير / مؤتمر الوحدة الاسلامية يختتم أعماله بطهران ويؤكد حرمة دم المسلم

مؤتمر الوحدة الاسلامية يختتم أعماله بطهران ويؤكد حرمة دم المسلم

اصدر المؤتمر الدولي الـثامن و العشرون للوحدة الاسلامية ليل الجمعة ، بيانا ختاميا ، اكد حرمة دم المسلم الذي نطق بالشهادتين ، و شدد على عدم جواز استغلال السياسة لايجاد خلافات عقائدية ، مؤكدا ان التقريب بين المذاهب الاسلامية هو السبيل الوحيد لتحقيق وحدة الامة الاسلامية ، و ان المذاهب الاسلامية الثمانية هي مذاهب معترف بها ويمكن التعبد بها .

وافاد القسم السیاسی لوکالة تسنیم الدولیة بأن المؤتمرین تدارسوا ، موضوع المؤتمر على مدى ثلاثة أیام وفی خمس عشرة جلسة عمل ومن خلال عرض أکثر من مائة بحث وکلمة . و قد تناول المشارکون حسب اختصاصهم الموضوعات المستجدة فی مجالات التجارة والاعمال، وشؤون الشباب وطلبة الجامعات، والاحزاب السیاسیة والنساء والأساتذة والجامعات، والاعلام فی إطار لجان تخصصیة مستقلة، فضلا عن دراسة الأزمات الراهنة فی عالمنا الاسلامی فی لجنتی المساعی الحمیدة والجمعیة العمومیة لمجمع التقریب وبالتالی اللجنة الخاصة بالاتحاد العالمی لعلماء المقاومة وذلک للوصول الى حلول واقعیة لها . و فی ختام جلساته … أصدر المؤتمر التوصیات التالیة :
124
أولاً : یؤکد المؤتمرون انطلاقا من مسلمات القرآن الکریم و السنة النبویة الشریفة أن الإسلام جامع لأهل القبلة ، و دلیلُه الشهادتان اللتان تعصمان دم الناطق بهما وماله وعرضه، کما یرون أن التقریب بین المذاهب الإسلامیة سبیل مهم لتحقیق وحدة الأمة فی شتی المجالات، وأن المذاهب الإسلامیة التی تؤمن بأرکان الإسلام وأصول الإیمان ، ولا تنکر معلوماً من الدین بالضرورة، یؤلف المنتمون الیها بمجموعهم الأمة الإسلامیة الواحدة، وتتکافأ دماؤهم ویسعی بذمتهم أدناهم وهم ید علی من سواهم، ویتعاونون لتحقیق الأهداف الإسلامیة السامیة، وأن الاختلاف السیاسی لایجوز أن یستغل الاختلافات العقدیة أو التاریخیة أو الفقهیة، وأن إثارة أیة فتنة طائفیة أو عرقیة لاتخدم إلا أعداء الأمة، وتحقق خططهم الماکرة ضدها، وتکرس احتلالهم البغیض لأرضها مما ینبغی معه مقاومتها بالوسائل کافة.
ثانیاً : یدین المؤتمرون کل أشکال الاعتداء الصهیونی علی شعبنا الصابر والمثابر والمرابط فی فلسطین وخصوصاً ما یجری من محاولة هدم للمسجد الاقصی ومنازل ٍ الفلسطینیین فی مدینة القدس وتهویدها، بالتغییر الدیموغرافی فی أرض فلسطین ومحاصرة هذا الشعب الأبی فی غزة ، کما یحیون جهاد الشعب الفلسطینی البطل ومقاومته الباسلة ویدعمون جهود المصالحة بین الفصائل الفلسطینیة وتوحیدها ویؤکدون من جدید علی ضرورة تنفیذ الحقوق الفلسطینیة المشروعة وأهمها حقهم فی تقریر المصیر وإقامة دولتهم المستقلة علی کافة الأراضی الفلسطینیة وعاصمتها القدس الشریف وحقهم فی العودة إلی دیارهم، کما یؤکدون علی ما دعا الیه الامام القائد الخامنئی«حفظه الله» من ضرورة تسلیح شعبنا فی الضفة الغربیة لیدعم قضیة المقاومة ویطالبون المجتمع الدولی بمحاکمة المجرمین الصهاینة ومعاقبتهم علی ما اقترفوه من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانیة.

ثالثا ً: یعلن المؤتمرون أن المقاومة حق مشروع للشعوب، ویستنکرون کل انواع الارهاب المدان إسلامیاً وعالمیاً، سواء کان فردیاً أو جماعیاً أو ما قد تمارسه بعض الدول الکبری تحت غطاء العولمة ودمقرطة البلاد، ویعلنون دعمهم للمقاومة الاسلامیة فی فلسطین ولبنان.
رابعاً : تحقیقاً للوحدة بین أهل القبلة، والتقریب بین أتباع المذاهب الإسلامیة، یدعو المؤتمرون إلی وجوب احترام المسلمین لبعضهم البعض ، وإلی ترک البحث فی الأمور الخلافیة للعلماء والخبراء فی بحوثهم العلمیة، وعدم الإساءة والتشهیر بأحد. کما یؤکد المؤتمرون علی عدم جواز توجیه ما یُعدّ انتقاصاً أو إهانة لما یحترمه أی طرف، ویشمل هذا بوجه خاص عدم جواز انتقاص آل البیت الطاهرین أو أمهات المؤمنین أو الصحابة الکرام أو أئمة المسلمین، بالنیل منهم، أو التعرض لهم بأی نوع من أنواع الإساءة القولیة أو الفعلیة، وعدم جواز استباحة المساجد و دور العبادة وکذلک الحسینیات والزوایا والمراقد . وفی هذا السیاق یثمن المؤتمرون الفتوی التاریخیة التی اصدرها سماحة الامام الخامنئی قائد الثورة الاسلامیة بخصوص تحریم النیل من رموز المذاهب الاسلامیة والإساءة لأمهات المؤمنین ، والتی لاقت الترحیب الواسع من لدن کبار علماء الأمة والأوساط الدینیة والأزهر الشریف.

خامساً : یؤکد المؤتمرون أن الأمة الإسلامیة تواجه تحدیات کبری تستهدف عقیدتها وشخصیتها وثقافتها ومقومات وجودها ودورها الحضاری المنشود وتتعرض لمؤامرات لتمزیقها جغرافیاً، ولغویاً، وقومیاً، ومذهبیاً، بل وتاریخیاً. کما تسعی لإبقائها متخلفة علی الصعد الاجتماعیة والعلمیة والاقتصادیة والعسکریة وغیرها. وتخطط لإبعادها عن إسلامها والتشکیک فی قدرته علی مواجهة المشاکل الحیاتیة المستحدثة، وإشاعة السلوکیات المادیة المنحرفة عما رسمته الشریعة، وزرع حالة التقلید والتبعیة للغرب والانبهار به . وإشغالها بالحروب الطائفیة والعرقیة وإبعادها عن مسارها المقاوم وهذا ما نشاهده فیما تقوم به المجموعات التکفیریة المسلحة فی نقاط مختلفة من العالم الاسلامی وکذلک عبر إضعاف التربیة والتعلیم الإسلامیین والتشکیک فی قدرتهما علی النهوض بالأمة، واختراق الإعلام الإسلامی بإشاعة روح الهزیمة والإذعان والانحلال الخلقی لئلا یقوم بدوره المطلوب فی وأد الفتن والتوعیة وبناء الشخصیة الاسلامیة المتوازنة .
سادساً: یرى المؤتمرون أن هناک حاجة ماسة لوضع خطط تفصیلیة لتحقیق التقریب بین المذاهب الإسلامیة فی المجالات التالیة:
أ- رفع مستوى الوعی لدى المسلمین فی مختلف المجالات وبخاصة فی مجال فهم الإسلام وتعالیمه وأهدافه وفهم الواقع القائم على مختلف الأصعدة.
ب – مطالبة الدول الاسلامیة بتطبیق الشریعة الإسلامیة فی کل مجالات الحیاة.
ج – تفعیل العملیة التعلیمیة والتربویة الشاملة لمختلف قطاعات الأمة وفق تعالیم الإسلام.
د– الاستفادة الأنجع من الإمکانات السیاسیة والاقتصادیة والجغرافیة، والطاقات العلمیة للأمة وتعبئتها لتحقیق الأهداف الکبرى ومقاومة التحدیات.
هـ- مساعدة الأقلیات الإسلامیة فی أنحاء العالم على الاحتفاظ بهویتها وأداء شعائر دینها وتفعیل دورها فی المجتمع، مع مراعاة حقوق غیر المسلمین فی المجتمع الاسلامی.
و ـ تربیة الجیل الاسلامی على ثقافة المقاومة والعزة وتشکیل بناء مستقبلی أفضل مع التأکید على الدور الایجابی للنساء والشباب وسائر فئات المجتمع.
سابعاً: یدعو المؤتمرون إلى الابداع فی مجال الفکر المؤدی إلى التقریب من خلال مایلی:
1 – تعمیق المنهج الوسطی فی فهم الشریعة النابع من الکتاب والسنة الشریفة .
2- مراعاة فقه الأولویات، ومعرفة المآلات، ومراعاة الظروف المتغیرة عند اتخاذ المواقف الشرعیة.
3- مراعاة مقاصد الشریعة الثابتة، وخصائص الإسلام العامة.
4- إحیاء علم المقارنات و علم الخلاف.
5- الاهتمام بالتعمق فی فکر التقریب فی مختلف البحوث والدراسات ولاسیما الفقهیة منها.
ثامناً : وعلى الصعید العملی یقترح المؤتمرون مایلی:
1 – تعمیم منطق الحوار بین المسلمین على الأسس الشرعیة.
2- تقویة نشاطات لجنة المساعی الحمیدة ولجانها الفرعیة لتحقیق حالة التصالح بین المسلمین وحل أزماتهم. والقیام بدور الوساطة بین الحکومات والشعوب والفئات لتقریب وجهات النظر والوصول الى حل اسلامی سلمی للمشکلة فی سوریا والبحرین والعراق ومیانمار وسائر مناطق النزاع والخلاف.
3- تشجیع الدراسات التقریبیة فی الجامعات عبر فتح الأقسام الجامعیة فی هذا التخصص وتشجیع الرسائل العلمیة وتقویة التبادل التخصصی .
4- ضبط عملیة الفتوى وفق الضوابط التی أقرتها المجامع والمصادر الفقهیة.
5- تشکیل لجنة من القانونیین تتبنى متابعة حقوق متضرری التطرف والتکفیر والارهاب.
6- تشکیل لجنة من المفکرین تقوم بإعداد برامج و خطط لضمان سلامة الاسرة المسلمة والدفاع عن حقوقها وخاصة حقوق المرأة والطفل وفقاً للقیم الانسانیة والشریعة المحمدیة.
تاسعاً: یعلن المؤتمرون أن الدعوة إلى التقریب لاتعنی التعصب المذهبی ولاتسعى الى نشر مذهب بین أتباع مذهب آخر وأن ما تروجه بعض الجهات من محاولات تشییع اهل السنة او تسنین الشیعة لایقصد منه إلا إثارة الفتن بین المسلمین وتوسیع دائرة الخلاف بین صفوف الأمة.
عاشراً: یدعو المؤتمر العالم الاسلامی وشعوب المنطقة لتوحید صفوفها فی مواجهة حرکات التطرف والتکفیر ودعم المقاومة الجماهیریة فی العراق وسوریا حتى استتباب الامن والاستقرار فی هذین البلدین.
حادی عشر: یدعو المؤتمرون الى تضافر الجهود من اجل اغاثة المهجرین والمتضررین من عصابات التطرف والتکفیر فی مختلف مناطق العالم الاسلامی خاصة العراق وسوریا .

ثانی عشر: یدعو المؤتمرون الأخوات المسلمات ممن یتمتعن بالقدرة العلمیة الى المساهمة بأبحاثهن وآرائهن فی انجاح الدعوة الى التقریب وأن یکون لهن دورٌ اکثر فاعلیة فی مؤتمرات الوحدة الاسلامیة ونشر الوعی التقریبی بین المجتمعات الاسلامیة.
ثالث عشر: یرى المؤتمرون أن المجمع العالمی للتقریب بین المذاهب الإسلامیة قام – خلال مسیرته التی دامت حوالى ثلاثین عاماً – بأدوار مهمة لتحقیق ما مرّ فی المواد السابقة بشتى الوسائل المتاحة. والمؤمل رفع بعض المعوّقات والنواقص التی تحول دون التسریع فی تحقیق الاهداف المنشودة. رابع عشر : یدعو المؤتمر المجلس الأعلى والأمانة العامة للمجمع لدراسة تقییمات اللجان و توصیاتها، وکذلک دراسة مقترحات اللجان الدائمة للجمعیة العمومیة، والاتحاد العالمی لعلماء المقاومة.

خامس عشر: یؤکد المؤتمرون على أن القرآن الکریم والسنة النبویة الشریفة حققا للأمة الاسلامیة أجواءً انسانیة حضاریة رائعة، وأشاعا العقلانیة وروح الحوار البناء، وحریة الاجتهاد بضوابطه الشرعیة، وغرسا روح الأخوة والوحدة بعد أن وضحا خصائص الأمة الاسلامیة ورسالتها السامیة إلى العالم کله ومن ثم کان تعدد المذاهب حالة طبیعیة لها أثرها الإیجابی فی تنوع الحلول للمشکلات على ضوء أحکام الشریعة الإسلامیة وأصولها.
سادس عشر: یرى المؤتمرون أن الأهواء والنزعات السیاسیة، وشیوع حالات التعصب، وجهل بعض أتباع المذاهب بحقیقة المذاهب الاخرى انحرفت بالحالة السویة تلک إلى حالة طائفیة ممزقة سادتها ظاهرة الغلو والتکفیر والتطرف والتنافر والتمزق ونقل النزاع الفکری إلى الساحة العملیة مما ترک آثاراً سلبیة خطیرة على قوة الأمة وتماسکها وسهل السُبل لیقوم اعداؤها بطعنها فی صمیم عقیدتها وتوجهاتها النظریة والعملیة الأصیلة.
سابع عشر: یحیی المؤتمرون جهاد الشعب الإیرانی وقیادته فی سبیل تطبیق شرع الله فی مختلف مناحی الحیاة، ویدینون کل تآمر على هذه المسیرة الخیرة، کما یعلنون دعمهم لموقف الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة فی تطویر قدراتها النوویة للأغراض السلمیة ویدینون کل الأسالیب الملتویة التی تحاول منعها من الاستفادة من حقوقها المشروعة التی تکفلها لها المعاهدات والقرارات الدولیة. ویدعون بلدان العالم الإسلامی إلى الاستفادة من هذه التجربة.
ثامن عشر: یشید المؤتمرون بجهود رواد التقریب والوحدة الإسلامیة کالسید جمال الدین الحسینی والامام الشیخ محمد عبده والامام الشیخ محمود شلتوت و الامام البروجردی والامام الخمینی والامام المودودی والامام کفتارو والامام الشیخ سعید شعبان «رحمهم الله» والامام المغیب السید موسى الصدر والامام الخامنئی «حفظه الله ورعاه».
تاسع عشر: یؤکد المؤتمرون على أن المذاهب الإسلامیة الثمانیة کلها مذاهب إسلامیة والمنتمی الى أی منها یعتبر مسلماً، له ما للمسلمین وعلیه ما علیهم، ویؤکدون على المواقف التی صدرت من مراجع الدین السنة والشیعة وخاصّة أئمة الازهر الشریف ومراجع الدین فی قم المقدسة والنجف الاشرف بشأن ضرورة الاجتناب عن کل ما یؤدی إلى تمزیق الصف الإسلامی ویشجبون کل ألوان التکفیر والدعوة الى الاعتداء على دماء المسلمین واعراضهم واموالهم. عشرون : یشکر المؤتمرون الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة وقائدها الإمام الخامنئی (دام‌ظله) ، کما یشکرون المجمع العالمی للتقریب بین المذاهب الإسلامیة على إقامة هذا المؤتمر المبارک واستضافته، ویرون فی إقامة أمثال هذه اللقاءات خیراً کثیراً .
وصلى الله على سیدنا محمد وآله الاطهار وصحبه الاخیار وسلّم.

یشار الى ان المجمع العالمی للتقریب بین المذاهب الإسلامیة عقد مؤتمره الدولی الثامن والعشرین للوحدة الإسلامیة بطهران من 15-17 ربیع الأول 1436هـ الموافق 7-9 ینایر/کانون الثانی 2015م بحضور مئات الشخصیات الدینیة والنخب العلمیة من الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة ومن سائر أنحاء العالم . وقد خُصص هذا المؤتمر لدراسة موضوع (الأمة الإسلامیة الواحدة : التحدیات والآلیات) کما وفق المشارکون للقاء قائد الثورة الإسلامیة سماحة الإمام الخامنئی (دام ظله الوارف) واستمعوا إلى حدیثه التوجیهی القیم ، فیما افتتح المؤتمر فخامة حجة الاسلام والمسلمین الدکتور الشیخ حسن روحانی رئیس الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة بکلمة جامعة . و تدارس المؤتمرون موضوع المؤتمر على مدى ثلاثة أیام وفی خمس عشرة جلسة عمل ومن خلال عرض أکثر من مائة بحث وکلمة. هذا وقد تناول المشارکون حسب اختصاصهم الموضوعات المستجدة فی مجالات التجارة والاعمال ، وشؤون الشباب وطلبة الجامعات، والاحزاب السیاسیة والنساء والأساتذة والجامعات، والاعلام فی إطار لجان تخصصیة مستقلة، فضلا عن دراسة الأزمات الراهنة فی عالمنا الاسلامی فی لجنتی المساعی الحمیدة والجمعیة العمومیة لمجمع التقریب وبالتالی اللجنة الخاصة بالاتحاد العالمی لعلماء المقاومة وذلک للوصول الى حلول واقعیة لها.

شاهد أيضاً

ليلة القدر .. بين اصلاح الماضي و رسم المستقبل

أشار العالم الديني و استاذ الاخلاق الزاهد الفقيد الراحل سماحة آية الله مجتبي طهراني ، ...